يتعرض البعض منا في حياته اليومية إلى مواقف صعبة وقد يوجه له الكلام الجارح الذي يؤثر على النفس ويجعله في حالة حزن وغضب، فيسأل الناس عن حكم الكلام الجارح وعقابه في الإسلام.
حكم الكلام الجارح
حث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن يصون الإنسان لسانه عن الفحش وسيئ الكلام، وأن ينطق به قول الإيمان ووجوه الخير المختلفة، فَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ لِي فِي الإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ» رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ» رواه الترمذي، وما بين اللحييْن هو اللسان، وما بين الرجليْن هو الفرج.
عقاب الكلام الجارح
وحين سأل معاذ بن جبل الرسولَ صلى الله عليه وآله وسلم عن عمل يدخله الجنة، قال له: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟» قَالَ مُعَاذُ: "بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ". قَالَ: «رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟» قَالَ: "بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ" فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، قَالَ: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا»، فَقَالَ: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟" فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!» رواه الترمذي.
فصيانة اللسان من الوقوع في الأذى والفحش والغيبة والنميمة والسب والقذف والسخرية والاستهزاء، من أفضل الخصال التي ينبغي على الإنسان أن يقوم بها، وأن يزكي لسانه بقول الخير والذكر وما يصلح بين الناس ويؤلف قلوبهم؛ فيفوز برضا الله وينال على ذلك الجزاء الأوفى منه سبحانه وتعالى.
أثر الكلام الجارح في النفس
القول اللين، والكلام المهذب، والتواصل الجيد بين الزَّوجين أمور معينة على تجاوز تحديات أسرتهما المشتركة؛ في حين أن القول الغليظ، والكلام القاسي، والتواصل السَّيء سُلوكيات تُعَظِّم الصَّغائر، وتصطنع المشكلات.
الكلام الجارح من الحبيب
نبه الدكتور عمرو الورداني، أن النكد الزوجي ينتج عن ثلاثةُ أمور، أولاهما: كثرة الإنتقاد، ثانيهما: كثرة اللوم، وثالثهما: كثرة الشكوى.
وتابع « الورداني» خلال لقائه ببرنامج « من القلب للقلب» المذاع على فضائية «mbc مصر» أن الثلاثة أمور السابقة هي صفات الإنسان النكدي أيضًا، مشيرًا إلى أن النكد يؤدى إلى الاستهلاك العاطفي للزوج أو الزوجة.
الكلام الجارح وأثره
وواصل أمين الفتوى أن المرأة لا تتحمل الانتقاد، بل إنه يؤدي إلى تدميرها نفسيًا، كقيام الزوج بانتقاد أشياء في شكها أو أسلوبها أو أكلها.
وأشار إلى أن أول قيمة يضيفها الرجل للمرأة هى الاحتضان والاحتواء؛ لتشعر الزوجة أن هناك من يوفر لها مقدارا من الأمن ومن يدعمها في الدراسة أو تطوير شخصيتها أو عملها.
ولفت أمين الفتوى أن أول مايطلبه الزوج من زوجته هو التقدير؛ لأنه قيمة إضافية أولية، وعليه الاحتواء والأمان والتقدير لها.
ونصح بأن يستخدم الزوجان طرق التعبير عن الحب، واستخدام كلمات التحفيز، أو الأفعال التي تعبر عن الحب، أو الهدايا أو الجلوس وقتا كافيا مع شريك الحياة.
واختتم: لابد أن يكون هناك جلسة مطولة يتحدث فيها الزوجان في هذه الأمور، وأن يتكلم كل منهما عن مراده خلال العامين المقبلين على سبيل المثال.
طرق التخلص من الغيبة والنميمة
- الإكثار من ذكر الله.
- حافظ على صلواتك الخمس.
-استشعر رقابة الله تعالى لك فيما تقول وفيما تفعل.
-احرص على تغيير المنكر بيدك أو بلسانك، إذا رأيت مغتابًا انصحه وردّه إلى الصواب.
- احرص على مصلحة المسلمين، كالتحذير من الشر، بالنصح والإرشاد.
- ابتعد عن التنابز بالألقاب، كالأعشى والأعمى وغيرها، حيث يحرم ذكر هذه الصفات بأي شخص للتنقيص .
- ردع المغتاب والنمّام عن فعله.
- تذكير المغتاب بعقاب الله تعالى.
- إقناع المغتاب بالحسنى بالرجوع عن الغيبة والنميمة.