الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد‭ ‬الرازق‭ ‬توفيق يكتب: الصحة النفسية

عبد الرزاق توفيق
عبد الرزاق توفيق

«‬نحن‭ ‬امام‭ ‬قضية‭ ‬خطيرة‮» ‬‭.. ‬هي‭ ‬السلامة‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نترك‭ (‬قنابل‭ ‬موقوتة‭) ‬تعيش‭ ‬بيننا‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬ندرى‭ ‬عواقب‭ ‬عدم‭ ‬المواجهة‭.‬ فلا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬تتغير‭ ‬قواعد‭ ‬التعامل‭ ‬والنظرة‭ ‬السلبية‭ ‬للمرضى‭ ‬النفسيين‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬اعتلال‭ ‬أو‭ ‬خلل‭ ‬نفسى‭.. ‬ولابد‭ ‬ان‭ ‬نزيل‭ ‬حواجز‭ ‬الخجل‭ ‬أو‭ ‬الحياء‭ ‬من‭ ‬‮«‬المرض‭ ‬النفسي»‬‭ ‬وان‭ ‬نبادر‭ ‬بالذهاب‭ ‬إلى‭ ‬عيادات‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نفاجأ ‭ ‬بكوارث‭ ‬وجرائم‭.. ‬ارتكبها‭ ‬مهتز‭ ‬أو‭ ‬مضطرب‭ ‬أو‭ ‬مريض‭ ‬نفسى‭..‬ ‭ ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الاقتراحات‭ ‬والمبادرات‭ ‬حتى‭ ‬نواجه‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭.‬

الصحة‭ ‬النفسية
من‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬نتجاهلها‭ ‬ولا‭ ‬نوليها‭ ‬اهتماماً‭ ‬فى‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬هى‭ ‬قضية‭ ‬السلامة‭ ‬النفسية‭.. ‬ونشعر‭ ‬بخجل‭ ‬وحياء‭ ‬اجتماعى‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬والتعاطى‭ ‬معها‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يترددون‭ ‬أو‭ ‬يخجلون‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الأطباء‭ ‬المتخصصين‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬التعرض‭ ‬لاختلال‭ ‬نفسى‭.. ‬لا‭ ‬يبادرون‭ ‬بعرض‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬النفسيين‭.‬

لا‭ ‬انكر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عيادات‭ ‬كثيرة‭ ‬ومستشفيات‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭.. ‬لكن‭ ‬المشكلة‭ ‬فى‭ ‬المعتقدات‭ ‬والموروثات‭ ‬الاجتماعية‭.. ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬‮«‬العار‭ ‬والعيب‮»‬‭  ‬ومعرفة‭ ‬الناس‭ ‬بأننا‭ ‬مصابون‭ ‬بمرض‭ ‬أو‭ ‬اختلال‭ ‬أو‭ ‬اعتلال‭ ‬نفسى‭ ‬رغم‭ ‬انه‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الذى‭ ‬كثرت‭ ‬فيه‭ ‬الضغوط‭ ‬والتحديات‭ ‬والتطلعات‭ ‬وسعى‭ ‬الانسان‭ ‬بيده‭ ‬إلى‭ ‬ارهاب‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭.. ‬وغياب‭ ‬الإيمان‭ ‬والثقة‭ ‬فى‭ ‬الله‭ ‬والنفس‭ ‬وسوء‭ ‬الإعداد‭ ‬والتربية‭ ‬النفسية‭.. ‬والتعرض‭ ‬لانتكاسات‭ ‬وصدمات‭ ‬نفسية‭ ‬لاتجد‭ ‬أمامها‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والاستعداد‭ ‬القوى‭ ‬لتجاوزها‭ ‬أو‭ ‬مواجهتها‭.‬

إهمال‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬أو‭ ‬الاعتلال‭ ‬النفسى‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬كوارث‭ ‬تضر‭ ‬المريض‭ ‬نفسه‭ ‬وقد‭ ‬تنعكس‭ ‬آثارها‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬المحيطين‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬وربما‭ ‬من‭ ‬الأبرياء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬جريرة‭.. ‬والمرض‭ ‬النفسى‭ ‬فى‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬المرض‭ ‬العضوى‭ ‬فالاول‭ ‬يحتاج‭ ‬علاجاً‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص‭ ‬وحياة‭ ‬مختلفة‭ ‬وفترة‭ ‬أطول‭ ‬للتعافى‭ ‬والشفاء‭.‬

فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬ان‭ ‬الاهتمام‭ ‬بعلاج‭ ‬الامراض‭ ‬النفسية‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬وحيوى‭ ‬للغاية‭ ‬لكن‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬تقبل‭ ‬التعامل‭ ‬والتعاطى‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬النفسى‭ ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬الأمراض‭ ‬العضوية‭.. ‬وعندما‭ ‬يستشعر‭ ‬المرء‭ ‬منا‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬الأطباء‭ ‬النفسيين‭ ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يشعر‭ ‬بالخجل‭ ‬والعيب‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬حتى‭ ‬لايقولوا‭ ‬عنه‭ ‬مجنون‭ ‬أو‭ ‬مختل‭ ‬أو‭ ‬مهتز‭ ‬نفسيا‭ ‬أو‭ ‬انسان‭ ‬غير‭ ‬سوى‭.‬

تندرج‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬فى‭ ‬مستوياتها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬علمى‭ ‬المتواضع‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الضيق‭ ‬أو‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الاكتئاب‭ ‬أو‭ ‬الانفصام‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الخطورة‭ ‬فى‭ ‬إقبال‭ ‬المرء‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الإضرار‭ ‬بنفسه‭ ‬أو‭ ‬ايذاء‭ ‬الآخرين‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬ارتكبها‭ ‬المرضى‭ ‬النفسيون‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬أنفسهم‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬المواطنين‭.. ‬فما‭ ‬قرأته‭ ‬عن‭ ‬جريمة‭ ‬الاسماعيلية‭ ‬ولا‭ ‬داعى‭ ‬لسرد‭ ‬تفاصيلها‭ ‬ووقائعها‭ ‬ومشاهدها‭ ‬الكارثية‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬شىء‭ ‬يشيب‭ ‬له‭ ‬شعر‭ ‬الوليد‭ ‬وخطر‭ ‬اجتماعى‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬كثيراً‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬جادة‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬والأمراض‭ ‬التى‭ ‬تتسبب‭ ‬فى‭ ‬ازهاق‭ ‬أرواح‭ ‬الناس‭ ‬بلا‭ ‬احساس‭ ‬بأى‭ ‬ذنب‭.‬

جرائم‭ ‬كثيرة‭ ‬تحدث‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭.. ‬ويكون‭ ‬الجانى‭ ‬فيها‭ ‬مريضاً‭ ‬أو‭ ‬مهتزاً‭ ‬نفسياً‭ ‬أو‭ ‬يعانى‭ ‬انفصاماً‭.. ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭ ‬كيف‭ ‬تبقى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعيات‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬حرة‭ ‬طليقة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬‮«‬قنابل‭ ‬موقوتة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬جاهزة‭ ‬للانفجار‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬لحظة‭.. ‬فأحياناً‭ ‬كثيرة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعيات‭ ‬والفئات‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬يهيمون‭ ‬على‭ ‬وجوههم‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬ويتجنبهم‭ ‬الناس‭.. ‬وأحيانا‭ ‬يتحرشون‭ ‬بالمارة‭.. ‬أو‭ ‬يقومون‭ ‬بأفعال‭ ‬وحركات‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭.. ‬لذلك‭ ‬يمكنك‭ ‬ان‭ ‬تتوقع‭ ‬منهم‭ ‬أى‭ ‬تصرف‭ ‬أو‭ ‬سلوك‭ ‬والحقيقة‭ ‬ان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬يحذرون‭ ‬ويتحسبون‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬واذا‭ ‬شاهدوهم‭ ‬من‭ ‬مسافات‭ ‬بعيدة‭ ‬يغيرون‭ ‬طريقهم‭ ‬وأحياناً‭ ‬تفزع‭ ‬منهم‭ ‬الأسر‭ ‬أو‭ ‬المارة‭ ‬والأطفال‭.‬

فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬ان‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬فى‭ ‬احيان‭ ‬كثيرة‭ ‬يشكلون‭ ‬خطراً‭ ‬داهماً‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬والناس‭.. ‬واحياناً‭ ‬تقصر‭ ‬الأسر‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬للعلاج‭ ‬والذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المستشفيات‭ ‬وربما‭ ‬تقييد‭ ‬الحركة‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬المستشفيات‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬التعافى‭ ‬تماما‭.‬

فى‭ ‬الغالب‭ ‬ان‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬ليس‭ ‬لهم‭ ‬ذنب‭ ‬لانهم‭ ‬لايدركون‭ ‬مايفعلون‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬ارتكبوا‭ ‬جرائم‭.. ‬والقانون‭ ‬لا‭ ‬يحاسبهم‭.. ‬لانهم‭ ‬فقدوا‭ ‬الأهلية‭ ‬العقلية‭ ‬التى‭ ‬تميز‭ ‬الانسان‭ ‬الطبيعى‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الخطر‭ ‬الداهم‭ ‬ان‭ ‬نترك‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬طلقاء‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬والميادين‭.‬

الحقيقة‭ ‬إننا‭ ‬نحتاج‭ ‬تعاملاً‭ ‬مختلفاً‭ ‬مع‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬ولابد‭ ‬ان‭ ‬نبدد‭ ‬الصورة‭ ‬المترسخة‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭.. ‬وتمنح‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬الشجاعة‭ ‬والمبادرة‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬للعلاج‭ ‬مبكرا‭ ‬وقبل‭ ‬تفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬وحتى‭ ‬لايتحول‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬لابد‭ ‬ايضا‭ ‬ان‭ ‬تختلف‭ ‬النظرة‭ ‬المجتمعية‭ ‬إلى‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬واعتبارها‭ ‬مثل‭ ‬سائر‭ ‬الأمراض‭ ‬الاخرى‭.. ‬وحتى‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬ذكر‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬فى‭ ‬قرآنه‭ ‬العظيم‭ ‬‮«‬إن‭ ‬النفس‭ ‬لأمارة‭ ‬بالسوء‮»‬‭ ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬‮«‬كل‭ ‬نفس‭ ‬ذائقة‭ ‬الموت‮»‬‭ ‬وأيضا‭ ‬‮«‬وتنسون‭ ‬أنفسكم‭ ‬وأنتم‭ ‬تتلون‭ ‬الكتاب‭ ‬أفلا‭ ‬تعقلون‮»‬‭ ‬وأيضاً‭ ‬‮«‬الله‭ ‬يتوفى‭ ‬الأنفس‭ ‬حين‭ ‬موتها‮».

‬وعلى‭ ‬حد‭ ‬علمى‭ ‬والله‭ ‬أعلم‭ ‬فان‭ ‬النفس‭ ‬أحيانا‭ ‬تتخذ‭ ‬معنى‭ ‬الروح‭ ‬أو‭ ‬الشخصية‭ ‬البشرية‭ ‬فى‭ ‬مواقع‭ ‬أخرى‭ ‬واحياناً‭ ‬تعنى‭ ‬العقل‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬آياته‭ ‬الكريمة‭ ‬‮«‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬نفسى‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬نفسك‭ ‬إنك‭ ‬أنت‭ ‬علام‭ ‬الغيوب‮»‬‭ ‬وأحياناً‭ ‬تعنى‭ ‬الخير‭ ‬والشر‭ ‬فى‭ ‬الانسان‭ ‬‮«‬ونفس‭ ‬وما‭ ‬سواها‭ ‬فألهمها‭ ‬فجورها‭ ‬وتقواها‮»‬‭.. ‬ويقول‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬فى‭ ‬قرآنه‭ ‬العظيم‭ ‬‮«‬يا‭ ‬أيتها‭ ‬النفس‭ ‬المطمئنة‭ ‬ارجعى‭ ‬إلى‭ ‬ربك‭ ‬راضية‭ ‬مرضية‭ ‬فادخلى‭ ‬فى‭ ‬عبادى‭ ‬وادخلى‭ ‬جنتى‮»‬‭ ‬وفى‭ ‬سورة‭ ‬يوسف‭.. ‬يقول‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬‮«‬قال‭ ‬بل‭ ‬سولت‭ ‬لكم‭ ‬أنفسكم‭ ‬أمراً‭ ‬فصبر‭ ‬جميل‮»‬‭ ‬وايضاً‭ ‬فالانسان‭ ‬عندما‭ ‬يقتل‭ ‬إنما‭ ‬يقتل‭ ‬النفس‭ ‬‮«‬ولا‭ ‬تقتلوا‭ ‬أنفسكم‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬بكم‭ ‬رحيما‮»‬‭ ‬معان‭ ‬كثيرة‭ ‬للنفس‭ ‬تضمنها‭ ‬القرآن‭ ‬العظيم‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬نولى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬مثل‭ ‬علاج‭ ‬الأمراض‭ ‬العضوية‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتى‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬والخجل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬من‭ ‬علاج‭ ‬المرض‭ ‬النفسى‭ ‬اقترح‭ ‬الآتى‭:‬

