الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صلة الرحم ..أهميته وكيف أصله وخطورة قطعه

صلة الرحم ..أهميته
صلة الرحم ..أهميته وكيف أصله وخطورة قطعه

صلة الرحم ..من أهم الأشياء التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى، لذا لابد أن نعلم معنى صلة الرحم، وصلة الرحم في القرآن والسنة، وكيف أصل الرحم، وطرق وصل الرحم.  

                                                     

معنى صلة الرحم

 

صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم، وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب، وقيل بل هي الإساءة إليهم.

تُعَدّ صلة الرحم من أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله -عزّ وجلّ-، وهي تُعدّ من الأمور الواجبة على كلّ مسلم، كما أنّها تحقّ له؛ وذلك بأن يصل رحمه ويصلوه.

 

صلة الرحم في القرآن والسنة

 

قال الله -تعالى-: (وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ)

قول الله -سبحانه وتعالى-: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)

قال تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

وقال تعالى (وَالَّذينَ يَنقُضونَ عَهدَ اللَّـهِ مِن بَعدِ ميثاقِهِ وَيَقطَعونَ ما أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيُفسِدونَ فِي الأَرضِ أُولـئِكَ لَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سوءُ الدّارِ) 

وعن عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: (الرَّحِمُ شِجْنَةٌ، فمَن وصَلَها وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَها قَطَعْتُهُ)
رواه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي أيّوب الأنصاريّ أنّه قال: (أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقالَ القَوْمُ: ما له ما له؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَبٌ ما له فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا قالَ: كَأنَّهُ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ). 


قال رسول الله: (إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ حتَّى إذا فَرَغَ منهمْ قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فَذاكِ لَكِ)


قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)

قال رسول الله: (إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق، اللهم صِل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول تبارك وتعالى : أنا الرحمن الرحيم، و إني شققت للرحم من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثه)

الرَّحم مأخوذٌ من اسم الرحمن، ومن قطعها قطعه الله: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ)


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلُ الجنةَ قاطعُ رحمٍ)
 

كيف أصل الرحم 

 

قالت دار الإفتاء، إن صلة الأرحام من مظاهر عناية الإسلام بتقوية أواصر الصِّلات داخل المجتمع؛ قال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: 1]، أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.

وأضافت عبر الفيسبوك: بَيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ صلة الرحم وبرَّ ذوي القربى وموَّدتهم جزاؤه البركة في العمر والرزق؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من سَرَّه أن يبسط له رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه.

ونفَّرَ الشرع كذلك مِن قطع الأرحام، وذكر أنَّه من صفات الجاهلية والبُعْد عن دين الله؛ فقال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد: 22]. ولذا فإنَّ صلة الرحم واجبة.

وأكمل: لا تقتصر صلة الرحم على تبادل الزيارات فقط، وإنما تكون بغيرها من وسائل الصلة؛ كالهدية والاتصال، وبالمكاتبة وإرسال السلام، إلى غير ذلك من الوسائل.

وأختتمت دار الأفتاء: صلة الرحم ليست هي المجاملة بمقابلة المعروف بالمعروف فحسب، أو انتظار رد الإحسان بمثله، بل هي المداومة على الصلة من غير انتظار مقابلتها بمثلها؛ كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا.

 

فضل صلة الرحم 

 

1-  كثرة النعم ودفع النقم عن الإنسان.

٢- إكرام الفرد بالميتة الحسنة وإبعاد الميتة السيّئة عنه.

٣- تقوّي مشاعر الأخوّة والودّ والمحبّة والتكاتف.

٤- زيادة للرزق.

٥- سببٌ في طول العمر والبركة فيه.

٦- بناء المجتمعات المتكاتفة والمتماسكة.

٧- تحقيق الصلة مع الله- تعالى- في الدنيا والآخرة؛ فالرّحم معلّقة بالعرش، بدليل ما روى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأوا إن شئتم: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم»، رواه البخارى.

 

طرق صلة الرحم

 

١- تبادل الزيارات.

٢- مشاركة الأفراح والأحزان.

٣- ردّ الأذى والسوء عنهم.

٤-تفقّد أحوالهم.

٥- إصلاح ذات بينهم عند وقوع المشاحنات والخصامات والبغضاء.

٦- احترام الكبير والعطف على الصغير.

٧- مساعدتهم ماديًّا ومعنويًّا.

٨- تبادل الهدايا معهم.

٩- عيادة المرضى منهم.

١٠- حضور جنازاتهم والصلاة عليهم.

 

متى يعتبر الإنسان قاطع للرحم ؟

 

من الجدير بالذكر أنه يجب في البداية التعريف بمفهوم قطع الرحم، ويذكر أن الإنسان يعد قاطع للرحم في حالات منها:

أن يتم قطع العلاقات بين المسلم وبين أقاربه وهجرانها على غير المعتاد.

كما أن يكون القطع بسبب المشاحنات والمشاكل بين الأقارب فنتج عنه حالة من القطع وعدم الوصل.

ويذكر أيضًا أن قطع الرحم هو الأمر الناتج عن وجود خصومة بين الطرفين أدت لعدم عودة العلاقات بينهما كما كانت سابقًا ثم قطعها.

وعلى الجانب الآخر يذكر أن هناك فرق بين قطع الرحم وبين الفتور في العلاقات العائلية،
فقطع الرحم كما وضحناه، أما الفتور قد يحدث بسبب عدم وجود علاقات قوية بين الأقارب
ولكن لا يكون بسبب ضغينة بين الأقارب وبعضهم البعض.

 

متى تسقط صِلة الرَحم 

 

وتجدر الإشارة إلى أن صلة الرحم هي أمر واجب شرعًا يجب على الإنسان القيام به.

كما أن قطع صلة الرحم هو أمر حرام شرعًا لا يجب على المسلم القيام به.

ولا يوجد مبرر لقطع صلة الرحم أبدًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ» رواه الترمذي.

ولكن توجد درجات لصلة الرحم، فإذا كان للإنسان علاقات تؤثر عليه بالسلب أو تؤذيه، من الممكن أن يكتفي بإرسال رسائل التهنئة والمعايدات للأهل والأقارب والسلام عليهم فقط.

كما تجدر الإِشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان قد قال: “لا يدخل الجنة قاطع رحم”،
ويذكر  أن في معنى الحديث أن قاطع الرحم من غير استحلال للقطيعة لا يدخل الجنة مع أول الداخلين.

كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {فهل عسيتم إن توليتم أن تُفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم}.