الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. غادة جابر تكتب: وجاءت بلاد الذهب بالمشير

صدى البلد

حقاً بلاد النوبة ( أسوان ) بلاد الذهب و أرض الكنوز والملوك ، فما الغريب بأن تأتي لمصر بأبن من أبنائها ، لتضيف لكنائز الأرض كنز المشير ، ذلك الرجل الذى وهب حياته ، وجهده ، وأفكاره ، لخدمة أرض الكنانة والحفاظ عليها ، حقاً أنه رجل من ذهب ، هذا الرجل الذى وجه اليه سيادة الرئيس ، عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية تحية خاصة بأسمه ، في ذكرى أنتصار أكتوبر ، قائلاً      " أسمحولي أوجه التحية ليه لوحده سيادة المشير حسين طنطاوى " 

  نعلم أن المشير هو أعلي رتبة في جيوش الشرق الأوسط ، وأعلي الرتب العسكرية ، في القوات المسلحة ، أستحقها هذا الرجل بجدارة ، الذى ولد في عابدين بالقاهرة عام 1935 لأسرة نوبية ، تعلم القرأن الكريم في الكُتاب ، ودرس الي أن واصل دراستة بحصوله علي بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية ، عام 1956 ، ودرس بكلية القادة و الأركان ، عام 1971 ، وفي كلية الحرب العليا عام 1982 ، وعلي مدى تاريخه العسكرى المُشرف ، خاض المشير طنطاوى أربع حروب ، بدءاً من حرب 1956 وكان أحد أبطالها ، وحرب 1967 ، وحرب الأستنزاف ، التي وصفها المشير بأنها فترة زاهرة في تاريخ القوات المسلحة ، فالجيش كان يقاتل ، ويعيد بناء القوات ، فهي بمثابة إعادة الثقة بالنفس واسترداد القوة للجنود ، وللشعب ، أن يعيد ثقته في الجيش المصرى ، وخاض حرب أكتوبر1973 ، فكان أحد أبطالها ، قائد بجدارة للكتيبة 16 مشاه ، التي سطرت ملحمة رائدة في تاريخ القوات المسلحة المصرية ، أثناء عبور قناة السويس وتحرير أرض سيناء الغالية ، وكان قائد الكتيبة ، طنطاوى يواجه القوات الإسرائيلية مباشرة ، وكانت المواجهة مع أرئيل شارون " قائد الفرقة  143 المدرعة الاسرائيلي وقت الحرب " الذى وصف هجوم قواتنا المسلحة " بالذهول الذى أصاب جنوده "، فتمكنت الفرقة بقيادة طنطاوى، الأستيلاء علي نقطة حصينة  ، علي الطرف الشمالي الشرقي من البحيرات المرة ، وأحبطت الكتيبة 16 مشاة عملية " الغزالة المطورة " الأسرائيلية فتصدت بقوة وعنف لمجموعة شارون ضمن فرقتي مشاه ، ومدرعات مصريتين ، في الضفة الشرقية ، وعندما تحدث سيادة المشير ، عن جزء من ملحمة أكتوبر قائلا " كل همي أن أنا مرجعش ، ولا فرد من الأفراد اللي في الموقع حي ، فتلك المعركة خاضتها الكتيبة ، من العبور حتي أيقاف أطلاق النار ، ويكفينا فخراً أننا لم نتكلف الا شهيداً واحداً ، من الكتيبة "

بينما أعترف وقتها قادة بالجيش الإسرائيلي ، أن شراسة معارك الثغرة لم تحدث في تاريخ الحروب ، بعد تلاحم المدرعات المصرية والإسرائيلية ، وخسارتهم أكثر من ألف دبابة، والاف الجنود القتلي ، ومئات الطائرات . 

شغل طنطاوى العديد من المناصب الهامة والقوية في القوات المسلحة ، فشغل منصب قائد الجيش الثاني الميداني عام 1987 ، ثم قائد الحرس الجمهورى عام 1988 ، ثم قائد عام للقوات المسلحة ووزير الدفاع عام 1991 ، ثم ترقيته من الرئيس محمد حسني مبارك الي رتبة المشير ، ووزير الدفاع و الانتاج الحربي في أكتوبر 1993 .

ويبدو أن هذا الرجل تعهد بأن يحافظ علي دماء المصريين في كل الأوقات و في جميع الأزمنة ، ففي ثورة 25 يناير كانت الأوامر للقوات المسلحة ، بأن لا تطلق طلقة واحدة ، علي أي متظاهر سلمي ، وفي أعقاب أحداث 2011 تحمل المشير ومعه القوات المسلحة ، تأمين الجبهة الداخلية ، وحماية المتظاهرين السلميين ، وإعادة الأستقرار للدولة المصرية ، بعد أن شهدت مصر حالة من الإنفلات الأمني ، فظن المفسدون أن التنظيمات المسلحة ، تستطيع أن تنتشر و تنال من مصرنا الغالية ، بعد أن باتت تهدد أمن وأستقرار شعوب المنطقة ، التي عانت بما يسمي الربيع العربي ،  فكان للقوات المسلحة دوراً حكيماً في الحفاظ علي الدولة المصرية ، وعدم إراقة الدماء ، وبعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، عن حكم البلاد ، ففي 10 فبراير2011 أصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة بيانه الأول ، برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى ، تأكيداً وتأييداً لمطالب الشعب المشروعة ، وتولي المشير رئاسة مصر بصفته ، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في 11 فبراير 2011 حتي قيام الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستورية وتسلم منصبه في 1يوليو 2012 .

رحم الله المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع و الإنتاج الحربي الأسبق والذى أستطاع أن يدير البلاد في أصعب فتراتها علي مر التاريخ ، الذى وافته المنية اليوم 21سبتمبر 2021 .