قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. غادة جابر تكتب: وجاءت بلاد الذهب بالمشير

حقاً بلاد النوبة ( أسوان ) بلاد الذهب و أرض الكنوز والملوك ، فما الغريب بأن تأتي لمصر بأبن من أبنائها ، لتضيف لكنائز الأرض كنز المشير ، ذلك الرجل الذى وهب حياته ، وجهده ، وأفكاره ، لخدمة أرض الكنانة والحفاظ عليها ، حقاً أنه رجل من ذهب ، هذا الرجل الذى وجه اليه سيادة الرئيس ، عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية تحية خاصة بأسمه ، في ذكرى أنتصار أكتوبر ، قائلاً " أسمحولي أوجه التحية ليه لوحده سيادة المشير حسين طنطاوى "

نعلم أن المشير هو أعلي رتبة في جيوش الشرق الأوسط ، وأعلي الرتب العسكرية ، في القوات المسلحة ، أستحقها هذا الرجل بجدارة ، الذى ولد في عابدين بالقاهرة عام 1935 لأسرة نوبية ، تعلم القرأن الكريم في الكُتاب ، ودرس الي أن واصل دراستة بحصوله علي بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية ، عام 1956 ، ودرس بكلية القادة و الأركان ، عام 1971 ، وفي كلية الحرب العليا عام 1982 ، وعلي مدى تاريخه العسكرى المُشرف ، خاض المشير طنطاوى أربع حروب ، بدءاً من حرب 1956 وكان أحد أبطالها ، وحرب 1967 ، وحرب الأستنزاف ، التي وصفها المشير بأنها فترة زاهرة في تاريخ القوات المسلحة ، فالجيش كان يقاتل ، ويعيد بناء القوات ، فهي بمثابة إعادة الثقة بالنفس واسترداد القوة للجنود ، وللشعب ، أن يعيد ثقته في الجيش المصرى ، وخاض حرب أكتوبر1973 ، فكان أحد أبطالها ، قائد بجدارة للكتيبة 16 مشاه ، التي سطرت ملحمة رائدة في تاريخ القوات المسلحة المصرية ، أثناء عبور قناة السويس وتحرير أرض سيناء الغالية ، وكان قائد الكتيبة ، طنطاوى يواجه القوات الإسرائيلية مباشرة ، وكانت المواجهة مع أرئيل شارون " قائد الفرقة 143 المدرعة الاسرائيلي وقت الحرب " الذى وصف هجوم قواتنا المسلحة " بالذهول الذى أصاب جنوده "، فتمكنت الفرقة بقيادة طنطاوى، الأستيلاء علي نقطة حصينة ، علي الطرف الشمالي الشرقي من البحيرات المرة ، وأحبطت الكتيبة 16 مشاة عملية " الغزالة المطورة " الأسرائيلية فتصدت بقوة وعنف لمجموعة شارون ضمن فرقتي مشاه ، ومدرعات مصريتين ، في الضفة الشرقية ، وعندما تحدث سيادة المشير ، عن جزء من ملحمة أكتوبر قائلا " كل همي أن أنا مرجعش ، ولا فرد من الأفراد اللي في الموقع حي ، فتلك المعركة خاضتها الكتيبة ، من العبور حتي أيقاف أطلاق النار ، ويكفينا فخراً أننا لم نتكلف الا شهيداً واحداً ، من الكتيبة "

بينما أعترف وقتها قادة بالجيش الإسرائيلي ، أن شراسة معارك الثغرة لم تحدث في تاريخ الحروب ، بعد تلاحم المدرعات المصرية والإسرائيلية ، وخسارتهم أكثر من ألف دبابة، والاف الجنود القتلي ، ومئات الطائرات .

شغل طنطاوى العديد من المناصب الهامة والقوية في القوات المسلحة ، فشغل منصب قائد الجيش الثاني الميداني عام 1987 ، ثم قائد الحرس الجمهورى عام 1988 ، ثم قائد عام للقوات المسلحة ووزير الدفاع عام 1991 ، ثم ترقيته من الرئيس محمد حسني مبارك الي رتبة المشير ، ووزير الدفاع و الانتاج الحربي في أكتوبر 1993 .

ويبدو أن هذا الرجل تعهد بأن يحافظ علي دماء المصريين في كل الأوقات و في جميع الأزمنة ، ففي ثورة 25 يناير كانت الأوامر للقوات المسلحة ، بأن لا تطلق طلقة واحدة ، علي أي متظاهر سلمي ، وفي أعقاب أحداث 2011 تحمل المشير ومعه القوات المسلحة ، تأمين الجبهة الداخلية ، وحماية المتظاهرين السلميين ، وإعادة الأستقرار للدولة المصرية ، بعد أن شهدت مصر حالة من الإنفلات الأمني ، فظن المفسدون أن التنظيمات المسلحة ، تستطيع أن تنتشر و تنال من مصرنا الغالية ، بعد أن باتت تهدد أمن وأستقرار شعوب المنطقة ، التي عانت بما يسمي الربيع العربي ، فكان للقوات المسلحة دوراً حكيماً في الحفاظ علي الدولة المصرية ، وعدم إراقة الدماء ، وبعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، عن حكم البلاد ، ففي 10 فبراير2011 أصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة بيانه الأول ، برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى ، تأكيداً وتأييداً لمطالب الشعب المشروعة ، وتولي المشير رئاسة مصر بصفته ، رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة في 11 فبراير 2011 حتي قيام الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستورية وتسلم منصبه في 1يوليو 2012 .

رحم الله المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع و الإنتاج الحربي الأسبق والذى أستطاع أن يدير البلاد في أصعب فتراتها علي مر التاريخ ، الذى وافته المنية اليوم 21سبتمبر 2021 .