الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصطفى الفقي: أردت دائمًا أن أكون صادقًا مع ضميري

صدى البلد

أقيم حفل توقيع ومناقشة كتاب "الرواية رحلة الزمان والمكان"، من تأليف الكاتب الدكتور مصطفى الفقي وذلك بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية.


 وقدم الندوة الكتاب الدكتور أيمن فؤاد السيد رئيس الجمعية التاريخية، وناقش الكتاب الدكتورة هويدا مصطفي عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور جمال شقرة مقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة.

 

وقال الدكتور "مصطفى الفقي" سلكت في المذكرات اتجاه جديد ومختلف عن تمجيد الذات حتى أكون صادقا أمام ضميري، وآثرت أن أكون صادقا لا أنحاز ولا أتحدث بادعاء كاذب، واعتمدت على طريقة أعطى القارئ نبذات صغيرة عن الموضوعات ولا أفرض رأيا على القارئ.

وأضاف الفقي: لم يختلف أحد مع ما جاء في الكتاب أو ما جاء في برنامج الفرص الضائعة، وأنا من الذين أنصفوا مبارك بشكل لم ينصفه أحد، وقلت بوضوح إنه كان حاكما وطنيا حتى النخاع، وقاد سلاح الطيران ونجح في مهمته، وقد رأينا الكثير من الأكاذيب والبعض حذف صورة سعد الدين الشاذلي من غرفة قيادة الحرب وكذلك حدث مع مبارك".

وأكمل الفقي حديثه وقال: "قابلت زكريا محي الدين في مطار فيينا ولم يكن أجرى مقابلة صحفية واحدة في حياته، فوجدتها فرصة ذهبية سألته عن الفترة الناصرية، فقال سرا وطلب نشره بعد وفاته، وتحدث عن واقعة حدثت قبل الثورة بأيام عندما وضع خطة لاقتحام القصر فقال عبدالناصر بعد مغادرته "هو فاكر نفسه قائد الثورة والا إيه؟"، ولذلك أخذت جانبا ورفضت تولي أي منصب بعد الثورة".

أنا بخصوص "المكان"، فالفقي يقدم ما هو أكثر من كتاب سيرة، إذ يغور في تقاطع رحلته الشخصية مع تاريخ مصر المعاصر، ليزيح الستار عن عديد الكواليس الهامة وليعيد فتح عدد هائل من الملفات الحساسة التي كان شاهدًا عليها تارة وشريكًا في صنعها مرات.

يقرر "مصطفى الفقي" مبكرًا أن يقدم كل ما عاش دون أقنعة، مستعينًا بتصدير مبكر لفرانز كافكا: "خجلتُ من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية، وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي".

عشرون فصلًا، تشمل مقدمة وخاتمة بالخلاصات والدروس المستفادة، يسرد فيها الفقي مسيرته بحسٍ روائي ممتع، يجعل من مفردة "الرواية"، التي اختارها عنوانًا لحياته، مفردةً في مكانها، يسرد الفقي ما يتجاوز الخمسة وسبعين سنة من حياته وحياة مصر دون أن يغفل أي تفصيلة مهمة أو يغض الطرف عن لحظة شائكة أو يشيح بوجهه عن واقعةٍ إشكالية، ما يجعلنا أمام سيرة ليست فقط شفافة، لكن شجاعة إن جاز التعبير. يكتب الفقي بصدق البوح، وببراءة الاعتراف، ليقدم وثيقة تاريخية حقيقية مدعومةً بصور نادرة تمثل "ألبوم" حياته من السنوات المبكرة إلى اليوم.


ومن بين ما تضمنته المذكرات ما يكشفه "الفقي"عن سر غضب الرئيس الأسبق حسني مبارك منه٬ وذلك لأنه تأخر عن موعد معه بسبب الازدحام المروري. يقول الفقي:"تأخرت ذات مرة عن موعدي مع الرئيس الراحل "مبارك"٬ كان ذلك في الأسبوع السابق علي عيد العمال٬ في مطلع تسعينيات القرن الماضي٬ إذ كانت خطبة الرئيس في تلك المناسبة تحتاج إلي عملية تجميع لأوراق ووثائق٬ فضلا عن الأرقام والإحصائيات٬ لأن خطاب عيد العمال بالذات كان له طابع اقتصادي أكثر منه سياسيا٬ بدأت أجمع المادة التي سوف يستقي منها الخطاب بصفحاته الكثيرة٬ فقال لي الرئيس "مبارك" إنه يرغب في أن أحضر إليه هذه الأوراق مرتبة يوم السبت.

وتابع:"كان ذلك في مساء يوم الخميس السابق عليه، فعكفت على الأمر وانتهيت منه، وكان الرئيس مقيما في استراحة الفرسان، التابعة لهيئة قناة السويس بالإسماعيلية، ولا أدري ماذا جرى في ذلك اليوم، فلقد كان المرور صعبا والطريق مزدحما، وكان موعدي مع الرئيس في الثامنة والنصف صباحا، ووصلت إلى استراحة الرئيس في التاسعة والربع".