تحل علينا اليوم، الذكرى 21 لاستشهاد الصبي الفلسطيني محمد الدرة، وذلك في قطاع غزة في 30 سبتمبر من العام 2000، وهو اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، والتي امتدت على نطاق واسع في جميع الأراضي الفلسطينية.
والتقط المصور الفرنسي شارل إندرلان، مراسل قناة فرانس 2، مشهد استشهاد الطفل البالغ من العمر 12 عاما، خلال احتمائه بوالده من طلقات جنود الإحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال احتمائمها وراء برميل إسمنتي عندما وقعا وسط تبادل إطلاق نار بين الجنود الإسرائيليين، وقوات الأمن الفلسطينية.
ويستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة، والتي اهتز لها الكيان العربي والعالم، من جرائم الإحتلال الإسرائيلي المتكررة.
انتفاضة الأقصى الثانية
اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والمعروفة بـ "انتفاضة الأقصى"، في 28 سبتمبر عام 2000، وتوقفت فعليا في 8 فبراير عام 2005، بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ، والذي جمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون، وتميزت هذه الانتفاضة عن غيرها، بكثر المواجهات المسلحة، وتصاعد الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي، وراح ضحيتها حوالي 4412 فلسطينيا، وأكثر من 48 ألف جريحا.
أما خسائر الجيش الإسرائيلي، فقد قتل من جنوده حوالي 334 قتيل، ومن المستوطنين 735، ليصبح مجموع القتلى 1069 قتيل، و 4500 جريح، إضافة إلى تعطيل 50 دبابة إسرائيلية وتدمير عدد كبير من السيارات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.
ألهم المقاومين الفلسطينيين
كان استشهاد الطفل محمد الدرة قد ألهم المقاومين الفلسطينيين، وسببا رئيسيا في اشتعال المواجهات، ودليلا واضحا للجيش الإسرائيلي واعتدائها السافر على المدنيين.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في البداية تحمل المسؤولية عن مقتل الصبي، ولكنها تراجعت بعد إدعاءات أن الجيش الإسرائيلي لم يكن من يطلق النار.
ووقعت عملية القتل الإسرائيلية الإرهابية بالقرب من غزة، عند مفترق نتساريم، وسجل طلال أبو رحمة مراسل القناة الثانية الفرنسية في غزة، مقطع قنص القوات الإسرائيلية للطفل الفلسطيني، وذلك عن طريق الصدفة خلال تغطيته لأحداث الانتفاضة الثانية، ويعتبر هذا المقطع دليل دامغا على جرائم الاحتلال بحق الأطفال.
ودخلت مشاهد مقتل الدرة ورعشته بين يدي والده وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، كوثيقة تاريخية، شكلت وعي أقرانه ومن هم أكبر منه من أبناء العالم العربي، ليخرج الجميع في تظاهرات تضامنا مع الشهيد الفلسطيني، ومنددة بجرائم الإحتلال الإسرائيلي.