الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفكار الخلود .. لماذا اهتمت أوروبا بآراء ابن رشد على حساب أرسطو| نوستالجيا

الفيلسوف ابن رشد
الفيلسوف ابن رشد

أهمل البعض كتابات وآراء ابن رشد، فيما اهتمت به البلاد الأوروبية وباحثيها، فالفهم الحقيقي لابن رشد لا يبدأ إلا بالرجوع إلى كتب “ابن رشد” وعدم القراءة يؤدي إلى أحكام خاطئة عن الفيلسوف العملاق، وتدخل في مجال التزوير الفكري والثقافي.

 

وكان قد أوضح ملاحظته لإهمال العرب لأعمال ابن رشد، بينما اهتم به الغربيون، وجاء اهتمام دكتور عاطف العراقي، بمسيرة العالم الراحل ابن رشد على مدار أربعين عاما من حياته، وعبر عن علاقته بآراء وكتابات آخر الفلاسفة العرب في كتابه «الفيلسوف ابن رشد ومستقبل الثقافة العربية».

 

يقول في كتابه: "لا أتردد في أن أكرر هذا القول اليوم، لقد انتشر بيننا عدد من أشباه الباحثين، الذين تحسبهم أساتذة، وعدد ممن يتحدثون عن فلسفة ابن رشد دون معرفة أو فهم أي شئ منها".

 

وأشار إلى أن واحدا من الأخطاء التي يرتكبها الكثير، هو إهمال تراث ابن رشد أعظم وآخر فلاسفة العرب، وعلى حد وصف العراقي، فإن أفكار ابن رشد كُتب لها الدوام والخلود فهي افكار تنويرية للأمة العربية من المشرق إلى المغرب.

 

ولفت إلى قضية هامة وهي اهتمام الغرب خاصة بلاد أوروبا بأعمال كتابات ابن رشد وتفوق اهتمامهم بها على حساب الفيلسوف ارسطو، ويقول: "تقدمت عن طريق أفكاره البلاد الأوروبية، وأهمله ابناء أمتنا على حساب آراء مضادة للفلسفة".


التأويل العقلي

يعد فكر ابن رشد معبرا عن الحس النقدي، الذي يعد من خصائص الفلسفة، وكان ابن رشد عالما وطبيبا بالضافة إلى كونه فيلسوفا، ورأى أن الواجب يقتضيه الكشف عن أخطاء الذين قالوا بعدم وجود علاقات ضرورية بين الأسباب والمسببات، واتجه بقوة إلى نقد الأدلة الخطابية.


وعلى حد وصفه في الكتاب، فإن ابن رشد من خلال اهتمامته العلمية والطب، والعلم يعد معبرا عن القوة سواء الشعوب أو التقدم أو الجهل، ويعد معبرا ع التخلف والظلام والصعود إلى الهاوية.


وطالب في كتابه بضرورة الاستفادة من دعوة ابن رشد، ويقول: "دعانا ابن رشد إلى اللجوء إلى التأويل العقلي، وقال إن كل ظاهر من النص إنما يقبل التأويل على قانون التأويل العربي".

 

وفي منهج ابن رشد، درس مشكلة المعرفة على أساس العقل، وبيّن أن التمييز بين الخير والشر يقوم على العقل فقط، ودرس ابن رشد مشكلة حرية الإرادة على أساس برهاني، ولم يؤسس ابن رشد رأيه على أساس خطابي إنشائي".


سخر العديد من كتابات ابن رشد قضايا وهمية زائفة كقضية الغزو الثقافي، والهجوم على الحضارة الأوروبية، ولكن كما أوضح العرابي في كتابه النقدي فإنه لولا أعماله الفلسفية لما تمت الاستفادة من دعوة ابن رشد النقدية العلمية الفلسفية، من خلال آلاف الصفحات من آراءه.