أولاً‭ :‬‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬بدون‭ ‬شهادة‭ ‬سلامة‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬العقلية‭ ‬وتكون‭ ‬لشهادة‭ ‬السلامة‭ ‬النفسية‭ ‬قيمة‭ ‬مثل‭ ‬الرقم‭ ‬القومى‭.. ‬فالغريب‭ ‬ان‭ ‬شهادة‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬النفسية‭ ‬هى‭ ‬ورقة‭ ‬صورية‭ ‬تحتاجها‭ ‬فى‭ ‬استخراج‭ ‬بعض‭ ‬الأوراق‭ ‬الرسمية‭ ‬فقط‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تلقى‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭.‬

ثانياً‭ :‬‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬قومية‭ ‬للصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬النفسية‭ ‬بالكشف‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المصريين‭ ‬وعلى‭ ‬القوى‭ ‬العقلية‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نتعرض‭ ‬لكوارث‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬اهتزازا‭ ‬وامراضاً‭ ‬نفسية‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬جزءاً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬المبادرة‭ ‬العظيمة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‭.

ثالثاً‭ :‬‭ ‬الكشف‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬النفسية‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬والمدارس‭ ‬بشكل‭ ‬دورى‭ ‬ومنح‭ ‬شهادة‭ ‬بذلك‭.. ‬وخضوع‭ ‬الطلاب‭ ‬والتلاميذ‭ ‬لاجراءات‭ ‬وفحوصات‭ ‬ومسح‭ ‬وكشوفات‭ ‬نفسية‭.‬

رابعاً:‬‭ ‬تسيير‭ ‬قوافل‭ ‬لجمع‭ ‬المرضى‭ ‬النفسيين‭ ‬والهائمين‭ ‬على‭ ‬وجوههم‭ ‬فى‭ ‬الشوارع‭ ‬وادخالهم‭ ‬مستشفيات‭ ‬العلاج‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية‭.‬

خامساً‭:‬ ‬ممكن‭ ‬اضافة‭ ‬خانة‭ ‬فى‭ ‬الرقم‭ ‬القومى‭ ‬‮«‬لائق‭ ‬نفسياً‮»‬‭ ‬أو‭ ‬تدرج‭ ‬فى‭ ‬الدرجة‭ ‬النفسية‭ ‬والقوة‭ ‬النفسية‭ ‬للمواطن‭.‬

سادساً‭ :‬‭ ‬التوسع‭ ‬فى‭ ‬الكشف‭ ‬والفحص‭ ‬للمواطنين‭ ‬باجراء‭ ‬تحاليل‭ ‬المخدرات‭ ‬والحقيقة‭ ‬ان‭ ‬الدولة‭ ‬حققت‭ ‬شوطاً‭ ‬كبيراً‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.. ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬يخضع‭ ‬جميع‭ ‬المصريين‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬التحاليل‭ ‬والفحوصات‭ ‬وان‭ ‬يدفع‭ ‬المقتدرون‭ ‬مقابل‭ ‬التحليل‭ ‬بتكلفته‭ ‬فقط‭ ‬ويتم‭ ‬اعفاء‭ ‬غير‭ ‬المقتدرين‭ ‬ولدينا‭ ‬قواعد‭ ‬بيانات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬الدعم‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية‭.‬

