الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

170 عاما على إنشائها|كيف غيرت خطوط السكك الحديدية مصر في القرن العشرين؟

ارشيفية ـ  أول خط
ارشيفية ـ أول خط سكة حديد في مصر - محطة سيدي جابر

يحل اليوم 23 سبتمبر ذكري إنشاء أول خط سكة حديد في مصر، والذي ربط بين القاهرة والإسكندرية، وذلك في عام 1852، خلال حقبة والي مصر عباس باشا ابن محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية في مصر.

أول خط في أفريقيا والشرق الأوسط 

تعتبر مصر ثاني دولة في العالم بعد المملكة المتحدة، التي أدخلت نظام السكة الحديد، إلى أراضيها كوسائل للنقل، كما وتعد خطوط  السكك الحديد المصرية أول خطوط يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط.

وفي هذه المناسبة يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن أول خط سكة حديد في مصر، بداية من فكرة إنشائه وحتى الآن بعد 170 عاما، خلال السطور التالية. 

فكرة إنشاء أول خط سكة حديد 

ظهرت الفكرة في البداية، إلى الوالي محمد علي باشا، وهي إنشاء خط سكة حديد، وكان صاحبها المهندس الاسكتلندي الذي كان يعمل لدى والي مصر وقتها، وألح كثيرا على محمد علي من أجل إنشاء خط سكة حديد يربط بين القاهرة والسويس، وذلك بدلا من الطريق الصحراوي، ولكن قوبلت الفكرة بالرفض لأن محمد علي كان مشغولا ببناء القناطر الخيرية، في سياق مشروعه الزراعي الكبير،  كما يرجع سبب رفضه المشروع هو ضخامة العمل والتكلفة وعدم التأكد من ربحيته.

وبعد أن فقد الأمل المهندس الأسكتلندي وصرف النظر عن فكرة إنشاء خط سكة حديد، ظهر في المشهد رجل جديد دفع بنفس الفكرة، وهو «روبرت ستيفنسون» كما أخذ يروج لفكرة خط حديدي بين القاهرة والإسكندرية وفى ذهنه أن خطاً آخر بين القاهرة والسويس، سيتبعه الخط الجديد بين القاهرة والإسكندرية، وبعد وفاة «إبراهيم باشا» حاول روبرت ستيفنسون التأثير على «عباس باشا» الذي كان نائباً عن جده محمد على الذى اعتزل الحكم لكبر سنه.

تولي عباس باشا

بعد وفاة محمد على باشا وتولى عباس باشا رأت بريطانيا الفرصة مواتية، فانتزعت موافقته على إنشاء خط سكة حديد يصل بين القاهرة والإسكندرية، حتى إن بريطانيا دفعت بقوة في اتجاه تنفيذ المشروع قبل صدور الفرمان السلطاني، وأصدر عباس الأمر الذى جاء فيه حيث إنه تقرر إنشاء سكك حديدية بين مصر والإسكندرية ومباشرة العمل فيها ابتداء من هذه السنة، فقد اقتضى فتح وإنشاء ثلاثة مكاتب، أحدها بالإسكندرية، والثاني بمصر، والثالث وسط هذا الطريق، لترتيب اللوازم الخاصة بهذا الخط وتعيين مدير ذي همة وكفاءة، لتسهيل وتشغيل مطالب المهندسين الذين حضروا من إنجلترا لنفس هذا الأمر.

بداية المشروع

وبدأ العمل في المشروع في ٢٣ من سبتمبر عام ١٨٥٢ وكان بروس الذي عين وكيلا و قنصلا عاما لبريطانيا في مصر في ١٨٥٣ يعتبر هذا الخط بلا قيمة ما لم يتم إنشاء خط القاهرة والسويس، وبالفعل نجح بروس وروبرت في إقناع عباس باشا بالأمر غير أنه قبل الانتهاء من خط القاهرة-الإسكندرية.

وقبل البدء في خط القاهرة السويس في ١٤ من يوليو ١٨٥٤ اغتيل عباس باشا ليخلفه في الحكم سعيد باشا الذي أوفى بالتزامات سلفه، وكان ما تم إنشاؤه من الخط عند مقتل عباس لا يتعدى سبعين ميلا، فأصدر سعيد باشا أوامره باستكمال الخط الأول والبدء في الخط الثاني وإتمام بناء محطة القباري.

وانتهت الخطوط في عام ١٨٥٥ مع إقامة كوبري فوق فرع دمياط عند بنها عام ١٨٥٦، وكوبري كفر الزيات في ١٨٥٩، وبذلك أصبحت الرحلة بين الإسكندرية والقاهرة تستغرق 7 ساعات بدلا من ٤٢ ساعة.

نواة السكك الحديدية بمصر 

وتعد خطوة إنشاء أول خط سكة حديد نواة امتدت من خلالها خطوط السكك الحديدية عبر محافظات مصر جنوبا وشمالا، شرقا وغربا، هدفت في مهدها لنقل المسافرين، من خلال وسيلة نقل سريعة وآمنة ممهدة طرقها.

قاطرة التنمية الشاملة

مع التطور أضحت خطوط السكك الحديدية، عبارة عن قاطرة تجر عجلة التنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي جعلها محط اهتمام وأولوية قصوى في سبيل التطوير الشامل الذي ترعاه و تنتهجه القيادة السياسية لجمهورية مصر العربية، من أجل تحقيق التنمية الشاملة من خلال رفع كفاءة وجودة مرفق السكك الحديدية بتنفيذ مشروعات قومية عملاقة من شأنها رفع كفاءة البنية التحتية وتحديث كامل لأسطول وحداتها المتحركة بصفقات هي الأضخم في تاريخ المرفق العريق.