الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان يقف على حدود جهنم.. أين وصل البلد العربي بعد 78 عاما من الاستقلال؟

ارشيفية عيد الاستقلال
ارشيفية عيد الاستقلال اللبناني

انطلقت فعاليات احتفال لبنان بعيد الاستقلال الـ 78 الذى ينظمه الجيش اللبناني بحضور الرئيس اللبنانى ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم ووزير الداخلية بسام مولوى وقائد الجيش العماد جوزاف عون وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان (اليونيفيل) ستيفانو دل كول وعدد من قيادات الجيش اللبناني.

 

وعزفت فرق الموسيقى العسكرية، النشيد الوطني للبنان وموسيقى القوات المسلحة لدى وصول المشاركين في الاحتفال، كما تم إطلاق 21 قذيفة مدفعية ووضع الإكليل على النصب التذكاري وعرض التحية العسكرية.

 

وشارك في العرض العسكري وحدات من موسيقى الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" وفصيل من الكلية الحربية والقوات البحرية والجوية والحرس الجمهوري، بالإضافة إلى فصائل من المديرية العامة للدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني والمستشفيات العسكرية.

 

يوم استقلال لبنان العظيم 

في 22 نوفمبر 1943 استقلت لبنان من الاحتلال الفرنسي، ففي سبتمبر من عام 1920 أعلن الجنرال غورو قيام دولة لبنان الكبير معلنا بيروت كعاصمة لها وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معًا ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس ضم إليه ولاية بيروت مع اقضيتها وتوابعها "صيدا وصور ومرجعيون وطرابلس وعكار" والبقاع مع أقضيته الأربعة "بعلبك و البقاع وراشيا وحاصبيا" فاتسعت مساحته من 3500 كم مربع إلى 10452 كم مربع وازداد سكانه من 414 ألف نسمة إلى 628 ألفا.

 

في 23 مايو من عام 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية وفي عام 1926 انشأ الفرنسيون الجمهورية اللبنانية والتي تعتبر بداية التاريخ الحديث للبنان وانتخب شارل دباس كأول رئيس للبنان.

 

وكان مسلمو "دولة لبنان الكبير" قد رفضوا في اكثريتهم الدولة والكيان الوطني اللبناني عند نشوئه لثلاثة أسباب منها أن الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية وهم الذين كانوا جزءا من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني، ولأن أمنيتهم بعد الانسلاخ عن السلطنة العثمانية كانت الانضمام إلى "دولة عربية" برئاسة الأمير فيصل تضم "سوريا الكبرى" أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق، ولأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار انه حكم دولة أوروبية أجنبية.

 

ولم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين بالكيان اللبناني وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات اشترطت فرنسا ان تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان.

 

وصيغة رياض الصلح وبشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال تبلورت إلى أن تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني وهو يقوم على المعادلة التالية ومن أجل بلوغ الاستقلال على المسيحيين أن يتنازلوا عن مطلب حماية فرنسا لهم وأن يتنازل المسلمون عن طلب الانضمام إلى الداخل السوري العربي.

 

وأعلن استقلال لبنان عن فرنسا في 22 نوفمبر 1943 وتم الاعتراف به في 1 يناير 1944 وانسحبت القوات الفرنسية في 1946 وتميز تاريخ لبنان منذ الاستقلال بتقلبات سياسية متكررة وفترات من الاستقرار و التزعزع المتوالية.

 

ومن هنا ينتظر الشعب اللبناني انفراجه كبيرة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والتجارية والسياسية والأمنية بعد المعاناة التي عاشتها لبنان طوال الفترة الماضية بداية من أزمة كورونا وتفجير مرفأ بيروت وحل الحكومة وعدم التوافق على تشكيل حكومة جديدة.

أين وصل لبنان بعد 78 عاما من الاستقلال؟

لبنان بعد 78 عاما الماضية لازال يعاني من أزمات سياسية طاحنة، و انقسامات بين القوى السياسية التي أثرت على  البلد بعد تفجير مرفأ بيروت 4 أغسطس عام 2020 التي تسبب في أزمة طاحنة يعيشها البلد العربي منذ عام ونصف.

 

وتعد الأزمات الاقتصادية للشعب اللبناني من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم بالنسبة للدولة اللبنانية وفق تصنيفات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والعديد من المؤسسات الاقتصادية الدولية.

 

ويعاني الشعب اللبناني حاليا من ارتفاع معدل التضخم وارتفاع معدل البطالة وانهيار الليرة  العملة اللبنانية ونقص شديد في إمدادات الوقود وتوقف محطات توليد الكهرباء ونقص الأدوية، كما يطالب الشعب اللبناني بإصلاحات سياسية واجتماعية وأمنية  وهو مايزيد الصعوبات أمام الحكومة الجديدة فى ظل تأثيرات جائحة كورونا حاليا.

