EN 
- الأزهر يعلن استعداده لتدريب أئمة نيجيريا
- علاج القضايا الفكرية المهمة .. ومواجهة الفكر المتطرف
- الاستفادة من خبرات الأزهر الشريف في مجال التدريب الطبي لخريجي الجامعة
تواجه القارة الإفريقية واحدة من أخطر الملفات تعقيداً خاصة في ظل تفشي ظاهرة الإرهاب في عددٍ من بلدانها، خاصة مناطق الوسط وغرب والساحل، الأمر الذي يستدعي التكاتف الدولي لمحاربتها، فمن خلال تقارير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فإن تلك الجماعة الإرهابية كانت أولى الجماعات التي امتلكت طائرات دون طيار في عملياتها الاستطلاعية بالمناطق التي تتمركز فيها الجماعة، معرباً عن قلقه البالغ إزاء هذا التحول الخطير والتطور النَّوعي في إستراتيجية تلك الجماعة الإرهابية.
وفي ظل رسالة الأزهر الشريف وقطاعاته المختلفة، في التعريف بسماحة الإسلام ووسطيته، ومواجهة الأفكار المتطرفة والمغلوطة، وتصحيح المفاهيم المشوهة، جاءت زيارة وفد رفيع من قيادات المشيخة إلى جمهورية نيجيريا لمتابعة الجهود المبذولة على مستوى المعاهد الخارجية ومبعوثي الأزهر .
كما زار وفد الأزهر الشريف برئاسة الدكتور نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، المركز الثقافي المصري بمدينة كانوا بنيجيريا على هامش جولته التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري.
مراكز لمكافحة الفكر المتطرف
وفد الأزهر بحث خلال زيارته التي انطلقت على مدى أسبوع، والتي تضمنت لقاء أعضاء المجلس الأعلى للفتوى والشئون الإسلامية بنيجيريا، فكرة إنشاء مراكز لمكافحة الفكر المتطرف وتعليم العربية، إلى جانب أوجه التعاون العلمي بين الجانبين في مجالات البحوث والإفتاء، ومجال تدريب الأئمة والوعاظ النيجيريين من خلال لقائه بالشيخ إبراهيم صالح الحسيني مفتي نيجيريا.
لقاء أعضاء المجلس الأعلى للفتوى بـ "كانو"
وعقد وفد الأزهر الشريف بجمهورية نيجيريا لقاءً موسعًا مع أعضاء المجلس الأعلى للفتوى والشئون الإسلامية بجمهورية نيجيريا بحضور السفير المصري إيهاب عوض، حيث ناقش الجانبان عددًا من القضايا المشتركة محل الاهتمام خاصة ما يتعلق منها بجانب المعالجات العلمية للقضايا المعاصرة، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف.
تطوير المناهج
كما استعرض الوفد مجموعة من المحاور العلمية المهمة ومنها ما يتعلق بتطوير المناهج الأزهرية والجهود التي بذلها الأزهر الشريف في هذا الشأن، وآلية اختيار الطلاب الوافدين الدارسين بالمعاهد الأزهرية، بالإضافة إلى الدور الأكبر لقطاعات الأزهر الشريف في تأهيل الطلاب الوافدين والحفاظ عليهم من الأفكار المتطرفة التي تروجها بعض التيارات المنحرفة.
زيادة الإشراف الأزهري
وخلال لقاء موسع مع أمينو بايرو أمير ولاية " كانو"، وبحضور أعضاء المجلس الأعلى للفتوى والشئون الإسلامية بجمهورية نيجيريا، و السفير المصري إيهاب عوض؛ ناقش وفد الأزهر عددًا من القضايا المشتركة محل الاهتمام خاصة ما يتعلق منها بجانب المعالجات العلمية للقضايا المعاصرة، والمعاهد الخارجية للأزهر الشريف، وما يتعلق بزيادة الإشراف الأزهري على المعاهد في نيجيريا، والبرامج التعليمية التي يمكن تنفيذها، بالإضافة إلى الحديث حول المعادلات الدراسية.