كذلك‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬تحاليل‭ ‬المخدرات‭ ‬للسائقين‭ ‬وخاصة‭ ‬الميكروباص‭ ‬و«التريللات‮»‬‭.. ‬فإلادمان‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬كوارث‭ ‬خطيرة‭ ‬وازهاق‭ ‬ارواح‭ ‬الابرياء‭.. ‬فهذا‭ ‬سائق‭ ‬ميكروباص‭ ‬يحمل‭ ‬14‭ ‬روحاً‭ (‬فاصل‭) ‬وفى‭ ‬غيبوبة‭ ‬وواقع‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬المخدرات‭.. ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬لأى‭ ‬سائق‭ ‬قيادة‭ ‬السيارات‭ ‬بدون‭ ‬رخصة‭ ‬معتمدة‭ ‬ومدون‭ ‬بها‭ ‬نتيجة‭ ‬كشف‭ ‬المخدرات‭.. ‬ويتم‭ ‬الايقاف‭ ‬الفورى‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬للمتعاطين‭.‬

لابد‭ ‬ان‭ ‬نولى‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بالصحة‭ ‬النفسية‭ ‬لأبنائنا‭ ‬وايضا‭ ‬للمواطنين‭.. ‬ونتخذ‭ ‬بعض‭ ‬الاجراءات‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬النفسية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتواجد‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬يمارس‭ ‬عملا‭ ‬يتعلق‭ ‬بأرواح‭ ‬وحياة‭ ‬الناس‭.. ‬ولابد‭ ‬ان‭ ‬نفهم‭ ‬الناس‭ ‬ونجعلهم‭ ‬يتخلصون‭ ‬من‭ ‬النظرة‭ ‬السلبية‭ ‬للعلاج‭ ‬النفسى‭ ‬حتى‭ ‬لايتعرض‭ ‬المجتمع‭ ‬لجرائم‭ ‬بشعة‭ ‬مثل‭ ‬جريمة‭ ‬الاسماعيلية‭ ‬أو‭ ‬قتل‭ ‬الابناء‭ ‬الاباء‭ ‬والأمهات‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الاهتزاز‭ ‬النفسى‭ ‬وبفعل‭ ‬تأثير‭ ‬ادمان‭ ‬المخدرات‭ ‬فهذا‭ ‬الجانب‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬نوليه‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬لانه‭ ‬يمثل‭ ‬نقطة‭ ‬أمان‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭.‬

‮«‬النواب‮»‬ .. ‬وضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬‮«‬أمراض‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‮»‬

فى‭ ‬اعتقادى‭ ‬ان‭ ‬فتح‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لملف‭ ‬تجاوزات‭ ‬ومخالفات‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬المصرى‭.. ‬هو‭ ‬بداية‭ ‬الاصلاح‭ ‬الحقيقى‭.. ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬البالية‭ ‬التى‭ ‬يعاد‭ ‬تدويرها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬عاماً‭.. ‬وقد‭ ‬انتفخت‭ ‬بطونها‭ ‬وكروشها‭ ‬وفاحت‭ ‬روائح‭ ‬السمسرة‭ ‬والبيزنس‭ ‬والفساد‭ ‬والمجاملات‭ ‬ولاينحاز‭ ‬للألوان‭.. ‬وليس‭ ‬الإدارة‭ ‬النظيفة‭ ‬الحيادية‭ ‬والموضوعية‭ ‬التى‭ ‬تخدم‭ ‬مصلحة‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬التى‭ ‬يعشقها‭ ‬ويلتف‭ ‬حولها‭ ‬المصريون‭.‬

