الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوم .. الدكتور مهنا يستأنف مجلسه العلمي لشرح كتاب إحياء علوم الدين

الدكتور  محمد مهنا
الدكتور محمد مهنا

يستأنف اليوم الأربعاء فضيلة  الدكتور  محمد مهنا  أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي مجلسه العلمي لشرح كتاب  إحياء علوم الدين للإمام حجة الإسلام الغزالي، ضمن الأنشطة العلمية التي ينظمها البيت المحمدي لتوضيح مناهج التصوف والتعريف بشيوخه بعيدا عن التجاوز والمغالاة 
 

وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف استعرض حكاية كتاب «إحياء علوم الدين» لحجة الإسلام الإمام أبي حامد الغزالي -رحمه الله- (450 هـ  /1058م - 505 هـ / 1111م).

وقال « مركز الأزهر» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» إن «الإحياء» هو أحد أعرق كتب المكتبة الإسلامية على اتساعها وثرائها، وسَرْدُ حكايتِه في هذه النَّشرة اليسيرة أمر شاقّ يضعنا أمام تَحَدٍّ كبير، وإن كنا لن نفي بكل ما يخصُّ الكتاب وكاتبه؛ فهذا لن يمنعنا من محاولة جادّة للوقوف مع محطات حكايته، والاستفادة من دروسها.. ويكفينا شرف المحاولة.

المؤلف في سطور:

وأضاف الأزهر العالمي للفتوى أن الإمام الغزالي هو الإمام الفذُّ، المُجَدِّدُ، المُتَكَلِّمُ، حُجَّةُ الإسلام، زين الدين، أبو حامد، محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزَالي -بالتَّخفيف- نسبة إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالَ لَهَا: غَزَالَةُ، مُجدِّد عصره، وإمام زمانه، وأحد أشهر علماء المسلمين.

وأشار إلى أنه  ولد في طوس إحدى مدن «إيران» الأثرية، وعاش بها في صدر حياته، وبدأ فيها طلب العلم.

وتابع: كان والده يغزل الصّوف ويبيعه في دكانه بطوس، فلما احتضر أوصى به وبأخيه أحمد إلى صديق له صُوفيّ صالح، وترك لهما شيئًا من المال، فظلَّ الرجل يُعَلِّمُهما حتى فَنِيَ ما خَلَّفَه لهما أبوهما، وتَعَذَّرَ عليهما القُوتُ، فدَفَعَهُما إلى المدرسة كأنهما طالبا علم؛ لتحصيل القوت لا لتحصيل العلم، طلبًا لما كانت تفرضه المدارس لطلابها من الرعاية والقوت آنذاك.

وواصل: ظلَّ أبو حامد الغزالي يطلب العلم بطوس على يد كبار علمائها؛ حتى فاق أقرانه، ثمَّ ارتحل منها إلى جُرجان، ثم إلى نيسابور؛ ليلازم إمام الحرمين أبا المعالي الجويني -رحمه الله-، ولينهل من علومه، ثم رحل إلى بغداد، وتولى بها التَّدريس في مدرستها النِّظَامية في عهد الدولة العباسية بطلب من الوزير السلجوقي (نِظَام المُلْك)، وكان في تلك الفترة قد اشتُهر شهرةً واسعةً، وذاع صِيتُه في الآفاق؛ حتى صار مَقْصدًا لطلاب العلم من جميع البلدان؛ لما رُزِقَه -رحمه الله- من حظٍّ وافرٍ في حُسْن التَّصانيف وجودتها، مع تبحُّر في غيرِ ما نَوْعٍ منها بدرايةٍ، وإتقانٍ، وتَمَكُّنٍ بالغٍ مِن دقائق ما يُتفنَّن فيه، مع ما خَصَّه الله به من الكرامة، وحُسن السّيرة، والاستقامة، والزّهد، والعزوف عن الدّنيا، والإقبال على الآخرة، والانكباب على التَّصانيف البديعة الغزيرة في شتى الفنون، حتى قيل: إن تصانيفه لو وُزِّعت على أيام عُمُره لأصاب كلَّ يومٍ كتابٌ!

وأردف: عاش الإمام الغزالي حياته مؤدِّيًا حقَّ دينِه ودعوته، ومُدافعًا عن هُوية أمَّته، وتاركًا تراثًا علميًّا ومعرفيًّا ضخمًا، وتلاميذ ومُرِيدين، وقد تميزت كتاباته بحُسْن العرض، ودقَّة العِبارة، وبراعة الاستدلال، وقوة الحُجَّة، وصِدق الحِسّ.

وأكمل: قد انعزل الإمام مدةً عن الخلائق ثم عاد إلى التَّدريس، وظلَّ على سِيرته من العلم، والزُّهد في الدُّنيا؛ حتى وافاه الأجل رحمه الله ورضي عنه.

وونوه أنه للإمام سيرة ثريَّة مضيئة سَجَّل جُلَّ أحداثها في كتابه: «المُنقِذ من الضلال»، وروى أبو الفرج بن الجوزي في وفاته عن أبي الفتوح أحمد الغزالي -أخي الإمام أبي حامد الغزالي- قال: «لَمَّا كَانَ يَوْمُ الاثْنَيْنِ وَقْتَ الصُّبْحِ تَوَضَّأَ أَخِي أَبُو حَامِدٍ، وَصَلَّى، وَقَالَ: "عَلَيَّ بِالْكَفَنِ"، فَأَخَذَهُ وَقَبَّلَهُ وَتَرَكَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: "سَمْعًا وَطَاعَةً للدُّخُول عَلَى الْمَلِكِ" ثُمَّ مَدَّ رِجْلَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَمَاتَ قَبْلَ الإِسْفَارِ» [الثَّبات عند الممات (1/178)].