الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لن نبدأ بالصلح.. هل يفهم ماكرون درس تبون في الكرامة الوطنية؟

إيمانويل ماكرون وعبد
إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبون

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده لن تبدأ الخطوة الأولى في التصالح مع فرنسا وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، بعدما وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إساءة فظة للجزائر وشعبها بإنكاره تاريخ البلاد قبل الاستعمار الفرنسي.

وقال تبون، خلال مقابلة أجراها مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية: "لا نقبل المساس بتاريخ شعب ولن نسمح بأن يهان الجزائريون".

وأشار الرئيس الجزائري إلى أن ماكرون تسبب بضرر كبير في العلاقات بين البلدين، كما أنه تعمد الاساءة للجزائر في لقاء جمعه بأحفاد وأبناء الحركي والأقدام السوداء (المتعاونون الجزائريون مع الاستعمار الفرنسي)، خلال اجتماعه مع مجموعة من الشباب بالتواطؤ مع صحيفة لوموند.

وقال الرئيس الجزائري: "لن أكون أول من يتخذ الخطوة للصلح وإلا سأخسر كل الجزائريين. إنها مشكلة وطنية وليست مشكلة رئيس الجمهورية".

وأخذ تبون على ماكرون استخدامه "لأسباب استراتيجية تتعلق بالانتخابات"، لتصريحات يمينيين متطرفين تقول إن الجزائر لم تكن أمة، بل أصبحت أمة بعد الاستعمار الفرنسي. وأعرب تبون عن رفضه المساس بتاريخ شعبه "وإهانة الجزائريين"، ولفت إلى أن الكراهية القديمة للحكام المستعمرين عادت إلى الواجهة. وتابع بالقول إن "ماكرون يقف بهذه التصريحات إلى جانب هؤلاء الذين يبررون الاستعمار".

وكان ماكرون أثار سخط الجزائر بعد حديث له أوردته صحيفة لوموند في سبتمبر اعتبر فيه أن الجزائر قامت بعد استقلالها العام 1962 على نظام "ريع الذاكرة" الذي كرسه "النظام السياسي - العسكري" فيها، وقال إن ذلك النظام هو الذي أعاد كتابة التاريخ الاستعماري الفرنسي للبلاد، بمرجعية نابعة من "الكراهية لفرنسا".

واستدعت الجزائر سفيرها في فرنسا احتجاجاً على التصريحات التي وصفتها بأنها غير مقبولة. وأغلقت السلطات الجزائرية بعدها مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية.

وأمام ردود الأفعال الجزائرية الرسمية والشعبية الغاضبة، ولا سيما من جانب أبناء الجالية الجزائرية في فرنسا، تراجع ماكرون خطوة إلى الوراء وأعرب عن أمله في أن يهدأ التوتر الدبلوماسي مع الجزائر وأن يعود الطرفان إلى الحوار.

وأعرب ماكرون عن "ثقته" بنظيره الجزائري عبد المجيد تبون وأكد أن العلاقات معه "ودية فعلاً" في وقت يمر البلدان بأزمة دبلوماسية.

واتخذ ماكرون منذ توليه السلطة خطوات لتخفيف التوتر بين الجزائر وفرنسا بخصوص تاريخ بلاده الاستعماري في الجزائر، والأساليب التي استعملتها للسيطرة على الجزائر منذ الغزو في عام 1830 إلى خروج الاستعمار في عام 1962.

وكان ماكرون قد اعترف في 2018 أن فرنسا وضعت "نظاماً" للتعذيب المنهجي خلال حرب التحرير الجزائرية. وكلف في يوليو من العام الماضي المؤرخ بنجامان ستورا، بإعداد تقرير عن الإرث الاستعماري الفرنسي في الجزائر وكيف تعاملت فرنسا معه.

ولكن ماكرون رفض اعتذار فرنسا عن جرائمها الاستعمارية في الجزائر، كما يطالب الجزائريون، بعد ستين عاماً لم تفلح في تهدئة التوتر بين البلدين.


-