الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأسرة المصرية في خطر|عنف الأزواج يدمر قوام المجتمع وينشئ جيلا غير سوي

أرشيفية ـ قتل الأزواج
أرشيفية ـ قتل الأزواج

لا نعرف ما هي الأسباب والدوافع الحقيقة خلاف سوء المعاملة أو تعاطي الزوج المواد المخدرة، لكن ما نعرفه ونعايشه هي حالة القسوة والعنف التي تشهدها البيوت المصرية مؤخرا، وباتت قنابل موقوتة تهدد تماسك المجتمع وأهم عنصر من عناصر في مكوناته.

الفترة الأخيرة كشفت عن موجة عنف غير مبررة داخل البيوت المصرية أبطالها الزوج والزوجة، وقد لخص البعض أسبابها في سوء المعاملة وروتين ورتابة الحياة بين الزوجين، حيث تعددت حالات القتل بين الزوجين، وبات كل واحد منهما يضيق بالآخر ذرعا إلى حد وصل إلى قتله.

ورغم أن الزواج مبني في الأساس على المودة والرحمة؛ إلا أن موجة العنف الأسري الأخيرة كشفت عن وجه آخر غير مألوف على مجتمعنا الذي يشهد له بقوة وصلابة العلاقات الأسرية.

الدافع الرئيسي للقتل 

اللايف كوتش هبه أبو الخير، قالت إن أهم الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى قيام أحد الزوجين بقتل الآخر، كما شاهدنا في واقعة القليوبية وغيرها من جرائم وحوادث، غياب المعاملة الحسنة والاحترام وحلول العنف مكانهما.

وأضافت «أبو الخير» في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن الأنثى هي أنثى، مهما كانت شرسة وعنيفة تريد معاملة طيبة من الرجل حتى تشعر بالأمان والاستقرار معه، معقبة: «لا داعي للاستفزاز في الحياة الزوجية، لأنه بمثابة الشرارة الأولى التي تؤدي إلى كارثة، حيث يقوم أحد الزوجين بقتل الآخر».

اللجوء إلى العنف 

وأوضحت «أبو الخير»، أن التربية السيئة منذ الصغر ينتج عنها عدم الصبر في التعامل بين الزوجين وعدم تحمل المسئولية، لافتة: «ليس كل الأمهات قادرات على توصيل فكرة قدسية الزواج لبناتهن بشكل سليم».

وأكدت: أن «انعدام تأهيل البنات والشباب نفسيا للزواج يجعلهم يلجأون إلى العنف الأسري بكل أشكاله مع أول أزمة تقابلهم». 

وأشارت إلى أن ضرب الزوج لزوجته يؤدي إلى القتل؛ لأن الضرب قد يكون قويا وعنيفا ويجعل الزوجة تحاول الدفاع عن نفسها بأي طريقة أو شكل حتى لو كانت هذه الطريقة عشوائية وكارثية وينتج عنها مقتل الزوج.

إبداء الاهتمام والتقدير 

وتابعت: المعاملة القاسية من الزوج مثل البخل وقلة الرحمة والجحود تجعل الزوجة تفكر في التخلص من زوجها وتصبح طريقة التخلص منه ليست طريقة طبيعية نتيجة الضغط النفسي الذي يقع عليها.

وأكدت اللايف كوتش، أن تقليل العنف الأسري يعود إلى الأخذ في الاعتبار حالة الصعود والهبوط العاطفي لشريك الحياة وما يحب ويكره فيما يعد واحدة من أكثر الطرق مصداقية لإظهار أن الأزواج يهتمون ببعضهم البعض، ومن الخطوات البسيطة للتعبير عن إبداء الاهتمام حسن الاستماع إليهن ومدح تصرفاتهن المميزة والإشادة بالجهد المبذول.

الثقة والشفافية في الشريك

وتابعت: يحتاج كل شخص إلى وقت هادئ بمفرده ليتأمل بعض أموره وإعادة ترتيب أولوياته، معقبة: إن «الحاجة إلى أن تترك المساحة المطلوبة ليست علامة على سوء العلاقة بل على العكس حاول أن تتلمس إذا كان شريك الحياة يمر بأي من هذه اللحظات، واحرص أن يحصل على مساحته الشخصية دون إزعاج حتى يتمكن من إعادة تنظيم أفكاره ومشاعره وإعادة حياته مع من حوله».

واختتمت حديثها قائلة: «ثق في شريك حياتك وإخباره بمخاوفك واحباطاتك مهما كانت مشاعرك التي لا تحب أن تبوح بها لأحد، وأيضا استمع إلى هموم ومخاوف شريكك فهذا يدعم أواصر العلاقة ويحقق الأفضل لكما». 

واقعة سيدة القليوبية

قرر قاضى المعارضات بمحكمة قليوب الجزئية تجديد حبس زوجة وزوج ابنتها 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة قتل زوج الأولى وتقطيع جثته ثلاثة أجزاء وإلقائها فى بعض الترع بدائرة مركز قليوب ووجهت النيابة للمتهمين تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

وأدلت المتهمة الأولى باعترافات تفصيلية بالواقعة حيث أكدت أنها قامت بوضع عقار منوم فى وجبة طعام لزوجها المجني عليه وعندما غاب عن الوعى قامت بذبحه بمساعدة المتهم الثاني، ثم قاما بتقطيع جثته إلى ثلاثة أجزاء ووضعوا كل جزء فى شيكارة وحملوها وقاموا بإلقائها فى ثلاث ترع هي؛ ترعة الصباح وترعة سلام وترعه العجام.

وعللت الزوجة قيامها بارتكاب الواقعة؛ لتعدى الزوج عليها بالضرب وسوء معاملته لها.

واصطحب فريق من البحث الجنائي والنيابة العامة بقسم قليوب المتهمين إلى مسرح الجريمة وقاما بتمثيلها وتوجها إلى مكان إلقاء أشلاء الجثة أيضًا.

تفاصيل عملية ذبح الزوج 

وتلقى المقدم محمد حجاج رئيس مباحث قسم قليوب، بلاغا من الأهالى يفيد غياب "عامل مراجيح" عن منزله بمنطقة "الزهوى" دائرة القسم. 

تم إخطار اللواء محسن شعبان مدير الأمن فتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة وأثناء عمل الفريق تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بالعثور على جثة أشلاء في أحد المصارف بدائرة المركز وتبين أنها للمتغيب، حيث كشفت التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة زوجة المتوفى. 

مشاجرة بين الزوج والزوجة 

وتبين أن المجنى عليه مسجل خطر دائم التعدي على زوجته "المتهمة" بالضرب والتشاجر معها أمام الجيران، فقررت الزوجة التخلص منه بقتله.

وانتهزت الزوجة عودة الزوج من عمله، حيث طلب منها إعداد الطعام وكان فى وجود زوج ابنتها ووضعت له أقراصاً مخدرة فى الطعام، وبعد أن غاب عن الوعى قامت بذبحه من الرقبة وبمساعدة زوج ابنتها قاما بتقطيع جسده إلى ثلاثة أجزاء علوي وسفلي ومنطقة الرأس ووضعها داخل جوالين وكيس بلاستيكي والتخلص منها بإلقائها بأماكن متفرقة في ثلاث ترع هي؛ ترعة الصباح وترعة سلام وترعه العجام لتضليل أجهزة الأمن وعدم التعرف على الجثة.

وألقى القبض على المتهمة وشهرتها "زينب  العارجة" وزوج ابنتها، حيث اعترفا تفصيليا بارتكاب الواقعة.