«نحن امام قضية خطيرة» .. هي السلامة والصحة النفسية فلا يمكن ان نترك (قنابل موقوتة) تعيش بيننا دون ان ندرى عواقب عدم المواجهة. فلا بد ان تتغير قواعد التعامل والنظرة السلبية للمرضى النفسيين الذين يعانون من اعتلال أو خلل نفسى.. ولابد ان نزيل حواجز الخجل أو الحياء من «المرض النفسي» وان نبادر بالذهاب إلى عيادات الصحة النفسية حتى لا نفاجأ بكوارث وجرائم.. ارتكبها مهتز أو مضطرب أو مريض نفسى.. لذلك هناك مجموعة من الاقتراحات والمبادرات حتى نواجه مثل هذا الخطر.
الصحة النفسية
من الأمور المهمة التى نتجاهلها ولا نوليها اهتماماً فى مجتمعاتنا العربية هى قضية السلامة النفسية.. ونشعر بخجل وحياء اجتماعى فى التعامل والتعاطى معها فهناك من يترددون أو يخجلون من الذهاب إلى الأطباء المتخصصين فى حالة التعرض لاختلال نفسى.. لا يبادرون بعرض أنفسهم على الأطباء النفسيين.
لا انكر أن هناك عيادات كثيرة ومستشفيات أيضاً فى مصر والدول العربية.. لكن المشكلة فى المعتقدات والموروثات الاجتماعية.. والخوف من «العار والعيب» ومعرفة الناس بأننا مصابون بمرض أو اختلال أو اعتلال نفسى رغم انه جانب مهم فى حياتنا خاصة فى هذا العصر الذى كثرت فيه الضغوط والتحديات والتطلعات وسعى الانسان بيده إلى ارهاب النفس البشرية.. وغياب الإيمان والثقة فى الله والنفس وسوء الإعداد والتربية النفسية.. والتعرض لانتكاسات وصدمات نفسية لاتجد أمامها القوة والقدرة والاستعداد القوى لتجاوزها أو مواجهتها.
إهمال الأمراض النفسية أو الاعتلال النفسى يؤدى إلى كوارث تضر المريض نفسه وقد تنعكس آثارها المدمرة على المحيطين فى المجتمع وربما من الأبرياء الذين لا ذنب لهم ولا جريرة.. والمرض النفسى فى أحيان كثيرة أخطر من المرض العضوى فالاول يحتاج علاجاً من نوع خاص وحياة مختلفة وفترة أطول للتعافى والشفاء.
فى اعتقادى ان الاهتمام بعلاج الامراض النفسية أمر مهم وحيوى للغاية لكن الأهم هو نشر ثقافة تقبل التعامل والتعاطى مع المرض النفسى شأنه شأن الأمراض العضوية.. وعندما يستشعر المرء منا الحاجة إلى الذهاب إلى الأطباء النفسيين فلا يجب ان يشعر بالخجل والعيب أو الخوف من الناس حتى لايقولوا عنه مجنون أو مختل أو مهتز نفسيا أو انسان غير سوى.
تندرج الأمراض النفسية فى مستوياتها على حد علمى المتواضع من مجرد حالة من الضيق أو الوصول إلى الاكتئاب أو الانفصام حتى تصل إلى درجة الخطورة فى إقبال المرء نفسه على الإضرار بنفسه أو ايذاء الآخرين وهناك العديد من الجرائم التى ارتكبها المرضى النفسيون فى حق أنفسهم أو فى حق المواطنين.. فما قرأته عن جريمة الاسماعيلية ولا داعى لسرد تفاصيلها ووقائعها ومشاهدها الكارثية من جديد شىء يشيب له شعر الوليد وخطر اجتماعى لابد من التوقف عنده كثيراً ولابد من مواجهة جادة مع مثل هذه الظواهر والأمراض التى تتسبب فى ازهاق أرواح الناس بلا احساس بأى ذنب.
جرائم كثيرة تحدث فى المجتمع.. ويكون الجانى فيها مريضاً أو مهتزاً نفسياً أو يعانى انفصاماً.. ولكن السؤال المهم كيف تبقى مثل هذه النوعيات من المرضى حرة طليقة فى المجتمع أو «قنابل موقوتة» بين الناس جاهزة للانفجار فى أى لحظة.. فأحياناً كثيرة مثل هذه النوعيات والفئات من المرضى يهيمون على وجوههم فى الشوارع ويتجنبهم الناس.. وأحيانا يتحرشون بالمارة.. أو يقومون بأفعال وحركات غير مفهومة.. لذلك يمكنك ان تتوقع منهم أى تصرف أو سلوك والحقيقة ان الكثير من المواطنين يحذرون ويتحسبون التعامل معهم واذا شاهدوهم من مسافات بعيدة يغيرون طريقهم وأحياناً تفزع منهم الأسر أو المارة والأطفال.
