الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر في حوارها لـ صدى البلد : القيادة الرشيدة قادت البلاد إلى الأمن والاستقرار .. وأحكام شريعتنا الغراء صالحة لكل زمان ومكان

الدكتورة فتحية الحنفي
الدكتورة فتحية الحنفي

تعدد الفتاوى في مسألة واحدة تجعل الإنسان في حيرة

الذين يأخذون الدين ستارًا لارتكاب جرائمهم لا يعرفون الدين

الفراغ سبب انحراف الشباب

قالت الأستاذة الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إن القيادة الرشيدة قادت البلاد  الي الأمن والأمان والاستقرار، مشيرة إلى أن ظاهرة الإنفلات الأخلاقي داخل المجتمع لم نشهدها من قبل ولكل قاعدة لها شواذ.

وأضافت الدكتورة فتحية الحنفي خلال حوارها مع صدى البلد، أنها مع قرار توحيد الفتوى لأن الفتوي هي بيان الحكم عن رب العباد ، ودار الافتاء المصرية هي المؤسسة المخول إليها ذلك ، ولا يحق لاحد أن يفتي بما يخالفها حتي لا يقع الناس في بلبلة  خاصة العوام من الناس الذين يطلبون بيان أمور دينهم ، لأن تعدد الفتاوي في مسألة واحدة تجعل الإنسان في حيرة من أمر دينه بأيهما يأخذ وبهذا تضيع هيبة الفتوي.

نص الحوار:

 بداية نود الحديث عن الدكتور فتحية الحنفي أستاذ الفقه في جامعة الأزهر الشريف وحياتها مع التعليم الأزهري وصولا لهذه الدرجة العلمية؟

انتمي لإحدي القري التابعة لمركز المنصورة وكنت في الثانوية العامة والحمد لله التحقت بكلية البنات الإسلامية بالقاهرة عام ١٩٧٣ بناء علي رغبة والدي رحمه الله والدراسة خمس سنوات وبفضل الله تعالي تفوقنا في الدراسة علي أيدي علماء عظام يتسمون بالاعتدال والوسطية وحب الانتماء للوطن، حصلت علي الاجازة العليا قسم فقه وأصول عام ١٩٧٨ مع مرتبة الشرف الأولي، عينت معيدة بنفس القسم في نفس العام درجة مدرس مساعد عام ١٩٨٢، درجة مدرس عام ١٩٨٦ وسافرت الي الرياض كأستاذ زائر تمت ترقيتي الي أستاذ مساعد عام ١٩٩٨ درجة استاذ عام ٢٠٠٧ بفضل الله تعالى ، لي كثير من المؤلفات العلمية تصل الي أكثر من ثلاثين مؤلف فضلًا عن المشاركات في المؤتمرات العلمية والإشراف والمناقشة للعديد من رسائل الماجستير والدكتوراه إلي يومنا هذا سواء في جامعة الازهر والجامعات الأخري مثل طنطا والمنصورة والمنوفية.

ما السر وراء الانفلات الأخلاقي في المجتمع؟

مجتمعنا بخير الي أن تقوم الساعة ويكفي قول الحق تبارك وتعالي" ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين... " وقوله صلي الله عليه وسلم في وصف جند مصر هم خير اجناد الارض.

وهذا بعد فضل الله تعالي وفضل القيادة الرشيدة  التي قادت البلاد  الي الأمن والأمان والاستقرار، أما ظاهرة الإنفلات الأخلاقي داخل المجتمع هذه الظاهرة لم نشهدها من قبل ولكن كل قاعدة لها شواذ ،ويرجع الأمر في ذلك الي الجانب الاجتماعي وكذا الجانب الديني، فانتشار ظاهرة المخدرات وأطفال الشوارع والخلاف الاسري واصدقاء السوء وغيره الكثير التي تعد سببا في الانفلات الأخلاقي، ولذا حث الدين علي اختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح اللذين بهما تتكون الخلية الاولي للمجتمع فينشأ جيل عنده حب الانتماء والحفاظ علي الهوية، كما أن الالتزام بتعاليم الدين تربي الإنسان علي الأخلاق الفاضلة، قال تعالي" أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.." وقال جل شانه" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ..."

