الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"لا عدوى ولا طيرة".. أمين الفتوى يكشف عن قضايا مهمة في الحديث

الإفتاء
الإفتاء

لا عدوى ولا طيرة.. ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ومن خلال البث المباشر، سؤالاً يقول صاحبه: ما معنى الحديث النبوي:"لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر..؟".

ما تفسير لا عدوى ولا طيرة

وقال الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء رداً على السائلة:"إن الحديث يعالج قضيتين مهمتين، أولهما أن المسلم يعلم أن الله تعالى هو الفاعل، وأن هذه الأشياء لا تفعل لذاتها، ولا تؤثر لذاتها، ثانيهما فيما يخص التأثير فالمرض ليس هو الممرض، لذلك قال أحدهم للرسول: يا رسول الله أرأيت البعير يدخل على الإبل وهي كالغزلان فتمرض، فقال له النبي: من أعي الأول؟!، فهذا دليل على أن المرض والعدوى مشيئة من عند الله، "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله".

 

وتابع وسام: وجه النبي نصيحة في أمر العدوى فنهى المريض أن يرد على الصحيح أو العكس حتى لا يكون سبباً في إصابة أو نقل المرض لغيره، وأن ناخذ بالأسباب، موضحاً أن الطيرة كان من عادة العرب أن يأخذوا الطيرة ويلقوها عند سفر أحدهم فلو سلكت اليسار تشائم، ولو سلكت اليمين تفائل، أما الهامة فهي الغراب، ولا صفر أي شهر صفر أو دودة، ولا نوء أي منازل القمر، فكان معتقد الكفار نسبة المطر للنوء، فالغيث والمطر من عند الله، ولا غول أي جنس من الجن".

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3131009253797646&id=100064488738150

كيف تتغلب على التشاؤم؟

قال الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من شعر بالتشاؤم فعليه أن يدعو الله ويستغفره ولا يسلم نفسه للأفكار السلبية.

 

وأضاف العجمي، قائلًا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا عندما نشعر بالتشاؤم نقول (( إذا ذكرتم الطيرة فإمضوا وعلى الله توكلوا وقولوا اللهم لا يأتى بالحسنات الا انت ولا يدفع بالسيئات الا انت لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله)).

 

وتابع: عليك أن تردد هذا الدعاء الذى علمنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يأتى اليك الشيطان بمزيد من أفكار سلبية ويسوء لك الحياة بما فيه ويجعل لك الحياة سيئة، لذلك قال المولى عز وجل فى كتابه الكريم {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

دعاء رسول الله عند «التشاؤم»   

نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التطير "التشاؤم"، وقد علمنا نبينا الكريم دعاء يستحب للمرء أن يدعو الله تعالى به عندما يتعرض لأمر يدعوا إلى التشاؤم.

 

عنْ عُرْوَةَ بْنِ عامِرِ -رضي اللَّه عَنْهُ- قَالَ: ذُكِرتِ الطَّيَرَةُ عِنْد رَسُولِ اللَّه -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- فقَالَ: «أحْسَنُهَا الْفَألُ، وَلا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإذا رأى أحَدُكُمْ ما يَكْرَه، فَلْيقُلْ: اللَّهُمَّ لا يَأتى بالحَسَناتِ إلاَّ أنتَ، وَلا يَدْفَعُ السَّيِّئاتِ إلاَّ أنْتَ، وَلا حوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بك»، حديثٌ صَحيحٌ رَوَاهُ أبو داودُ بإسنادٍ صَحيحٍ.

 التشاؤم من الأيام حرام

حذر الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، من التشاؤم من الأيام لأن هذا حرام، مضيفا: "مينفعش تقول يا ساتر النهارده الثلاثاء، يوم أسود وحش".

 

وأضاف عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc": "تلاقى يقولك ده فى ساعة فى يوم الجمعة نحس، ويقولك هو يوم أسود من أوله"، مستشهدا بالحديث القدسى: "لا تسبوا الدهر فأنا الدهر" .وأكد الشيخ فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن من أمثلة المفاهيم المصححة ما جاء عنه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال «لاعَدْوَى وَلاطِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ» قوله «لا عدوى» على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى، وأن هذه الأمور تُعدي بطبعها وتنتقل بذاتها فجاء الشرع بإبطال هذا المعتقد وبين أن العدوى إذا انتقلت كان ذلك بقَدَر الله، لا بتأثير المرض ذاتِه.

 

وأضاف فى خطبة جمعة سابقة له، أن التطير هو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم وهو مذموم كله لا يخرج من ذلك شيء والمؤمن شأنه أن يتفاءل لا أن يتشاءم تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقال الحَليمي رحمه الله: وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى.

 

وتابع: من الأمثلة أيضا قوله صلى الله عليه وسلم «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته لا يتم ركوعها ولاسجودها ولا خشوعها» فبين النبي صلى الله عليه وسلم فيه حقيقة السرقة، بأن يصلي العبد ولكنه لا يطمئن في صلاته فيخلَّ بالركوع والسجود، ولا يحصلَ له الخشوع الذي هو روح الصلاة، فيخرجَ من صلاته وجوارحُه لم تتأثر.وأكمل: أن من الأمثلة كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: -أعجز الناس من عجز عن الدعاء» فإنه لا يترك دعاءَ الله ومسألتَه إلا أعجزُ الناس إذ لا مشقة فيه ولا كلفة وهو عبادة محبوبة لله تعالى إن هذا التقرير النبوي الجامع هو عكس ما يعتقده بعضُ الجهالِ المستكبرين، أن الدعاء هو سلاح الضعفاء أو حيلة العاجز والمهزوم أو أنه سلبية وضعف يلجأ إليها الكسالى الذين لا يبذلون وسعهم لبلوغ أمانيهم .