 

ارتفاع معدلات الفقر

تشير تقديرات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) إلى أن الأزمة الاقتصادية اللبنانية  الحالية  دفعت حتى الآن 78% من السكان إلى الفقر.

انهيار الليرة

فقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها،  فقد تراوح سعر الدولار  بالسوق  مابين 18750 و 18850 ليرة لكل دولار, وهو ما أدى الى ارتفاع معدلات الفقر.

 

ارتفاع معدل التضخم 

كشف  مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت أنه "وفقا لمحاكاة أسعار المواد الغذائية في النصف الأول من يوليو، فإن كلفة الغذاء بالحد الأدنى لأسرة مكونة من خمسة أفراد أصبحت تقدر شهريا بأكثر من 3,500,000 ليرة لبنانية"، وذلك دون احتساب تكاليف المياه والكهرباء والغاز، ووفق الدراسة، باتت تقدر "ميزانية الأسرة لتأمين غذائها فقط بحوالي 5 أضعاف الحد الأدنى للأجور".
ويساوي الحد الأدنى للأجور في لبنان 675 ألف ليرة، أي ما يعادل 450 دولارا قبل الأزمة و30 دولارا اليوم، بحسب سعر الصرف في السوق السوداء.

ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية  

كشف  مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وحدها بأكثر من 50% في أقل من شهر، بعدما كانت ارتفعت كلفة 10 سلع غذائية أساسية، مثل الخضار والحبوب والألبان ولحم البقر والزيت، أكثر من 700% خلال عامين.

نقص الوقود

تزاحم الشعب اللبناني أمام محطات الوقود بحثا عن البنزين والسولار الذي ارتفع سعره بشكل كبير جدا عدم القدرة على توفير جعل بعض المخابز تتوقف عن العمل لعدم توافر السولار وهجر أصحاب السيارات مركباتهم لعدم توافر الوقود وايضا توقفت عدد من المحطات الكهرباء لعدم توافر الوقود الكافي لتشغيلها .


وذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية  للإعلام" أن الأسعار أصبحت كالتالي: سعر البنزين 98 اوكتان 132 ألفا و400 ليرة، والبنزين 95 أوكتان 128 ألفا و200 ليرة؛ وبلغ سعر الديزل أويل 98 ألفا و800 ليرة، والغاز 90 ألفا و600 ليرة.

نقص إمدادات الكهرباء 

مع تزايد أزمة الوقود والنقص الشديد فى البنزين والسولار وعدم قدرة الدولة على توفير السيولة الكافية للاستيراد نتيجة انهيار العملة الشديد توقفت بعض المحطات توليد الكهرباء وهو ما أثر على الرعاية الصحية بالمستشفيات وحياة المواطنين الذين لجأوا الى اللمبات الكيروسين وكأنهم عادوا للوراء عقود طويلة.

ارتفاع معدل البطالة

مع تزايد عدد المشكلات الاقتصادية وتعطل كثير من الاستثمارات تضائلت فرص العمل وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة بين أفراد الشعب اللبناني وقلة فرص العمل مما ادى الى تزايد معاناة الشعب اللبناني.

 

لبنان يقف على حدود جهنم 

وفي هذا الصدد اعتبر سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر، بمناسبة عيد الاستقلال في لبنان، الذي يحتفل به في 22 نوفمبر، إن لبنان "دولة تقف على حدود جهنم".

وقال الحريري: "بأي كلام نتوجه الى اللبنانيين بعيد الاستقلال؟ لو قيض للكلام الذي يتردد منذ سبعة عقود أن يتحقق لكان لبنان اليوم جنة الله على الأرض وليس دولة تقف على حدود جهنم".

وأضاف: "كاد لبنان في بعض المراحل أن يكون جنة الشرق ومنتدى العرب للحضارة والحوار والثقافة والديمقراطية، لكن حروب الآخرين على أرضه وصراع الطوائف المفتوح على تبادل الكراهيات وسياسات الاستقواء بالخارج قذفت به إلى جهنم وسلمت أقداره واستقلاله ونظامه الديمقراطي لعقول متوحشة متخصصة بإنتاج الدول الفاشلة".

وتابع بالقول: "محزن جدا جدا أن يقع استقلال بلدنا ضحية حلقات متتالية من الجنون السياسي والأمني والطائفي وأن تكون دولته عاجزة حتى عن عقد جلسة لمجلس الوزراء".

كما أكد أنه "محزن جدا  جدا أن يشعر المواطن اللبناني بعد ٧٨ عاما على الاستقلال أنه يحتاج إلى دولة حرة سيدة مستقلة ليست رهينة حزب أو طائفة أو منصة لحراس الحروب الأهلية العربية".

واختتم الحريري تغريداته قائلا: "على الرغم من هذا الواقع المرير، لا مجال سوى أن نردد في هذا اليوم، حمى الله لبنان وشعبه وجيشه واستقلاله من كل شر".