الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من حمى النفاس لـ الالتهاب الرئوي.. أمراض تنهي على البشرية بسبب عدم غسل اليدين

صدى البلد

"غسل اليدين" الحائط المناعي الذي يحمي البشر من انتقال الأمراض وأحيانًا كثير الوفاة، فكانت جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" خير دليل على ذلك، فـ 20 ثانية من بقاء اليد أسفل الماء والصابون كانت اولى النصائح التي صاحبت انتشار أولى حالات الفيروس المستجد.

ومن أهمية غسل اليدين خصص له يوم 15 أكتوبر كـ يوم عالمي يحتفي به العالم بتلك العادة التي لا يجب أن ينقطع عنها  البشر، حيث تهدف تلك الحملة على حث الملايين من الناس على أهمية غسل اليدين بالماء والصابون للوقاية من الأمراض.


وقد بدأ الاحتفال بـ اليوم العالمي لغسل اليدين في عام 2008، عندما  عقد مؤتمر في ستوكهولم للاحتفال بالأسبوع  العالمي للمياه، ويومها  أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون اليوم العالمي لغسل اليدين متزامنًا مع  اليوم الدولي للصرف الصحي 15 أكتوبر من كل عام.

وركزت الحملة على طلاب المدارس والأطفال لرفع الوعي لديهم حول  أهمية غسل اليدين.

الأمراض التي تحدث نتيجة عدم غسل اليدين

الإسهال  يعتبر واحد من الأعراض التي  تصيب الأشخاص نتيجة عدم غسل اليدين، ولن يكتفي الامر على الشعور بالعرض والذهاب إلى دورات المياه بشكل متكرر، ولكنه يؤدي إلى الوفاة بنسبة ليست بالقليلة.

كما أن عدم غسل اليدين يتسبب في عدة أمراض أخرى وهي العدوى التنفسية الحادة والالتهاب الرئوي، وتعتبر العدوى التنفسية هي القاتل الأول للأطفال تحت سن الـ 5 سنوات.

فقد تبلغ  نسبة الوفيات بين الأطفال بسبب العدوى التنفسية نحو 1,8 مليون طفل سنويًا، بينما يتوفى نحو 3,5 مليون طفل بشكل سنوي نتيجة الإسهال والالتهاب الرئوي.

حمى النفاس

ما بين عامي  1840 و1846 شهد جناح الولادة وفيات بشكل متزايد، فإذا بلغت نسبة السيدات التي  توفيت عقب الولادة 36.2 لكل 1000 ولادة. 
كما وصل الأمر إلى الأطباء الذين يقومون بعملية الولادة، وبلغ  عددهم 98.4 لكل 1000 عملية ولادة، حيث كان يصابون بـ حمى الأطفال والتي  تعرف بـ "عدوى المكورات العقدية".

لاحظ أحد الأطباء وهو الطبيب المجري "إجناز سيميلويس"  والذي كان يعمل  في مستشفى فيينا العام واكن ذلك خلال عام 1844، هذا التزايد في عدد الوفيات سواء بين الأمهات حديث الولادة أو الاطباء.

كان سبب قيام "سيميلويس" في البحث  وراء تلك الوفيات هو وفاة زميله بالمستشفى  الطبيب "جاكوب كوليتشا"، وتوصل أن وفاة زميله كانت بعد قيامه بتشريح جثة وفي أثناء التشريح قطع إصبعه وأصيب بـ عدوى آنذاك تسببت في وفاته.

وبدء من بعدها "سيميلويس" رحلته في اكتشاف  أنواع العدوى المنتشرة في المستشفى بهذا الشكل الكبير وتحديدًا في جناح الولادة، وهناك تبين له أن العاملون يفحصون سيدات بعد الانتهاء من تشريح الجثث مباشرة.

وضع "سيميلويس" فرضية بأن زميله توفي بسبب  "المادة الجثثية" خلال التشريح، وكذلك تتوفى السيدات لتعرضهن لنفس المادة خلال فحصهن من قبل الاطباء لـ أعضائهن التناسلية.

حاول الطبيب المجري أن يقترب  من الأسباب والحلول، فطلب من الاطباء أن يغسلوا أيديهم بـ الكلور بعد قيامهم بعملية التشريح، وبالفعل انخفضت نسبة الوفيات في جناح الولادة من عام 1848 لـ 1859.

وعلى الرغم من انخفاض نسبة الوفيات بشكل واضح أمام أعين الاطباء إلا أنهم لم يتقبلوا  نظرية "سيميلويس" الوحيد في القرن الـ 19 الذي اهتم بالنظافة الشخصية للأطباء، ولكن الطبيب المجري لم يهتم بالأمر وأخذ يحذر باقي المستشفيات ويحثهم على ضرورة تعقيم وتطهير اليدين.


وقد أمن بعض الاطباء بنظريته ومنهم الطبيب الامريكي "أوليفر وندل هولمز"، وهو أيضًا وجد رابطًا بين أيدي الأطباء وما بها من جراثيم تسبب حمى النفاس لدى السيدات، وناشد الجميع بضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية للهيئة التمريض، وذلك في عام 1843.