الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يوضح

التعامل مع المخالف في العقيدة.. مواقف من حياة الرسول

صدى البلد

التعامل مع المخالف في العقيدة؟.. كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بعض الجوانب العظيمة التي تبين أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وسموها فوق حدود الزمان والمكان وحاجز الدين، حيث كانت سيرته العطرة أنموذجاً لما ينبغي أن يكون التعامل بين البشر مسلم وغير مسلم، بل والوفاء لكل صاحب فضل دون النظر لديانته أو عاقبته.

التعامل مع المخالف

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال حديثه التليفزيوني ببرنامج "من مصر"، المذاع على إحدى الفضائيات المصرية : "كان هناك أحد المشركين ويدعى مُطعم بن عدي قد لقي أبا بكر جمع حاجته وذاهب إلى الحبشة، فسأله إلى أين يا أبا بكر؟، فقال: مهاجر إلى الحبشة فقد آذيتمونا، فأجابه: ارجع وأنت في جواري، ولما وجد المشركين يلسنون على النبي في مكة وقف أمامهم، ومات مُطعم فلما جاء بدر وانتصر المسلمون وقبض على أسرى المشركين، قال سيدنا: لو كان مُطعم بن عدي حياً فكلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له"، وذلك تكريماً له على كرمه وأخلاقه ووفاءه، وظل يذكر مُطعماً في جواره وشهامته ورجولته، ومواقفه، وقد مات على الشرك.

 

وأشار مفتي الجمهورية السابق إلى أن الموقف يبين لنا أن الحكم على هذا بدخول الجنة وهذا بدخول النار هو أمر بيد الله وحده، وأن لنا في الدنيا الأخلاق كما كان يفعل الحبيب المصطفى، لأن النبي كلما ذكر ابن جِدعان تبسم، وهو مات على الكفر.

 

وحول تعامله مع غير المسلمين، يقول: كانت المدينة بها من التنوع فهناك اليهود والمشركين والأنصار وغيرهم لم يحدث أن اشتكى مُشرك واحد من النبي أو صحابته، فهو يتعايش ويبيع ويشتري مع المسلمين وفق قاعدة "لكم دينكم ولي دين"، لافتاً أن سيدنا النبي –صلى الله عليه وسلم- لما خاطب الناس خاطبهم بما هم عليه فقال :"إلى المقوقس عظيم القبط، وهي توزاي اليوم معاليك وفخامتك، وإلى النجاشي عظيم الحبشة، إلى كسرى عظيم الفرس"، كما أنه لم يأته رسول من هؤلاء أو من غيرهم إلا أكرمه وأمنه، وأرسل معه شخص يصل به إلى المأمن حتى لا يتعرض لأي أذى، وشدد على أن سيدنا النبي عامل غير المسلمين سياسياً اقتصادياً اجتماعياً دينياً بأخلاق عالية جداً.