الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في أول خطاب له بالأمم المتحدة.. بايدن يحاول التقرب من الدول الكبرى

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن

استخدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، ليعلن أن العالم في "نقطة انعطاف في التاريخ" ويجب أن يتحرك بسرعة وبتعاون لمعالجة القضايا المتفاقمة جراء فيروس كورونا وتغير المناخ وانتهاك حقوق الإنسان.

 

وحسب ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، كما أعلن بايدن أيضًا أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى حرب باردة جديدة"، وسط التوترات المتزايدة مع الصين.

وبرغم عدم ذكر الصين بشكل مباشر، أقر بايدن بتزايد المخاوف بشأن التوترات بين البلدين، لكنه قال: "نحن لا نسعى إلى حرب باردة جديدة أو عالم منقسم إلى كتل".

 

وأشار بايدن إلى قراره بإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا، وذلك بعد الانسحاب من أفغانستان، لتحويل انتباه الولايات المتحدة إلى الدبلوماسية المكثفة مع عدم وجود أزمات تواجه العالم، معتبرًا أن ذلك يساعد في خدمة الشعب الأمريكي، حيث يجب على واشنطن أن تتعامل بعمق مع بقية العالم.

 

وقال بايدن: "لقد أنهينا 20 عامًا من الصراع في أفغانستان.. وبينما ننهي هذه الفترة من الحرب التي لا هوادة فيها، فإننا نفتح حقبة جديدة من الدبلوماسية التي لا هوادة فيها لاستخدام مساعدتنا التنموية للاستثمار في طرق جديدة ومساعدة الناس في جميع أنحاء العالم".

 

وقدم بايدن ــ الذي وصل إلى نيويورك مساء أمس الاثنين، للقاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قبل خطابه اليوم الثلاثاء ــ تأييدًا كاملاً لأهمية الجمعية وطموحها في لحظة صعبة من التاريخ.

 

وعاد الرئيس الأمريكي، في تصريحات موجزة في بداية اجتماعه مع جوتيريش، إلى شعاره بأن "أمريكا عادت" - وهي عبارة أصبحت اختصارًا رئاسيًا تهدف إلى تلخيص وعده باتخاذ موقف مختلف تمامًا مع الحلفاء عن سلفه السابق دونالد ترامب.

 

وأعلن في تصريحاته أن الولايات المتحدة "عادت إلى الطاولة"، مضيفا: "نحن نحشد العالم ولن نقوده ليس بمثال قوتنا بل بقوة مثالنا".

 

لكن الرئيس كان يواجه قدرا من الشك من جانب الحلفاء خلال أسبوع من الدبلوماسية رفيعة المستوى التي قضاها، إذ اشتملت الأشهر الأولى من رئاسته على سلسلة من اللحظات الصعبة مع الدول الصديقة التي كانت تتوقع تعاونًا أكبر من بايدن بعد 4  سنوات من نهج سلفه ترامب الذي كان يعتمد على شعار "أمريكا أولاً" في السياسة الخارجية.

 

وبعد 8 أشهر من رئاسته، كان بايدن غير منسجم مع الحلفاء خاصة مع النهاية الفوضوية للحرب الأمريكية في أفغانستان، وواجه خلافات حول كيفية المشاركة في لقاحات فيروس كورونا مع العالم النامي وحول قيود السفر الوبائية، كما أن هناك تساؤلات حول أفضل طريقة للرد على التحركات العسكرية والاقتصادية من قبل الصين.

 

كما يجد بايدن نفسه في خضم خلاف دبلوماسي جديد مع فرنسا، أقدم حليف للولايات المتحدة، بعد الإعلان عن شراكة أمنية مع بريطانيا وأستراليا وتزويد الأخيرة بغواصات تعمل بالطاقة النووية، بعد انسحابها من صفقة الغواصات الفرنسية.

 

ومن المتوقع أن تمنح هذه الخطوة أستراليا قدرات مهمة للقيام بدوريات في المحيط الهادئ وسط قلق متزايد بشأن تكتيكات الجيش الصيني العدوانية المتزايدة.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الإثنين إن هناك "أزمة ثقة" مع الولايات المتحدة بعد الإعلان عن هذه الشراكة الأمنية.

 

فيما قلل بايدن من أهمية التوترات مع فرنسا، وعندما سئل من قبل أحد المراسلين لدى وصوله إلى الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء كيف يخطط لإصلاح العلاقات مع الفرنسيين، رد بايدن بكلمات بسيطة قائلا "إنهم عظماء".

 

وقبل وصول بايدن، انتقد رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل بشدة إدارة بايدن لتركها أوروبا "خارج اللعبة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، وتجاهل العناصر الأساسية للتحالف وهي الشفافية والولاء، خاصة مع الانسحاب من أفغانستان. وإعلان الشراكة الأمنية بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا.

 

وعلى الرغم من هذه الاختلافات، كان بايدن يأمل في استخدام خطابه أمام الجمعية العامة بالإضافة إلى سلسلة اجتماعات منفردة مع قادة العالم هذا الأسبوع، لإثبات أهمية القيادة الأمريكية على المسرح العالمي.

 

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي: "هناك نقاط خلاف، بما في ذلك عندما نختلف مع القرارات التي تتخذها دول أخرى.. لكن النقطة الأكبر هنا هي أننا ملتزمون بهذه التحالفات، وهذا يتطلب دائمًا العمل من كل رئيس، ومن كل زعيم عالمي".

 

وفي مقابلة قبل اجتماعه مع بايدن، قال جوتيريش لوكالة "أسوشيتيد برس" إنه قلق بشأن العلاقة "المختلة تمامًا" بين الولايات المتحدة والصين وأن ذلك قد يؤدي إلى حرب باردة جديدة.

 

فيما ردت بساكي قائلة إن الإدارة لم توافق على هذا التقييم، مضيفة أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين "ليست علاقة صراع بل علاقة منافسة".

 

لم يتراجع الأمين العام للأمم المتحدة عن مخاوفه بشأن التوترات بين الولايات المتحدة والصين عندما خاطب القادة في افتتاح اجتماع اليوم الثلاثاء، قائلا "سيكون من المستحيل مواجهة التحديات الاقتصادية والإنمائية الهائلة، في حين أن أكبر اقتصادين في العالم على خلاف مع بعضهما البعض".

 

فيما ركز بايدن بشدة على حاجة قادة العالم للعمل معًا على لكبح جماح فيروس كورونا، والوفاء بالالتزامات السابقة للتصدي لتغير المناخ، وتجنب قضايا التكنولوجيا الناشئة، وترسيخ قواعد التجارة.

 

ووسط كل هذا، من المقرر أن يجري بايدن عددًا من اللقاءات والاجتماعات خلال الأسبوع الجاري، فكان من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أثناء وجوده في نيويورك، قبل قمة كورونا الافتراضية التي يستضيفها يوم الأربعاء، والتي سيتم حث القادة على تكثيف التزامات مشاركة اللقاحات ومعالجة نقص الأكسجين في جميع أنحاء العالم والتعامل مع القضايا الأخرى ذات الصلة بالوباء.

 

ومن المقرر أيضًا أن يجتمع بايدن مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الثلاثاء في البيت الأبيض، ودعا رؤساء وزراء أستراليا والهند واليابان إلى واشنطن الجمعة المقبلة، كما سيجلس في اجتماعات فردية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا.