الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد مطالبات بوقفها..

السيناريست مجدي صابر يتحدث عن الجدل المثار حول "المومس الفاضلة"

صدى البلد

أعلنت مؤخرًا الممثلة إلهام شاهين استعدادها للعودة إلى خشبة المسرح وذلك بتجسيد دور البطولة فى مسرحية التي كتبها الفيلسوف والكاتب الفرنسي جان بول سارتر، "المومس الفاضلة"، وبمجرد الإعلان عن الخبر حتى لاقى الكثير من الاعتراضات من جانب رواد منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الجانب الآخر رفض المثقفين بدورهم فكرة مصادرة الإبداع.

الكاتب والسيناريست مجدي صابر تحدث لـ"صدى البلد" عن الأزمة التي حدثت مؤخرًا وقال: أكاد أجزم أن جميع من اعترضوا على المسرحية لم يقرأوها أبدا، فقد وردت المسرحية وعرضت في ستينيات القرن الماضي، ببطولة  السيدة الفاضلة الممثلة سميحة أيوب، فالمسرحية لا تعبر أبدا عن الجنس المباع، أو عن فتاة ليل فالمسألة مختلفة تمامًا، وهذه مشكلة كبيرة لأننا نحكم على الأشياء بظواهرها فقط، فهم لم يكلفوا أنفسهم لقراءة فصل أو اثنين من المسرحية وهذه هي المشكلة، فقد استفزهم الاسم، وبالمناسبة فالاسم قد يستفز بعض المشغولين بفكرة التدين المجتمعي، فهم تزعجهم مثل هذه المظاهر، إذ ينزعجوا من غير المحجبة، ومن الذين لا يصلون، لذلك فالاسم يزعج البعض ومن الممكن أن يأخذوه بمحمل رديء وسيء باعتباره خروج على التدين والقيم والأخلاق؛ بينما المسرحية تدعوا لعكس هذا فهي تحمل قيمة أخلاقية في نهايتها، وهذه هي مشكلتنا الرئيسية.

حكم مسبق

ويضيف مجدي صابر ويقول: من قتل فرج فوده، ومن حاول قتل نجيب محفوظ لم يقرأوا لكلاهما، فالمسألة عندهم كانت أخذًا بالمظاهر فنفذوا تلك الجريمتين، لذلك كنت أتمنى من هاجموا الرواية أن يشتروا الرواية وأن يقرأوها بدل من الحكم المسبق عليها.

ويتطرق صابر لفكرة الرقابة الذاتية أثناء الكتابة "عندما أكتب تكون عندي معايير أخلاقية في الكتابة، فهي ليست رقابة من أحد، فأنا لم توقف الرقابة أي عمل لي من قبل، لكني أمارس نوع من الرقابة الذاتية على نفسي لأن العمل الذي أكتبه سيدخل كل بيت، فالمسلسلات تدخل جميع البيوت ويشاهدها الجميع، فمن هنا أحرص ألا يكون هناك لفظ خارج أو منظر خارج خلال العمل، فخلال تاريخي في الأعمال التي قدمتها لن تجد أبدا زوجة خائنة، لأني لا أحب أن أظهر مثل تلك الأمور في الدراما، فأنا أحب أن أبث قيم إيجابية في أعمالي، وليس قيم سلبية، فلن تجد أعمال بلطجة حرصا مني على عدم تأثر الأجيال بمثل هذه المشاهد، لكني على أي حال أرفض المنع أو الوصاية على أي عمل فني لأنها تبدأ من أشياء صغيرة، ثم تتسع الدائرة لتشمل الواصية كل شيء وهذا ما علمنا التاريخ، فهناك جهات رقابية هي المسئولة عن نقاش الكاتب والمبدع، وفي النهاية يصلوا لحلول وسطية وحلول مقبولة مجتمعيا، لكن المصادرة بسيف الرقابة وسيف الترهيب هو أمر مرفوض تمامًا"