الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفاظ لابسة طربوش

من نهارك سعيد ومودموزيل إلى «قشطات والحتة».. تطور اللغة في عصر«التوك توك»

نجوم الطربوش الريحاني
نجوم الطربوش الريحاني وعبد الوهاب ويوسف وهبي وأنور وجدي

«عايزنا نرجع زى زمان.. قول للزمان ارجع يا زمان».. لم تكن تلك مجرد كلمات غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، وإنما أصبحت عقيدة راسخة فى نفوس شعب بأكمله، فظل يرددها الشباب والفتيات حتى وقتنا هذا، حنينًا إلى زمن تميز بالبساطة ورقة الكلمات وعذوبتها، هربا من عصر «التوك توك».

ولأن السينما توثق مفردات الأجيال، فإننا إن تأملنا أفلام الزمن الجميل، سنجد الكثير من الكلمات التى أنتهت تماما من قاموس اللغة، وحل محلها كلمات أخرى تدل على ملامح العصر الذى نعيشه، فمثلاً لن تسمع كلمة «تشكرات يا افندى» هذه سوى فى فيلم أبيض وأسود من أفلام «زمان»، ولأن من بيننا كثيرون يشعرون بالحنين للماضى ولهذا الزمن، نستعرض مقارنة مبسطة بين بعض الكلمات التى كانت موجودة قديماً، وأصل تلك الكلمات، وما آلت اليه في زمننا هذا مع تطور اللغة.

نجيب الريحاني سينما أبيض وأسود

الفاظ عفا عليها الزمن وتحولت لكوارث

عفارم عليك.. 100 فل

كانت كلمة «عفارم» تستخدم تعبيراً عن الإعجاب الشديد بالشىء، وأصل الكلمة تركى «aferim»، نظراً لأن مصر ظلت فترة طويلة تحت حكم الدولة العثمانية، وتأثرت ببعض الكلمات التركية، وتطورت إلى «برافو»، قبل أن تتحول إلى «100 فل عليك»، أو «قشطة عليك» 

تشكرات.. تشكر يا برنس

الغيت تلك الكلمة تماماً من لغتنا اليومية، فهى أيضاً لها أصل تركى فتعنى بالتركى: "teekkürler"، وكانت تُستخدم قديماً تعبيراً عن الشكر، وتحولت مع الوقت إلى شكرا، ثم تشكر يا برنس.

أفندي.. برنس الجيل

كلمة أفندى هى كلمة يونانية فى الأصل، تم انتقالها إلى اللغة التركية، ثم انتقلت فيما بعد إلى مصر، وكانت تُطلق على أصحاب الوظائف المدنية، والدينية، وكل من لهم مركز فى المجتمع، وانتشرت فى مصر منذ حُكم الأتراك، ثم قام مجلس قيادة ثورة يوليو بإلغاء «الأفندية»، وتطورت إلى أستاذ ثم «برنس الجيل» في عصر التوك توك.

تكاتك مصر

سعيدة.. صباحو

كانت هذه الكلمة تُعد من الكلمات التى تستخدم للتحية، فدوماً تجد فى الأفلام تجد من يُلقى التحية يقول كلمات من قبيل: سعيدة أو نهارك سعيد، والتي تحولت إلى «صباحو».

مدموزيل.. مزة أو حتة

في حال مناداة إحدى الفتيات اليوم وتلقيبها بـ«مدموزيل»، سوف ترى كافة علامات الإندهاش والتعجب، وكأنك من كوكب آخر، على الرغم من إنتشار الكلمة قديماً، فكانت أى آنسة يطلقون عليها «مدموزيل»، والكلمة لها أصل فرنسى فتعنى بالفرنسية "mademoiselle"، ورغم أن الكلمة اصلها فرنسى بالأساس، إلا أن فرنسا فى عام 2012، قررت منع استخدام هذه الكلمة باعتبارها كلمة تعبر عن التمييز، فمنعوا استخدام أى كلمة تعبر عن الحالة الاجتماعية للأنثى، إلا أن الكلمة تحولت مع التطور إلى «مزة» أو «حتة» في المناطق الشعبية، والتكاتك.

ياسم.. سباب متنقي

استخدمت تلك الشتائم بشكل متكرر وكانت الأكثر تداولا قديماً، وهو ما وثقته السينما، وستجد بعض بطلات السينما حينما يتعرضن للمضايقة من شخص ما، تقول «ياسم» تعبيراً عن الغضب، أما الأن فقد اختفت الكلمة وأصبحت الشتائم أكثر تطورا بما يتناسب مع العصر الحالي، بما في ذلك «سب الست الوالدة».

بونسوار.. بندحرج التماسي

من الكلمات الفرنسية التي كان يرددها الناس قديماً، نتيجة تأثرهم بالثقافة الفرنسية، نظراً للاحتلال الفرنسى، وهى تحية تُقال فى المساء، وتحولت الآن إلى «فل عليكوا يا بشر»، أو «بندحرج التماسي». 

إكسلانس.. «باشا مصر»

كلمة تدل على الفخامة قديما وتعبيراً عن التقدير، وهى تعنى بالإنجليزية "excellence"، والتى تعنى الامتياز، أو التفوق، ومع التطور وصلت إلى «باشا مصر»، أو «برنس البرانيس» حسب التوك توك اللي راكبه.

السينما وتوثيق اللغة

لأن السينما هي مرآة الواقع، وتنقل وتتفاعل مع العصر الذي تقدم فيه، فقد نقلت السينما روح العصر القدجيم باللغة التي كان يتحدث بها الناس، وتجلت اللغة في أفلام نجيب الريحاني ومحمد عبد الوهاب، اللذان كان لهما طريقة مميزة في نطق الكلمات، وعندما يشاهدا الشباب اليوم يتعاملون معها من منطلق الكوميديا.

في أحد أفلام نجيب الريحاني «أبو حلموس»، كان مرتبكا ويحاول توصيل وجهة نظره للفنان عباس فارس وظل يردد «أنا غرضى أقول يعنى.. أنا بدى أقول يعنى»، وعندما يرغب الشخص في وصف شئ بالشدة يقول «ده شىء كتير خالص».

الريحاني وعباس فارس في أبو حلموس

ومن أبرز المصطلحات التي تداولت كثيرا في السينما قديما: «نهارك سعيد، صباح شريف، أنا ممنون لك، قول لى من فضلك، طقس ظريف، عال»، لكن هذه الكلمات فى الوقت الحاضر لم تعد موجودة فى أحاديثنا اليومية واستخدامها فقط على سبيل الدعابة، وحلت مكانها مصطلحات جديدة مثل «100 فل وعشرة، قشطة، زى الفل».