هل هناك عجز في المنابر الاعلامية التي تعلم الناس أمور دينها؟

الحمد لله مؤسسة الأزهر التي تعد امتداد لرسالة خير البرية بكافة هيئاتها ورموزها تعمل جاهدة في بيان أمور الدين بما يتناسب مع روح العصر  بعيدا عن التعصب والتطرف ، ومن أبرز أعمالها المرصد والقيام بترجمة الفتاوي بجميع لغات العالم  وبثها ، أيضا أكاديمية الدعاة والائمة وغيرها الكثير والكثير ولكن نطمع في المزيد لبيان أمور الدين خاصة فيما يستجد من قضايا معاصرة علي الساحة اليوم وهذا يؤكد أن أحكام شريعتنا الغراء صالحة لكل زمان ومكان.

ما رأيكِ في توحيد الفتوى وأيضا في أن أي فتوي لا تكون إلا من دار الإفتاء المصرية؟

انا مع هذا لان الفتوي هي بيان الحكم عن رب العباد ، ودار الافتاء المصرية هي المؤسسة المخول إليها ذلك ، ولا يحق لاحد أن يفتي بما يخالفها حتي لا يقع الناس في بلبلة  خاصة العوام من الناس الذين يطلبون بيان أمور دينهم  ، لان تعدد الفتاوي في مسألة واحدة تجعل الإنسان في حيرة من أمر دينه بأيهما يأخذ وبهذا تضيع هيبة الفتوي.

إراقة الدماء باسم الدين ما الذي أوصلنا لهذه الكوارث وعلقها باسم الدين؟ ومن المسئول ؟

الدين منها براء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب ، فالذين يأخذون الدين ستارًا لارتكاب جرائمهم هم لا يعرفون الدين، لان ديننا الحنيف يأمر بالعفو والصفح ورد السيئة بالحسنة قال تعالي" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين..."

وقال جل شأنه" ادفع بالتي هي أحسن..." " فاصفح الصفح المبين"  " ادعوا الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة وجادلهم بالتي هي أحسن.." وغيرها كثير من الآيات التي تدعو الي الصفح والمساحة وعدم الاعتداء قال تعالي" ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين ..."ونبينا الكريم دعا في أكثر من موضع بتحريم الدماء وحرمة الاعتداء " لا يحل دم أمرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله واني رسول الله الا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس....." الحديث

وموقف النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة عند فتحها  وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء هذا هو ما يأمر به ديننا الحنيف فما يرتكبه المجرمون من قتل وترويع الآمنين  وتخريب وجب تنفيذ أقصي العقوبات الواجبة في حقهم بما يراه القاضي.

 ما النصائح التي توجهينها لكل الطلبة والطالبات والباحثات في جامعة الأزهر الشريف؟

الجد والاجتهاد والمثابرة في تحصيل العلوم لان طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة ،مهما كان العلم، ولله الحمد والمنة أن الطالب الازهري متاح له كل التخصصات ،ونماذج التفوق تؤكد ذلك داخليا وخارجيا في كافة العلوم أبرزها الطبية والرياضية والهندسية وكذا المواد الشرعية وسفراء الإسلام في البلاد الاوربية خير دليل علي ذلك .

وأوجه النصح لأبنائنا بالعمل وشغل الوقت فيما يعود بالنفع ،لأن الفراغ هو سبب انحراف الشباب مما يعود عليهم بكثير من الأضرار. 

وهناك مسؤولية عظيمة من كافة الأجهزة التي تسيطر علي الشباب وعلي القائمين علي أمرهم سواء من صحافة واذاعة مسموعة ومرئية وكافة وسائل التواصل الاجتماعي الا وهي التوجيه الي بناء جيل عنده الانتماء الي الوطن والعمل علي رفعته كي يحيا في ظله حياة كريمة .

واختتمت الدكتورة فتحية الحنفي، أتمني أن تتوافر في ابنائنا السمات الآتية “عزة دون كبرياء، طاعة بدون خنوع، تواضع بدون ذلة، استقلال بدون عناد ، حلم بدون ضعف،   تنافس بدون تحاسد، تدين بدون تعصب، شجاعة بدون تهور، علم بدون ادعاء، تقدمية بدون تنكر للماضي، تسامح بدون تفريط”.