الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مزجنجي السينما المصرية.. ماهو الفيروس الغامض الذي قتل الساحر محمود عبد العزيز؟

صدى البلد

الساحر محمود عبد العزيز، دنجوان السينما المصرية، رأفت الهجان، المزجنجى، الشيخ حسني، محمود المصري، المعلم زرزور، وغيرها من الشخصيات الرائعة التي قدمها لنا على مدار أكثر من 40 عاما. 

وتحل اليوم، ذكرى وفاة الفنان القدير محمود عبد العزيز، الذى يعد واحدًا من أهم الفنانين فى تاريخ الفن المصري.

 

مولد دنجوان السينما المصرية

 

ولد الفنان محمود عبد العزيز، في الرابع من شهر يونيو، عام 1946، وبرجه الفلكي الجوزاء، من مواليد حي الورديان بمدينة الإسكندرية، واسمه الكامل هو محمود عبد العزيز محمود، ينتمي إلى أسرة متوسطة الحال ودرس في مدارس الإسكندرية، ثم التحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وبدأت تظهر مواهبه الفنية على خشبة مسرح الجامعة، حصل على شهادة البكالوريوس ثم حصل على الماجستير في تربية النحل.

 

مشوار مُشرف لساحر السينما 

بدأ الفنان الراحل محمود عبد العزيز مسيرته الفنية، عندما قدمه المخرج نور الدمرداش في مسلسل «الدوامة»، وذلك مع الفنان محمود ياسين والفنانة نيللي، في عام 1973، ويعتبر هذا المسلسل هو بداية انطلاقته، ليقدم بعد ذلك دور البطولة أمام النجمة نجوى إبراهيم وذلك في فيلم «حتى آخر العمر» الذي تم عرضه في عام 1975، كما تألق في فيلم «الحفيد» عام 1974، الذي يعد بداية علاقته الحقيقية للشهرة، كما قدم العديد من الأفلام الرومانسية خلال فترة سبعينيات القرن العشرين، منها «حتى آخر العمر، مع حبي وأشواقي، كفاني يا قلب».

وفي فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، بدأ محمود عبد العزيز في تقديم العديد من الأعمال الهامة منها «الكيت كات، البحر بيضحك ليه، العار، الصعاليك، البريء، الكيف، جري الوحوش».

وعلى الرغم من قلة المسلسلات التي شارك فيها محمود عبد العزيز، إلا أنه حقق نجاحًا مدويًا عندما قام ببطولة الأجزاء الثلاثة من مسلسل «رأفت الهجان»، كما قدم عدة مسلسلات أخرى، منها «محمود المصري، وجبل الحلال، رأس الغول، باب الخلق» وغيرها.

 

3 أفلام في قائمة الأفضل 

تم اختيار 3 أفلام للفنان محمود عبد العزيز، من ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد عام 1996 وهي أفلام «العار» مع نور الشريف، وحسين فهمي، وإخراج علي عبد الخالق، «البريء» مع الراحلين أحمد زكي وممدوح عبد العليم، وإخراج عاطف الطيب، «الكيت كات» مع شريف منير وعايدة رياض، وإخراج داود عبد السيد.

 

الساحر يتفوق على الزعيم ويفوز بـ«الهجان» 

قدم للدراما المصرية أفضل وأروع المسلسلات التاريخية السياسية، وهو مسلسل “رأفت الهجان”، الذي تم عرضه في عام 1988، وحقق نجاحاً كبيراً، حيث تم عرضه على ثلاثة أجزاء، وصاحبت كواليسه الكثير من الحكايات، أبرزها هو الفنان الذي كان من المفترض أن يقدم الدور قبل محمود عبد العزيز.

تم عرض الدور في البداية على الزعيم عادل إمام، لكن الزعيم اعتذر عن تقديم الدور، بسبب أنه كان قد قدم مسلسل “دموع في عيون وقحة” وحققت شخصية جمعة الشوان نجاحاً كبيراً، لذلك رأى أنه من الصعب أن يقدم مسلسل سياسي آخر في نفس التوقيت، لأن الجمهور ربط بين اسمه واسم البطل جمعة الشوان، كذلك أيضاً عنصر الشكل والملامح الذي بدا أفضل بالنسبة للنجم محمود عبد العزيز وذلك لأن شخصية رفعت الجمال الحقيقية كانت تشبه محمود عبد العزيز أكثر، كما أن عادل إمام رأى أن موت البطل في أول حلقات المسلسل هو سبب رئيسي لاعتراضه على العمل، ولم تعجبه طريقة سرد الأحداث.

بعد النجاح الكبير الذي حققه محمود عبد العزيز في المسلسل، ساد توتر في العلاقات بينه وبين الزعيم عادل إمام، وذلك عندما تناقلت الصحافة أخبار أنه تم استبعاد عادل إمام واستبداله بمحمود عبد العزيز، لكنهما تقابلا بعد ذلك وعادت العلاقات قوية مثل البداية.

 

رحيل الساحر بسبب فيروس بالفك 

كشف الإعلامي عماد الدين أديب، صديق الساحر، عن أنه كان يعاني من ألم في أسنانه، وظن في بداية الأمر أنه تسوس، وأنه بحاجة إلى عملية جراحية، وبالفعل قام بإجراء العملية في فرنسا، إلا أن خطأ خلال العملية، أدى إلى تسرب بعض الفيروسات إلى أعلى الفك، ومنها إلى الرأس، وأصبح الفنان محمود عبد العزيز في معاناة كبيرة بسبب الآلام التي واجهها بعد الجراحة، وكان يتناول كمية كبيرة من المسكنات، وبعد ذلك اكتشف الأطباء وجود بعض الأورام، ومن هنا بدأ الفنان رحلة جديدة من العلاج بفرنسا، استمر في جلسات العلاج الكيماوي، ثم عاد إلى مصر، وأكدت الأشعة التي قام بها في مصر أن السرطان قد تشعب في جسده وانتقل إلى الرئة والعمود الفقري والكبد والمخ أيضاً.

وأخبر الأطباء ولديه محمد وكريم، أن الحالة أصبحت ميئوس منها، حيث تمكن المرض من جسده، وأثر ذلك على حالته النفسية بشكل كبير، وكان يرفض تناول الطعام، وعاش آخر عدة أسابيع من حياته على المحاليل الطبية، وفي يوم 12 نوفمبر عام 2016، غيب الموت الفنان القدير، عن عمر يناهز 70 عام.