أصغر توأمتين راقصتين للتنورة فى مصر تكشفان لـ صدى البلد أسرار المهنة|شاهد

رقصة التنورة رقصة مصرية ذات أصول صوفية، وتلقى رقصة التنورة رواجًا واسعا بين السياح العرب والأجانب القاصدين مصر على حد سواء كما يسعى الكثير من الشباب في مصر لتعلم هذه الرقصة التي أصبحت اليوم طقسا مهما من طقوس الاحتفال تؤدى في مناسبات كثيرة.

التنورة رقصة الدراويش

التنورة رقصة ايقاعية تؤدى بشكل جماعي بحركات دائرية، تنبع من الحس الإسلامي الصوفي ذي أساس فلسفي ويرى مؤدوها أن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتتنتهي عند النقطة ذاتها ولذا يعكسون هذا المفهوم في رقصتهم فتأتي حركاتهم دائرية وكأنهم يرسمون بها هالات يرسخون بها اعتقادهم يدورون ويدورون كأنهم الكواكب سابحة في الفضاء، قدمت هذه الرقصة من تركيا منذ القرن الثالث عشر وتشير بعض الدراسات إلى أن الفيلسوف والشاعر التركي الصوفي جلال الدين الرومي هو أول من قدم رقصة الدراويش أو المولوية وهي رقصة روحية دائرية اشتقت منها رقصة التنورة التي اشتهرت بها مصر وادرجت كتقليد احتفالي. 

وغالبا ما تكون الرقصة مرفوقة بالدعاء أو الذكر أو المديح أو المواويل الشعبية واداؤها يكون بالدوران لكن ليس لمجرد الدوران بل لأن الراقص يرغب في بلوغ مرحلة سامية من الصفاء الروحي. لا تزال رقصة التنورة وفية لرقصة الدراويش في بعض جوانبها لكنها أضيفت لها الدفوف والفانوس والألوان المزركشة مع الإيقاعات السريعة لتصبح بذلك فنا استعراضيا في مصر يجذب السائحين ومنظمي الحفلات.

وظلت رقصات التنورة لسنوات طويلة حكرا على الرجال ولم تدخله النساء إلا مؤخرا  وعلى استحياء كبير وذلك لرفض مجتمعاتنا الشرقية دخول النساء إلى هذا العالم الملهم للكثيرين.

أصغر راقصتان بالتنورة فى مصر 

شروق وشهد أحمد توأمتان عمرهما 12 عاما عشقتا التنورة وبدأتا منذ أن كان عمرهما 9 سنوات فى احتراف الرقص بها وقامتا بتنمية مهارتهما وإصقال موهبتهما عن طريق الالتحاق بالفرق فى مراكز الشباب وبالفعل وصلتا إلى الاحتراف فى مجال التنورة.

قالت شروق أحمد ، إنها أحبت رقص التنورة منذ أن كان عمرها تسع سنوات من خلال مشاهدة هذه الرقصات على يوتيوب وفيسبوك مما جعلها ترغب فى أن تقوم بذلك هى وأختها كنوع من النشاط .

وأضافت "شروق"فى حوارها لـ "صدى البلد " أن والدتها لم تقف فى طريق موهبتهما بل سعت لتنميتها من خلال أن توجهت بهما إلى قصر ثقافة المطرية وأن المدرب عندما شاهد موهبتهما طور من أدائهما لتعرضا رقصات التنورة فيما بعد فى أماكن كثيرة وذهبتا إلى حلوان لتفصيل هذه البدلة الخاصة بالتنورة .

ورفضت شروق أن تكون التنورة حكرا على الرجال وأعربت عن سعادتها بنظرات الناس لها التى تملأها الفرح ولأختها أثناء ممارستهما الرقصات وأن الكثيرين يتوقفون للتصوير معهما ويشجعونهما على الاستمرار والمضى قدما فى طريقهما.

ولفتت أنها قامت بعرض التنورة فى المدرسة وبعد العرض عرفها الجميع وأصبحوا يستوقفونها للحديث معها ويسألوها عن كيفية التدريب والأماكن المتاح بها وكل الأصدقاء الذين لم يكونوا مقربين منى أصبحوا يأتوا خصيصا لكى يرونها.

وتمنت شروق تدريب  الناس كلها، ونوهت أنها قريبا ستقوم بعرض مسرحية يوم الخميس  تقوم بالتمثيل بها والرقص بالتنورة واحتمال أن تلقى شعرا فى المسرحية، لافتة أنها قبل الدراسة كانت تلعب سباحة وحصلت على ثلاث بطولات بها  ولعبت كونغ فو أيضا  وبعد الدراسة تقسم وقتها بين الدراسة صباحا وتدريبات التنورة فى المساء .

وأوضحت انها تقوم بالتدريب يوم وبحد أقصى ثلاثة أيام فى الأسبوع ،وعرضت الرقصات  فى مهرجان الطبول مرتين وترقص فى فرقة  فنون شعبية مع الكابتن سيد عبد الله وهو ما شجعها مع الكابتن محمود حلوانى أن يكون لديها الشجاعة لعرض موهبتها على الجمهور.

صعوبات المهنة 

أما شهد الأخت التوأم لشروق تطرقت إلى الصعوبات التى واجهتها خلال رقصها بالتنورة وأهمها ثقل الملابس على أجسامهما النحيفة لكنهما إعتادتا أن يرتدينها وأصبح الأمرعاديا وخفيفا فيما بعد ، وأن الدوران فى التنورة قد يسبب الإغماء لكنهما نجحتا في أن تتعلما الدوران جهة اليسار عكس اتجاه الدورة الدموية  مؤكدة أنهما فى البداية كانتا تدوران لمدة دقيقة أو دقيقتين ومع التدريب أصبحتا تلفان 20 دقيقة متواصلة.

وقالت هبه جمال والدة التوأم إنها سعدت بحب ابنتيها للتنورة وقامت بتنمية موهبتهما وبحثت عن من يفصل ملابس التنورة وذهبت لـ "حكيم" الذى يقوم بتفصيل الملابس لفرقة رضا وفصلت الـ 3 طبقات وطلبتا أن تقوما بالتدريب فذهبت بهما إلى مركز شباب الساحل الذى كان قريبا منهن جميعا وتدربتا على الرقصة والناس كانت تعتقد أنهما ولدان إلى أن شاهدوهما تخلعان الطاقية  ففرحوا بهما.

وأضافت "والدتهما "عرضنا فى مركز شباب الساحل ونعرض فى الحفلات الخاصة بهم والآن نعرض فى التليفزيون وفى القاعات وأتمنى أن تصلا للعالمية وأن تسافرا ويعرضا فى الخارج موهبتهما، ولفتت أن الرياضة حافز لهما على المذاكرة.