الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياسر عبيدو يكتب: بالأدب.. الدين فقه وفهم 

صدى البلد


الاجتراء على تفسير الدين والخوض فى معنى أو شرح بدون امتلاك أدوات ومعدات تفسير وبيان المعانى ودقائق اللغة وامتلاك ناصية اللغة والفقه أى أرقى مراتب الفكر للتأويل وتفكيك النص وتركيبه وشرح غرائبه وامتلاك كم كبير من دقائق الشروح والتفسير وكيفية الغوص لاستخراج لآلئه وهى لبيست مهمة سهلة ان كان يجترئ عليها صفوة معدودة من الصحابة وحفاظ كتاب الله ومن فتح الله لهم فتوح فك مغاليقه وفهمه وكانوا يهربون من الاجتراء على اقتحام مجال تفسير القرآن واستنباط الاحكام والمسائل الفقهية والافتاء انتجت المثل الشهير لا يفتى ومالك فى المدينة وجاءت من فقه معنى وتفسير لحكم نزل برمى المحصنات مقولة الشهيرة التي أطلقت على الإمام مالك رضي الله عنه: "لا يُفتى ومالك في المدينة"، لكننا سمعنا أن سبب إطلاقها أن امرأة ماتت، فغسلتها امرأة أخرى، فطعنت في عفاف الميتة، فالتصقت يدها بها، فاحتار الناس في الحكم؛ هل يقطعون يد المرأة القاذفةأم جسد المرأة الميتة؟ حتى قال مالك: "اجلدوها حد القذف"، بعد أن علم بقصتها، ففعلوا، فانفصلت اليد، فقيلت في حقه هذه المقولة من ساعتها. فما مدى صحة هذا الكلام؟
اشار اليها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية بقوله: "المقولة الشهيرة "لا يُفتى ومالك في المدينة" صحيحة؛ فلم يكن في المدينة من هو أعلم من الإمام مالك وأفقه منه، وقال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": "ولم يكن بالمدينة عالمٌ مِن بَعد التابعين يشبه مالكًا في العلم والفقه والجلالة والحفظ، فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب، والفقهاء السبعة، والقاسم، وسالم، وعكرمة، ونافع، ، وطبقتهم، فلما تفانوا، اشتهر ذكر مالك بها، وابن أبي ذئب والدراوردي، وأقرانهم، فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق، والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق .
والشيء بالشيء يذكر فليست " أولاد حارتنا " مجرد رواية يطرح فيها نجيب محفوظ أسئلته حول العدل والحرية، إنها حكايتنا مع السلطة؛ كل سلطة، حكاية مجتمعنا نفسه وشوقه للتفكير خارج الصناديق الضيقة.
بدت الرواية على مدى أكثر من نصف قرن كنزًا سياسيًا، تتصارع عليه كل القوى السياسية، والدينية وتحاول توظيفه لمصلحتها الخاصة، ورمزًا لمعارك ثقافية وسياسية واجتماعية، تتخذ كل فترة شكلًا جديدًا، وشملت ساسة، ورجال الدين، وأدباء، وقتلة، ومؤسسات، وتبلغ ذروتها بمحاولة اغتيال على يد شاب لم يقرأ حرفًا باستثناء فتاوى شيوخه.
عبر رحلة بحث في مئات الوثائق والدوريات، وبلغة تمزج بين السرد بتقنيات السينما التسجيلية، يلتقط محمد شعير دراما اللحظة المتوترة التي أثارتها (( أولاد حارتنا ))، ليتجاوز كونها أزمة في حياة صاحبها، بل وسيلة لقراءة آليات وتفكير المجتمع، كاشفة لطبقات أعمق منه، وملتمسة بعضًا من جذور المواجهة بين حرية الفكر واستبداد الرجعية، قراءة لا تنشغل بالإجابة أكثر من طرح الأسئلة، ومن ثم تبدو مرآة لواقعنا الراهن. هي رواية الرواية، رحلة بحث عن التفاصيل المنسية، حول البشر، والزمن، والتحولات، ودوائر الصراع داخل حارتنا المأزومة. 
