الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف : حكم الأهل والعشيرة قسم المجتمع المصري إلى فئات وطبقات

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه في ظل حكم الأهل والعشيرة انقسم المجتمع إلى فئات وطبقات وشـرائح متعددة، منهـا : "المقـاومون، الصامدون ، الصامتون، المخدوعون، المترددون ، الممالئون، المهرولون، وعلى رأسهم المستفيدون والمنتفعون.

أطياف الشعب 


ولفت وزير الأوقاف في مقالة له اليوم الجمعة بعنوان “ المتـرددون”، إلى أن الصامدون: هم من حافظوا على مبادئهم، ووقفوا عند ثغورهم، لم يفرطوا ولم يستسلموا لطغيان الإخوان السلطوي الإقصائي لغير الأهل والعشيرة ، أما المقاومون فكانوا أعلى درجة وأبعد همة ، فلم يقف دورهم عند حد الصمود ؛ بل تجاوزه إلى حد المقاومة.

وبين أن الفصيل الإخواني قد ضاق بهذا الفريق المقاوم، وكان قد أعد العدة للخلاص منه ، ولكن الله (عز وجل) عجل بالإخوان وعهدهم ، فلم يتمكنوا من التنكيل بهؤلاء المقاومين، ولا حتى بالصامدين ، أو الصامتين ؛ لأن الإخوان لم يكونوا ليقبلوا غير فصيلهم وجماعتهم ، بل كانوا يعدون كل من سواهم إما ناقص الإسلام ، أو ناقص الوطنية ، أو ناقص الأهلية ، فمن أكثر ما جعلني أختلف معهم هو إحساسهم بالتميز على من سواهم ، ونظرتهم إلى غيرهم نظرة احتقـار أو استصغـار ، وكأن الجنة لا تُؤْتَى إلا من قِبَلِهم ، ولا يمسك بمفاتيح أبوابها سواهم ، أما هم فأخطاؤهم مبررة ، وذنبهم مغفور ، وحجهم مبرور ، ولو ارتكبت فيه الكبائر والموبقات.


واستطرد وزير الأوقاف، قائلاً: “أما الطامة الكبرى فكانت في الممالئين والمنافقين والمنتفعين ؛ بل المهرولين بحثًا عن سلطةٍ أو جاهٍ أو مالٍ أو حتى وعد معسول مكذوب، وقد تعامل الإخوان بمكر ودهاء منقطع النظير، حيث أوهموا المقربين منهم والمخدوعين بهم بالمن والسلوى في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ، وقد سمعت بأذني من يقول : لو سرتم خلفنا لأكلتم المن والسلوى، كما زعم بعضهم أن جبريل (عليه السلام) كان يرفرف بجناحيه على عصاباتهــم وتجمعاتهـم الإرهابيـة، فهم يستحلـون الكذب للوصول إلى أغراضهم ، حتى قال لي أحد الأصدقاء - وهو أستاذ بطب الأزهـر- أنا صـرتُ أعرف الإخوان وأميزهم بكذبهم ، وكنت أشك في بعض الناس هل هو إخواني أو لا حتى كذب ، فلما كذب تيقنتُ أنه إخواني ، فقد ارتبط بهم الكذب وارتبطوا هم به ، إلا من رحم ربي”. 


وأضاف وزير الأوقاف: أما الحسرة والأسى الحقيقيان فهما أولًا على المخدوعين المغرر بهم من الشباب والناشئة وبعض العامة الذين هم في أمس الحاجة إلى من يحنو عليهم ، ويأخذ بأيديهم وينقذهم قبل فوات الأوان ، مما يتطلب من جميع مؤسسات بناء الوعي بذل أقصى الجهد لتحصين النشء والشباب من مخاطر هذه الجماعات وأفكارها الهدامة .


وبين أن الممالئون والمنافقون والمهرولون والمنتفعون فهم أناس لا خلاق لهم ، وهم – بلا شك - أكثر الخاسرين.


وشدد وزير الأوقاف أنه يكفيهم ما يلحقهم من خزي وذل وهوان ، فمهما خدعوا أو خادعوا ، فمن الممكن أن يخدع المتلون كل الناس بعض الوقت أو بعض الناس كل الوقت ، لكنه لا يمكن أن يخدع كل الناس كل الوقت ، وقد قال بعض النقاد : إن أصدق كلمة قالها شاعر قول زهير بن أبي سلمى: 
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم


ومع ذلك كله كان هناك من يراهنون على الحصان الخاسر ، ويتوجسون من الوهم ، ويخشون أن تدور الأيام إلى الخلف ، فلا تجد لهم موقفًا واضحًا ، وهناك من هو على استعداد لأن يتحالف مع العنف والإرهاب ، أو مع بقايا الفصائل المتشددة أو الإرهابية ، أو ما يعرف بالخلايا النائمة لها ، دون تقدير صحيح للمصلحة الدينية أو الوطنية ، ونقول لهؤلاء جميعًا : أفيقوا ، ولا تترددوا ، وأدركوا الواقع ، فإما أن نكون أو لا نكون ، أما إمساك العصا من المنتصف فذلك عصر قد ولىَّ إلى غير رجعة .