سبل تطوير ودعم التعاون العلمي
كما عقد وفد الأزهر الشريف برئاسة د. نظير عيّاد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية لقاء موسعًا مع مجلس أمناء جامعة الاستقامة بجمهورية نيجيريا بحضور السفير المصري؛ ناقش فيه سبل تطوير ودعم التعاون العلمي المشترك بين الأزهر الشريف والجامعة؛ وذلك في إطار اهتمام الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتطوير العلاقات مع بلدان القارة الإفريقية وتقديم مختلف سبل الدعم العلمي والفكري لهم.
تعاون علمي فعّال
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد إن اللقاء يأتي في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر بتنظيم المزيد من اللقاءات الفاعلة خلال هذه الزيارة، حيث ناقش هذا اللقاء عددًا من القضايا المشتركة محل الاهتمام من الجانبين، والتي من أبرزها سبل التعاون العلمي الفعّال مع الأزهر الشريف في مجالات التعليم والتدريب والمِنح، وكذلك التعاون في تنظيم المؤتمرات العلمية، والاستفادة من خبرات الأزهر الشريف في مجال التدريب الطبي لخريجي الجامعة.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلى أن زيارة المركز الثقافي استعرضت دور المركز وأنشطته، كما استمع الوفد خلالها لاحتياجات المركز لدعم دوره التثقيفي في المدينة بما يحقق اهتمام الدولة المصرية وجهودها في هذا الشأن.
وأوضح أن الحديث مع أعضاء المركز دار حول إمداده بالإصدرات العلمية للأزهر الشريف ومجلة الأزهر، فضلًا عن إمكانية تنظيم ورش عمل للمراجعات الفكرية بالتعاون بين المركز وقطاعات الأزهر المختلفة.
علاج القضايا الفكرية
أضاف د. سلامة داوود رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن اللقاء تناول أيضًا الدعم العلمي للجامعة من خلال الإصدارات العلمية للأزهر الشريف والتي تتناول علاج القضايا الفكرية المهمة مثل: التكفير والتطرف والوسطية والاعتدال والتعايش السلمي.
تعليم الطلاب الوافدين
فيما أوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي رئيس مركز تطوير الوافدين بالأزهر الشريف، أن ما يقوم به الأزهر لتعليم الطلاب الوافدين إلى قطاعاته التعليمية المختلفة داخل مصر وخارجها من خلال معاهده الخارجية يعكس عظمة هذه المؤسسة وتاريخها العريق وهو ما يظهر جليّا في تطوير المنظومة التعليمية بالأزهر وخاصة ما يتعلق بشئون الطلاب الوافدين من أجل تيسير العملية التعليمية لهم.
وأشارت رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين إلى دور المركز في الداخل والخارج من حيث ما يقدمه للطلاب الوافدين برامج علمية وثقافية متنوعة؛ كالبرنامج الدولي "لإعداد معلمي الناطقين بغير العربية"حيث أبدى أعضاء المجلس ومدراء المعاهد الأزهرية عن إعجابهم الشديد بهذا البرنامج، ورغبتهم في تطوير مهارات المعلمين ورفع كفاءاتهم المهنية والتربوية والعلمية وإكسابهم المهارات اللازمة بما يفيد الطلاب ويخدم العملية التعليمية، وما يقدمه المركز من مسابقات عالمية في كل الفنون والآداب.
مواجهة الأفكار المتطرفة
من جانبه، طالب أعضاء المجلس بالتعاون مع مركز تطوير الوافدين في إعداد البرامج التعليمية التي يمكن تنفيذها بالمشاركة مع المجلس الأعلى للفتوى والشئون الإسلامية.
وأعرب أعضاء المجلس الأعلى ومسؤولو المعاهد الأزهرية، عن إعجابهم بالمناهج المطورة داخل منظومة الوافدين، إضافة إلى بيان جهود كلية العلوم الإسلامية للوافدين، كما ناقشت التعاون المشترك في هذا الشأن بين الكلية والمجلس.
كما أبدى أعضاء المجلس رغبتهم في الحصول على مساعدة الأزهر لهم في مواجهة الأفكار المتطرفة؛ من خلال الإصدارات العلمية للأزهر، والمشاركة في المؤتمرات التي ينظمها الأزهر، والرغبة في إنشاء مراكز لتعليم العربية ونشر صحيح الدين، وفي نهاية اللقاء قدموا الشكر لمصر حكومة وشعبًا وللأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر شاكرين له هذه الجهود في نشر صحيح الدين.
