مدرب محمد صلاح الشخصي في روما: جعلت مو يدرك إمكانية أن يصبح لاعبًا عظيمًا.. وكان يعي أهمية تطوير أدائه |حوار

يُقدم النجم المصري محمد صلاح، أفضل مستوياته مع ليفربول الإنجليزي هذا الموسم، ويثبت موسمًا بعد الآخر، أنه أحد أفضل لاعبي كرة القدم في آخر 5 سنوات، إن لم يكن أفضلهم وأكثرهم ثباتًا.

بدأ صلاح مع المقاولون العرب، ومنه إلى بازل السويسري، ليذهب بعد ذلك لـ تشيلسي الإنجليزي، ثم اللعب لـ فيورنتينا وروما الإيطاليين، قبل الانتقال لـ ليفربول الإنجليزي، وكتابة التاريخ مع المدرب الألماني يورجن كلوب.

البعض أرجع تطور أداء صلاح لـ كلوب، لكن وراء ذلك التطور في الأداء لاعب كولومبي سابق درب “صلاح” أثناء لعبه في فريق روما الإيطالي، وربما القصة ليست معروفة بالنسبة للإعلام المصري والعربي، لكن “ مو” عين مدربًا خاصًا لتطوير مهاراته، هو جيمي بابون.

قصة بابون وصلاح تناولتها صحيفتي “ جارديان” وتايمز" البريطانيتين، وتمكنا في “صدى البلد” من التواصل مع اللاعب الكولومبي السابق، وإجراء حوار صحفي معه، نستعرضه تباعًا….

 عرفنا أكثر عن نفسك، مسيرتك الكروية وتحولك لمدرب خاص للاعبين

كنت لاعباً محترفاً في بلدي منذ عدة سنوات ، وخاصة في أتلتيكو ناسيونال الكولومبي، حيث شاركت في البطولات الوطنية والدولية، وعندما تقاعدت من كرة القدم كلاعب، بدأت التحضير كمدرب لمدة 18 عامًا، ومع مرور الوقت وخبراتي الجديدة تخصصت كمدرب خاص للاعبين لتطوير أدائهم، وحققنا حتى الآن نتائج جيدة مع فكرة الاستمرار في أن أكون بمثابة معلم دائم للاعبين.

كيف جاءت فرصة تدريبك لـ محمد صلاح؟

قابلت محمد صلاح من خلال وكيله رامي عباس والذي نتشارك معا جنسيته الكولومبية ، من أجل تطوير اللاعب، وبحثه عن شخص يمكنه تعزيز مهارات “مو”، الذي يمتلك إمكانيات، يمكن أن تصل به إلى مستوى أعلى، لذا اتصل بي ، وقمنا بوضع مشروع متوسط المدى لنقل محمد صلاح لمستوى آخر.

كيف تعامل محمد صلاح مع فكرة تدريبك له لتطوير مهاراته؟

بعد مراقبة قدرات محمد صلاح لبعض الوقت، أرسلت لهما سلسلة من الملاحظات التي يمكننا العمل عليها لتحسين بعض الجوانب، وكان جزء كبير من النجاح في العمل معه هو رغبته الكاملة في فهم أنه إذا أراد أن يكون لاعب كرة قدم مختلفًا، يجب أن يعمل بشكل مختلف عن الآخرين، منذ اللحظة الأولى كان متقبلاً وذكيًا ومتواضعًا لاستيعاب أن كل جلسة عمل، كل تمرين مقترح كان من أجل مصلحته.. أنا دائما معجب بنبله وشخصيته وجودة الإنسان العظيمة التي يحظى بها.

 متى قابلت محمد صلاح للمرة الأولى؟ وهل وجدته من خلال إمكانياته مؤهلًا لأن يكون أحد أفضل اللاعبين في العالم؟

في 2015، عندما بدأنا العمل ، رأيت إمكانات هائلة فيه ، كان العمل معه لتوجيه قدراته ومهاراته بشكل جيد للغاية، جسديًا وعقليًا وتقنيًا، وكان ذلك أول شيء جعله يدرك أنه يمكن أن يصبح لاعبًا كبيرًا على مستوى العالم، يصحح ويطور من أدائه ويعززه بناءً على قدراته الموجودة وقراءة المباراة واتخاذ القرار وإنهاء الأمور والفرص بشكل جيد.