الإصلاح‭ ‬الشامل‭.. ‬والتطهير‭ ‬والحرب‭ ‬على‭ ‬الفساد‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يمثل‭ ‬عقيدة‭.. ‬وفتح‭ ‬ملف‭ (‬اتحاد‭ ‬الكرة‭) ‬يجسد‭ ‬ان‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬بأى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التجاوز‭ ‬والانحراف‭ ‬والفساد‭ ‬لأن‭ ‬فساد‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ3‭ ‬عقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬وصل‭ (‬للرقاب‭).. ‬وليس‭ ‬‮«‬الركب‮»‬‭ ‬وكاد‭ ‬يغرق‭ ‬سفينة‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭ ‬المحببة‭ ‬والمفضلة‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬اقوله‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬لفاسد‭ ‬فى‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬ان‭ ‬يهرب‭ ‬بالملايين‭ ‬الحرام‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬وعقاب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬‮«‬أثرى‭ ‬وسمسر‭ ‬وبزنس‮»‬‭ ‬وباع‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصالحه‭ ‬الشخصية‭ ‬فى‭ ‬النهب‭.. ‬لذلك‭ ‬حاسبوهم‭ ‬واضربوا‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬كل‭ ‬فاسد‭.. ‬ولامجال‭ ‬للاستقواء‭ ‬‮«‬بالفيفا‮»‬‭.. ‬فقد‭ ‬طارت‭ ‬رءوس‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الدولية‭ ‬سواء‭ ‬رئيس‭ ‬الفيفا‭ ‬السابق‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الافريقى‭ ‬وتوقف‭ ‬الفساد‭ ‬والسمسرة‭ ‬والعمولات‭ ‬والتلاعب‭ ‬فى‭ ‬نتائج‭ ‬ومصائر‭ ‬الاندية‭ ‬والمنتخبات‭.‬

احسن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فى‭ ‬امتلاك‭ ‬الشجاعة‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬فى‭ ‬المواجهة‭.. ‬وقال‭ ‬الاعضاء‭ ‬للأعور‭ ‬أعور‭ ‬فى‭ ‬عينه‭ ‬وبالاسماء‭.. ‬فالدولة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تنام‭ ‬الليل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬وامتلاك‭ ‬أكبر‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬رياضية‭ ‬لايمكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفاسدين‭ ‬فى‭ ‬المشهد‭.. ‬ولايجب‭ ‬ان‭ ‬يدخلوا‭ ‬على‭ ‬اعتاب‭ ‬‮«‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‮»‬‭.‬

لذلك‭ ‬أريد‭ ‬حساب‭ ‬الجميع‭ ‬واستعادة‭ ‬الأموال‭ ‬المنهوبة‭ ‬من‭ ‬خزائن‭ ‬‮«‬الحرامية‭ ‬والسماسرة‭ ‬والمتلاعبين‮»‬‭.‬

نـــــداء‭ ‬مهـــم
لا‭ ‬تستعينوا‭ ‬بإبراهيم‭ ‬نورالدين‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬مباراة‭ ‬القمة‭.. ‬لا‭ ‬يصلح‭.. ‬شديد‭ ‬الانفعال‭ ‬والتهور‭.. ‬فاقد‭ ‬للحكمة‭ ‬والهدوء‭.. ‬فج‭ ‬فى‭ ‬انحيازاته‭ ‬وقراراته‭ ‬وبالتالى‭ ‬اذا‭ ‬تولى‭ ‬أمر‭ ‬قيادة‭ ‬إدارة‭ ‬مباراة‭ ‬القمة‭ ‬فإن‭ ‬الكارثة‭ ‬قادمة‭ ‬لا‭ ‬محالة‭.. ‬ليس‭ ‬بينى‭ ‬وبين‭ ‬الحكم‭ ‬إبراهيم‭ ‬نورالدين‭ ‬أى‭ ‬مشكلة‭.. ‬ولم‭ ‬اتشرف‭ ‬بمعرفته‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الحديث‭ ‬معه‭.. ‬وهو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصى‭ ‬أكن‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬لكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬أمر‭ ‬مختلف‭ ‬فهو‭ ‬أمانة‭ ‬ومسئولية‭ ‬أمام‭ ‬الله‭.

 تحيا مصر

WhatsApp Image 2021-11-02 at 8.36.27 PM
WhatsApp Image 2021-11-02 at 8.36.27 PM