الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما حكم التشاؤم بالأعداد والسنين؟.. الإفتاء تجيب

ما حكم التشاؤم بالأعداد
ما حكم التشاؤم بالأعداد والسنين

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: “ما حكم التشاؤم وتوهم المرء أن يصيبه ضرر أو موت من الأعداد أو السنين أو دخول بيت أو لبس ثوب أو غير ذلك؟”.

 

وأجابت دار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلة: إن الشرع قد نهى عن التشاؤم بالأرقام أو الأيام أو غيرها؛ لأن الأمور تجري بأسبابها وبقدر الله، ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو بشر يصيبه.


حكم التشاؤم من الزوجة

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول صاحبه:" ابنتي تزوجت من زميل لها في العمل، ومنذ أن تزوجت منه وأهل زوجها يعتبرون أن قدمها شؤم عليهم بسبب ما أصابهم من نكبات وأمراض وخسائر وحوادث بعد زواجها منه، مع العلم بأن كثيرًا مما جرى لهم بعد زواجها منه كان يحدث لهم ما يشابهه قبل زواجها، ولكنهم مصرُّون على أن "وشها وحش عليهم"، حتى إن ابنته أصابها الضرر الشديد المعنوي والنفسي والمادي من جراء ترويج هذه المزاعم على سمعتها وكرامتها ونفسيتها، فما حكم الشرع فى التشاؤم من الزوجة؟" .

وأجاب الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، قائلًا: إن التشاؤم من الزوجة منهيٌّ عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بأسبابها بقدرة الله تعالى، ولا تأثير للزوجة فيما ينال الإنسان من خير أو شر.

وأوضح " جمعة" في إجابته أن التطير والتشاؤم من عادات الجاهلية التي جاء الإسلام بهدمها والتحذير منها؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ»، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ»، متفق عليه.

واستشهد على أن التشاؤم ليس من الإسلام ولا من معتقدات المسلم الذى يفهم تعاليم دينه، بما روى عن قبيصة بن المخارق قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ»، رواه أبو داود بإسناد حسن.

واستدل أيضًا بما ورد عن بريدة - رضي الله عنه-: "أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ"، رواه أبو داود بسند صحيح.
 


وذكر ما رواه عروة بن عامر - رضي الله عنه- قال: ذُكِرَت الطِّيَرَةُ عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-، فقال: «أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ لَا يَأْتِى بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ»، رواه أبو داود بسند صحيح.

ونوه عضو هيئة كبار العلماء، أنه إذا اعتقد المسلم شيئًا مما تشاءم منه موجب لما ظنه ولم يضف التدبير إلى الله - سبحانه وتعالى- حيث أن التشاؤم  يعد سوء ظن بالمولى - عز وجل- ربما وقع به ذلك المكروه الذي اعتقده بعينه عقوبة له على اعتقاده الفاسد.

وأشار إلى أنه لا تنافي بين هذا وبين حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِى ثَلاَثٍ: فِى الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالدَّارِ» متفق عليه؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم-  يشير في هذا الحديث ونحوه إلى تخصيص الشؤم بمن تحصل منه العداوة والفتنة، لا كما يفهم بعض الناس خطأً من التشاؤم بهذه الأشياء أو أن لها تأثيرًا.

واختتم" وذلك كما فسرته الرواية الأخرى عند الحاكم في المستدرك من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه-  أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «ثَلَاثٌ مِنَ السَّعَادَةِ، وَثَلَاثٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ، فَمِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ تَرَاهَا تُعْجِبُكَ، وَتَغِيبُ فَتَأْمَنُهَا عَلَى نَفْسِهَا، وَمَالِكَ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ وَطِيَّةً فَتُلْحِقُكَ بِأَصْحَابِكَ، وَالدَّارُ تَكُونُ وَاسِعَةً كَثِيرَةَ الْمَرَافِقِ، وَمِنَ الشَّقَاوَةِ: الْمَرْأَةُ تَرَاهَا فَتَسُوءُكَ، وَتَحْمِلُ لِسَانَهَا عَلَيْكَ، وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا، وَمَالِكَ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ قَطُوفًا، فَإِنْ ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْكَ، وَإِنْ تَرْكَبْهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بِأَصْحَابِكَ، وَالدَّارُ تَكُونُ ضَيِّقَةً قَلِيلَةَ الْمَرَافِقِ».