ماذا فعلت مع محمد صلاح في التدريبات؟

كان علينا إيجاد مساحة إضافية بجانب جلساته التدريبية مع ناديه روما،  كان ينهي مرانه ويتدرب معي، هذا هو دوري معه، كنا نقوم بحصص تدريبية مخططة لتطوير أسلوبه في اللعب، وتزويده بأدوات جديدة لتحسين كفاءة موهبته، ودعمه باستمرار كمدرب له واتخاذ الاستفادة من كل ما تم توفيره يوميًا ، اتخاذ خطوة أخرى نحو الهدف الذي كان يتمثل في تطوير أدائه.

كنت أقوم بتطوير مهاراته الخاصة بالتسديد، كنت أدربه على النظر للكرة بشكل جيد، والتسديد من زوايا ضيقة وبطرق مبتكرة.

عندما قابلت صلاح، ماذا كانت أكبر مشكلاته في كرة القدم؟

لن أقول إنه كانت هناك مشكلة خاصة به، كان صلاح في طور النضوج كشخص وكلاعب كرة قدم ، وافق على أن العمل الإضافي خلق فوائد لأداء أفضل، ومفاهيم جديدة ، وبدائل جديدة في طريقة لعبه، والتعلم المستمر قاده لمزيد من الأمان للإيمان بأنه قادر على تحقيق أي شيء والسعي لتحقيق أحلام جديدة.

 متى كان آخر تواصل بينك وبين محمد صلاح؟

آخر اتصال لي مع محمد كان قبل السفر إلى ليفربول، بالفعل في بلده الجديد وناديه الجديد ، نحن بعيدون بعض الشيء، أشاهده دائمًا وهو يلعب كل مباراة ، وأنا متحمس لرؤية إنجازاته وأنا أستمتع بكل سرور بكل ما فعله .

هل ترى أنه يوجد ما ينقص محمد صلاح ليصبح لاعبا أفضل؟ إذا كنت معه الآن ما الشيء الذي ستدربه عليه لتطويره؟

سيكون لدينا دائمًا جوانب في الحياة والرياضة لتحسينها وتطويرها ، إنه يفعل ذلك جيدًا وفي كل مرة يظهر ذلك مع أدائه، إذا أتيحت له الفرصة للعمل على ذلك ، فإنه سيقيم نفسه مرة أخرى ، ويسعى للحفاظ على مهاراته وتحسينها أكثر فأكثر.

ما رأيك في مواطنك رامي عباس وكيل محمد صلاح؟ هناك بعض الأشخاص في مصر وإنجلترا لا يحبون أسلوبه

رامي إنسان عظيم ، ماهر وذكي للتعامل مع العديد من المواقف ، فهو الشخص الذي آمن ودعم محمد صلاح دائمًا حتى في أصعب اللحظات، كل منا في وسط كرة القدم يتعرض للتحدث بشكل جيد أو سيء عنه.

كنت قريبًا من محمد صلاح بحكم التعامل معه بشكل شبه دائم.. حدثنا عن شخصية محمد صلاح وماذا كان يفعل في التدريبات معك؟

لقد عملنا جيدًا وكانت إحدى المهام الرئيسية هي الاستمتاع باللعب، وشاركنا اللحظات غير العادية والسعادة والمخاوف وكل شيء ضمن النطاق الطبيعي؛ ولكن دائما كان الاحترام والاعجاب بيننا. بصرف النظر عن كوني مدربًا له، فقد أسسنا أيضًا صداقة وثقة مطلقة، سأكون دائمًا ممتنًا لـ “ مو” وكذلك لرامي، لأنهم سمحوا لي بالمساهمة بقدراتي لجعل صلاح لاعب كرة قدم ممتاز.

أساس النجاح الكبير بالنسبة لي هو الرغبة في الاستيعاب والحصول على معرفة جديدة من لاعب كرة القدم ، لفهم أنني إذا أردت أن أكون مختلفًا ، يجب أن أعمل بشكل مختلف.

هل ترى محمد صلاح يستحق الفوز بالكرة الذهبية؟

بالنسبة لي ، هو أحد المرشحين الرئيسيين للكرة الذهبية ، وأداؤه وأرقامه وإنجازاته الرائعة سواء مع ناديه أو في الجزء الفردي تسمح له بأن يكون أحد أقرب لاعبين اثنين للفوز بالجائزة.

محمد صلاح مع جيمي بافون