فى اعتقادى ان هؤلاء المرضى فى احيان كثيرة يشكلون خطراً داهماً على المجتمع والناس.. واحياناً تقصر الأسر فى تقديم هؤلاء المرضى للعلاج والذهاب إلى المستشفيات وربما تقييد الحركة داخل هذه المستشفيات حتى يتم التعافى تماما.
فى الغالب ان هؤلاء المرضى ليس لهم ذنب لانهم لايدركون مايفعلون حتى لو ارتكبوا جرائم.. والقانون لا يحاسبهم.. لانهم فقدوا الأهلية العقلية التى تميز الانسان الطبيعى لذلك من الخطر الداهم ان نترك مثل هذه النوعية من المرضى طلقاء فى الشوارع والميادين.
الحقيقة إننا نحتاج تعاملاً مختلفاً مع الأمراض النفسية ولابد ان نبدد الصورة المترسخة عن مثل هذه الأمراض.. وتمنح هذه الفئات الشجاعة والمبادرة على التقدم للعلاج مبكرا وقبل تفاقم الوضع وحتى لايتحول إلى كارثة لابد ايضا ان تختلف النظرة المجتمعية إلى الأمراض النفسية واعتبارها مثل سائر الأمراض الاخرى.. وحتى القرآن الكريم ذكر النفس البشرية فى قرآنه العظيم «إن النفس لأمارة بالسوء» ثم قال المولى عز وجل «كل نفس ذائقة الموت» وأيضا «وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون» وأيضاً «الله يتوفى الأنفس حين موتها».
وعلى حد علمى والله أعلم فان النفس أحيانا تتخذ معنى الروح أو الشخصية البشرية فى مواقع أخرى واحياناً تعنى العقل وهذا ما ورد فى آياته الكريمة «تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب» وأحياناً تعنى الخير والشر فى الانسان «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها».. ويقول المولى عز وجل فى قرآنه العظيم «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى» وفى سورة يوسف.. يقول المولى عز وجل «قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل» وايضاً فالانسان عندما يقتل إنما يقتل النفس «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما» معان كثيرة للنفس تضمنها القرآن العظيم لذلك لابد ان نولى هذا الأمر اهتماماً كبيراً مثل علاج الأمراض العضوية ومن خلال متابعتى لمثل هذه الظواهر والخجل الاجتماعى من علاج المرض النفسى اقترح الآتى:
أولاً : لا يجب ان يكون هناك مواطن مصرى بدون شهادة سلامة الصحة النفسية والاطمئنان على الجوانب العقلية وتكون لشهادة السلامة النفسية قيمة مثل الرقم القومى.. فالغريب ان شهادة الصحة والسلامة النفسية هى ورقة صورية تحتاجها فى استخراج بعض الأوراق الرسمية فقط لكنها لا تلقى اهتماماً كبيراً.
ثانياً : إطلاق مبادرة قومية للصحة والسلامة النفسية بالكشف على جميع المصريين وعلى القوى العقلية لكل مواطن حتى لا نتعرض لكوارث من الذين يعانون اهتزازا وامراضاً نفسية أو تكون جزءاً مهماً من المبادرة العظيمة 100 مليون صحة.
ثالثاً : الكشف على السلامة النفسية فى الجامعات والمدارس بشكل دورى ومنح شهادة بذلك.. وخضوع الطلاب والتلاميذ لاجراءات وفحوصات ومسح وكشوفات نفسية.
رابعاً: تسيير قوافل لجمع المرضى النفسيين والهائمين على وجوههم فى الشوارع وادخالهم مستشفيات العلاج والصحة النفسية.
خامساً: ممكن اضافة خانة فى الرقم القومى «لائق نفسياً» أو تدرج فى الدرجة النفسية والقوة النفسية للمواطن.
سادساً : التوسع فى الكشف والفحص للمواطنين باجراء تحاليل المخدرات والحقيقة ان الدولة حققت شوطاً كبيراً فى هذا المجال.. لكن لابد ان يخضع جميع المصريين لمثل هذه التحاليل والفحوصات وان يدفع المقتدرون مقابل التحليل بتكلفته فقط ويتم اعفاء غير المقتدرين ولدينا قواعد بيانات من خلال برامج الدعم والحماية الاجتماعية.