هذا الكتاب يدور حول رواية "أولاد حارتنا" لأمير الرواية العربية "نجيب محفوظ"، والتي نشرت - لأول مرة - على صفحات الأهرام سنة 1959، كانت أخطر رواية عربية في القرن العشرين، ليس لقيمتها الفنية فقط بل لما قامت عليه من أفكار، وما قدمته من شخصيات، فقد شاء المتطرفون ممن يحاولون التسلط على العقل العربي ويعملون على تقييده بقيود شديدة حتى لا يتحرر وينطلق في الآفاق، كما انطلقت عقول الآخرين فتقدموا في حياتهم وعالجوا كثيراً من مشاكلهم وبقينا نحن في آخر المسيرة.. حاول هؤلاء أن يستخرجوا من رواية "أولاد حارتنا" ما يثبت أنها رواية كافرة وأن مؤلفها كافر، وذلك عن طريق تفسير ضيق وخاطئ للدين، وقد بدأ الاعتراض على الرواية في ستينيات القرن العشرين، وكان اعتراضاً هادئاً بعيداً عن الصخب، وبعيداً كذلك عن استخدام العنف، ولكن الحملة ازدادت شراسة بالتدريج، بعد أن اتسعت مساحة التطرف في بلادنا، وازداد عدد الذين يستخدمون الدين في غير موضعه، وقد وصل الأمر إلى محاولة اغتيال نجيب محفوظ سنة 1994 على يد شاب متطرف جاهل.
قصة "أولاد حارتنا" وما أحدثته من ردود الفعل المختلفة، ومعظمها عنيف، هي موضوع هذا الكتاب الذي يكشف أن المأساة كلها تكمن في التفسير الخاطئ للدين، وإقحام الدين في أمور لا علاقة له بها، وهذا بلاء يهدد مجتمعنا بالعزلة القاتلة عن العالم الذي نعيش فيه، وهو بلاء ينذر بتقييد العقل حتى يتحول إلى مصدر للظلام، وليس مصدراً للنور. وعلينا أن نقف ضد هذا البلاء بكل ما نملك من قوة وعزيمة فلابد لمن أراد التصدى للفقه والتحدث فى الدين أن ينخرط فى احدى كليات اللغة العربية وأقسام علوم الدين وأدبها ويصل فيها الى التبحر فى الدراسة والفقه على يد شيوخ العلم المشهود لهم بالتفكر وامتلاك ناصية الفقه والادب وعلوم اللغة فالدين وعلومه ليس أآقل درجات دراسة اللغة العربية بل أعلاها ولابد للمتصدى له التبحر فى علوم ودقائق اللغة العربية وآدابها والفلسفة والمنطق وعلم الكلام وعلوم التأويل فمثلا نماذج الشيخ محمد متولى الشعراوى والدكتور محمد سيد طنطاوى وحديثا الدكتور الطيب شيخ الازهر صاحب الثلاث لغات تحدثا وكتابة وتأآليفا والدكتور احمد عمر هاشم عالم الحديث فنحن فى عصر التخصص وعصر التفجر المعرفى ورأينا كثيرا من الفتن عصفت وتعصف بالامة الاسلامية من اجتراء السوقة وارباع المتخصصين وممتلكى المنصات الرقمنية ومفتين داعش والجماعات المتطرفة حتى تشابه البقر علينا وتداخلت السكك والمسالك وشارفت الامة على الهلاك بفتاوى التكفير المعلبة وفتاوى تحت الطلب وسابقة التجهيز والفتاوى .com رغم أن رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم نبهنا الى ما يحدث الآن من 15 قرنا خلت وقال انه سيحدث بل رسم لنا طريق الخلاص من ذلك لكننا للأىسف أمة  مقلدة أغرتها متع الحياة والمكسب السريع واهتمت بالشكل والزخرفة وتزيين المساجد المشيدة وتغافلت عن التعليم الصحيح والتدريب فأصبحنا نربى عجولا تهتم بالطعام والشراب ووسائل الراحة وتجاهلنا التفقه فى الدين وتصحيح الملتبس ليصبح الجهل سيدا فينا والجهلاء زعماء وشراء الذمم والشهادات العلمية  وتزويرها من سمات العصر فانتظروا لكل هذه المقدمات بنتائج تقوض اركان الاخلاق وانسانية الانسان ومزيدا من اغتيال العلماء والمجددين للفكر المستنير عصمنا الله واياكم من العصرنة المخاتلة والتقدم الزائف الذى أطاح بخلق حفنة من الاطباء والطبيبات فتحولوا الى جزارين استحلوا سرقة الاعضاء وقتل البشر دون وازع او مسحة دين أو خوف من رب يؤجل فقط الحساب لكنه لا ينسى ولا يغفل عما يفعل الظالمون.