الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا يحل الكذب إلا في ثلاث حالات .. تعرف عليها

لا يحل الكذب إلا
لا يحل الكذب إلا في ثلاث حالات

متى يكون الكذب حلال ؟ الكذب حرام شرعًا وكبيرة من الكبائر إلا في ثلاثة مواضع، وجاءت الرخصة في الحديث الذي رواه الترمذي (1939) وأبو داود (4921) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ»، والمراد بالحديث بين الزوجين هو عن الحب الذي يساعد على دوام العشرة.


الكذب من قبائح الذنوب، وفواحش العيوب فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» رواه البخاري (6094) ومسلم (2607) .

 

لا يحل الكذب إلا في ثلاث حالات

والكذب فيما عدا الثلاث حالات الماضية حرم شرعًا، والإسلام حرَّم الكذب وجعله من الكبائر المنهي عنها شرعًا؛ لقوله تعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ» [العنكبوت: 68]، ولقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا».



 

 

وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الصدق في اللغة: هو الإخبار عن الشيء على ما هو عليه في الواقع عند الجمهور خلافا لمن قال بمطابقة الاعتقاد أو لمن قال بمطابقة الواقع والاعتقاد معا. والكذب: هو الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عليه، عمدًا كان أو سهوًا.

 

وأضاف «جمعة» في فتوى له، أن الصدق: ضد الكذب. وقد صَدَقَ في الحديث، يصدق بالضم، صِدْقًا. ويقال: أيضًا صَدَقَهُ الحديث وتَصادَقا في الحديث وفي المودة. والمُصَدِّقُ: الذي يُصدقك في حديثك والذي يأخذ صَدَقاتِ الغنم. والمُتَصَدِّقُ: الذي يُعطي الصدقة، والرجل: صَدِيقٌ. والأنثى: صَديقةٌ. والجمع: أصْدِقاءُ وقد يقال للجمع والمؤنث صَديْقٌ والصِّدِّيقُ بوزن السكيت: الدائم التصديق، وهو أيضا الذي يُصدق قوله بالعمل. وهذا مِصداقُ هذا أي ما يُصدقه.

 

الكذب المحرم:

 

ونبه على أن هناك كذبًا يأثم عليه العبد، وهو ما تعمد به تزييف الواقع، والإخبار بما يخالفه، وهناك كذب لغة ولا يأثم عليه العبد بأن يتكلم بكلام يخالف الواقع ولكن دون تعمد، كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كذب سعد» عندما أخطأ وظن أن فتح مكة سيكون بإراقة الدماء.

 

الكذب المباح:

وبيّن أن من الكذب اللغوي الذي لا إثم فيه، وهو من باب قول الحسنى، أو مقتضيات حالات الحرب، أو غير ذلك، تلك الحالات من الإخبار بخلاف الواقع رخص فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستثناها، ومن ذلك ما ورد عن أم كلثوم رضي الله عنها : «أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيرًا» (رواه البخاري ومسلم)، وعنها أيضًا: «لم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها» [رواه مسلم].

 

وأوضح: أما ما عدا ذلك فقد أجمع المسلمون على حرمة الكذب حتى أصبح من المعلوم من الدين بالضرورة، ولو سألنا أحد أطفال المسلمين يخبرنا بحكم الكذب، وقد أمرنا ربنا في كتابه الكريم بالصدق، ومدح الصادقين، ووعدهم بالخير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى : «قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ». وقوله تعالى: «وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ».

 

وواصل: أخبر سبحانه أن الصدق من علامات التقوى فقال: «أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ» وقال سبحانه وتعالى: «ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ»، وقد أخبر سبحانه أن الكذب فعل الكافرين فقال عز من قائل: «إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَاذِبُونَ».

 

وأفاد بأنه لم يقتصر الأمر على طلب الصدق من المسلم فحسب، بل أمر الله تعالى أن يكون المسلم دائما مع الصادقين فقال سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».


 

علاج الكذب

التخلص من الكذب هناك الكثير من الوسائل التي تساعد في التخلص من الكذب، ومنها:

1- أن يستعين بالله سبحانه وتعالى، ويلجأ إليه بنية صادقة ويدعوه أن يعينه في التخلص من هذا الداء الخطير.

2- أن يستشعر المسلم سوء هذا الفعل، وهو مكتوب عند الله سبحانه وتعالى من الكذابين.

3- أن يراقب الله سبحانه وتعالى، وأن يعلم أن ما من لفظ إلا وهو محسوب عليه، حيث قال تعالى في سورة ق: «مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ». 

4-يجب أن يعلم بأن الكذب ليس حلا لأي شيء، بل يؤدي به إلى أن لا تقبل أي من أقواله وأفعاله في المستقبل، لأن الكاذب هو شخص ساقط من أعين البشر، حتى من أشد الناس فسقًا. تجنب ما يدعوك إلى الكذب، لأنك تعلم حقيقة الكذب وسوء عاقبته عند الله وعند البشر، حيث الكثير من الأشخاص يعتذر عن لقاء بعض الناس والذي بينه وبينهم مواعيد، وغير لك من الأقوال والأفعال الكاذبة المنتشرة بين الناس.

5- الشخص الكاذب لا يكون تأثيره على نفسه وحسب، بل ينتقل إلى المحيط الذي يتواجد فيه، فقد يقل الطفل الصغير أبوه أو أخوه عندما يشاهده وهو يفعل أو يقول الكذب، والسؤال هنا هل ترضى أن يكون أبناؤك متصفين بالكذب؟