كذلك التشديد على تحاليل المخدرات للسائقين وخاصة الميكروباص و«التريللات».. فإلادمان عند هذه الفئات يتسبب فى كوارث خطيرة وازهاق ارواح الابرياء.. فهذا سائق ميكروباص يحمل 14 روحاً (فاصل) وفى غيبوبة وواقع تحت تأثير المخدرات.. وعدم السماح لأى سائق قيادة السيارات بدون رخصة معتمدة ومدون بها نتيجة كشف المخدرات.. ويتم الايقاف الفورى والحرمان من القيادة للمتعاطين.
لابد ان نولى اهتماماً كبيراً بالصحة النفسية لأبنائنا وايضا للمواطنين.. ونتخذ بعض الاجراءات للتأكيد على السلامة النفسية لكل من يتواجد فى المجتمع أو يمارس عملا يتعلق بأرواح وحياة الناس.. ولابد ان نفهم الناس ونجعلهم يتخلصون من النظرة السلبية للعلاج النفسى حتى لايتعرض المجتمع لجرائم بشعة مثل جريمة الاسماعيلية أو قتل الابناء الاباء والأمهات تحت تأثير الاهتزاز النفسى وبفعل تأثير ادمان المخدرات فهذا الجانب لابد ان نوليه اهتماما كبيرا لانه يمثل نقطة أمان فى المجتمع.
«النواب» .. وضع يده على «أمراض اتحاد الكرة»
فى اعتقادى ان فتح مجلس النواب لملف تجاوزات ومخالفات اتحاد الكرة المصرى.. هو بداية الاصلاح الحقيقى.. والتخلص من الوجوه البالية التى يعاد تدويرها منذ أكثر من 20 عاماً.. وقد انتفخت بطونها وكروشها وفاحت روائح السمسرة والبيزنس والفساد والمجاملات ولاينحاز للألوان.. وليس الإدارة النظيفة الحيادية والموضوعية التى تخدم مصلحة الكرة المصرية هذه اللعبة التى يعشقها ويلتف حولها المصريون.
الإصلاح الشامل.. والتطهير والحرب على الفساد فى مصر يمثل عقيدة.. وفتح ملف (اتحاد الكرة) يجسد ان الدولة المصرية لن تسمح بأى نوع من التجاوز والانحراف والفساد لأن فساد اتحاد الكرة على مدار الـ3 عقود الأخيرة وصل (للرقاب).. وليس «الركب» وكاد يغرق سفينة هذه الرياضة المحببة والمفضلة.
لكن ما أريد أن اقوله لا يجب لفاسد فى اتحاد الكرة ان يهرب بالملايين الحرام ولابد من حساب وعقاب لكل من «أثرى وسمسر وبزنس» وباع المصلحة العامة من أجل مصالحه الشخصية فى النهب.. لذلك حاسبوهم واضربوا بيد من حديد على رأس كل فاسد.. ولامجال للاستقواء «بالفيفا».. فقد طارت رءوس كثيرة من الشخصيات الدولية سواء رئيس الفيفا السابق أو رئيس الاتحاد الافريقى وتوقف الفساد والسمسرة والعمولات والتلاعب فى نتائج ومصائر الاندية والمنتخبات.
احسن مجلس النواب فى امتلاك الشجاعة بلا حدود فى المواجهة.. وقال الاعضاء للأعور أعور فى عينه وبالاسماء.. فالدولة التى لا تنام الليل من أجل بناء الحاضر والمستقبل وامتلاك أكبر بنية تحتية رياضية لايمكن ان يكون مثل هؤلاء الفاسدين فى المشهد.. ولايجب ان يدخلوا على اعتاب «الجمهورية الجديدة».
لذلك أريد حساب الجميع واستعادة الأموال المنهوبة من خزائن «الحرامية والسماسرة والمتلاعبين».
نـــــداء مهـــم
لا تستعينوا بإبراهيم نورالدين فى إدارة مباراة القمة.. لا يصلح.. شديد الانفعال والتهور.. فاقد للحكمة والهدوء.. فج فى انحيازاته وقراراته وبالتالى اذا تولى أمر قيادة إدارة مباراة القمة فإن الكارثة قادمة لا محالة.. ليس بينى وبين الحكم إبراهيم نورالدين أى مشكلة.. ولم اتشرف بمعرفته أو حتى الحديث معه.. وهو على المستوى الشخصى أكن له كل الاحترام والتقدير لكن الحديث عن المصلحة العامة أمر مختلف فهو أمانة ومسئولية أمام الله.
تحيا مصر