غضب داخل مجلس النواب الأردني جراء حادثة اعتداء طاقم السفارة العراقية في عمّان على أردنيين

سيطرت حالة من الغضب الشديد بين أعضاء مجلس النواب الأردني جلال جلسة المجلس التي عقدت مساء اليوم"الثلاثاء" برئاسة المهندس سعد السرور رئيس المجلس وذلك جراء اعتداء طاقم السفارة العراقية في عمّان على مواطنين أردنيين خلال حفل أقامته السفارة بالمركز الثقافي الملكي يوم "الخميس" الماضي لاحياء ذكرى "المقابر الجماعية في عهد النظام السابق".
وسيطرت حادثة الاعتداء على نقاش النواب في الجلسة التي حضرها رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور وهيئة الوزارة فيما هدد وزير الثقافة الأردني بركات عوجان خلال الجلسة بالاستقالة من الحكومة إذا لم تتخذ بحق المتسببين في الحادثة أية أجراءات قائلا: "إن الإنسان الأردني مقدر وعزيز من كل مكونات المجتمع الأردني وأن ما رافق احتفال السفارة العراقية من فوضى واعتداء على مواطنين اردنيين هو فعل خارج عن الاعراف الدبلوماسية".
وطالب نواب أردنيون بأن تتحمل الحكومة مسئولياتها في الحفاظ على كرامة الأردنيين وأن لا تقبل أن تمر هذه الحادثة دون اتخاذ اجراءات رادعة بحق العراقيين الذين قاموا بالاعتداء، فيما أكد آخرون أن علاقات الأردن بالعراق علاقات قوية لا يسمح المس بها وأن حادثة الاعتداء حادثة فردية يجب عدم تحمليها اكثر من كونها حالة فردية يجب ان يحاسب مرتكبيها بقوة.
وعبر نواب عن اعتزازهم بالعلاقات التاريخية القائمة بين الشعبين الاردني والعراقي وان حادثة الاعتداء على المواطنين الاردنيين لا يتحملها الشعب العراقي وحرصا على هذه العلاقات الاخوية يجب ان تقدم الحكومة العراقية اعتذارها للحكومة الاردنية على تصرف افراد سفارتها بشكل همجي على مواطنين اردنيين منذرين بنفس الوقت من محاولات دس لايقاع الفتنة بين الاردن والعراق بعد ان اخذت علاقاتهم بعداً استراتيجياً بات لا يرضي البعض.
وأكد رئيس مجلس النواب الأردني أن سيادة القانون يجب أن يفهمه كل من على الأرض الأردنية من دبلوماسيين وغيرهم.
وقال السرور مخاطبا النواب"إن حادثة الاعتداء يجب أن نتعامل معها بحدودها.. والعراق دولة شقيقة نحترمها.. وما تصرف فيه هذا النفر لا يمكن أن ينعكس على شعب العراق وابناء العراق الذين يعيشون بيننا".
من جانبه ، قال وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جوده أنه تلقى اتصالاً هاتفياً مساء اليوم"الثلاثاء" من نظيره العراقي هوشيار زيباري حيث أبلغه الأخير بأن مجلس الوزراء العراقي اتخذ جملة من القرارات ومنها أنه سيتم سحب كل المسئولين العراقيين المتورطين في هذا الحادث وأن الحكومة العراقية حريصة كل الحرص على استمرار علاقاتها الاخوية مع الأردن وأنها لن تسمح لأي موظف أو دبلوماسي في سفارة العراق في الأردن الاساءة للعلاقات المتميزة والاخوية بين البلدين الشقيقين.
وقال جوده إنه أكد لنظيره العراقي أن ما حصل أمر مرفوض ولن يسمح لأي أحد المس بكرامة الأردني أو التجاوز على قوانين الأردن.
كان النواب خلال الجلسة قد طالبوا الحكومة الأردنية باتخاذ كل الاجراءات القانونية لمعاقبة المعتدين على المواطنين الأردنيين والعمل على طرد السفير العراقي في عمان جواد عباس من الأردن وأن تقدم الحكومة العراقية اعتذاراً رسمياً للحكومة الأردنية.