اغتيال أم مرض وراثي.. لغز وفاة توت عنخ آمون في سن صغير

أحد فراعنة الأسرة الثامنة عشر، في تاريخ مصر القديم، الملك توت عنخ أمون الذي يعد أشهر ملوك الفراعنة، لأسباب لا تتعلق بالإنجازات التي حققها، أو حروب وانتصارات، بل ترجع شهرته لاكتشاف مقبرته كاملة وكنزوه دون أي حالة من حالات التلف.

دار حول وفاة الملك توت عنخ أمون، لغز محير، فتوفى وهو لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره، ووُجد كسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج أرملته من وزيره الذي نصب نفسه فرعونًا، وغير ذلك من أمور جعلته الأشهر حتى الأن بين ملوك الفراعنة.

في ذكرى رحيله.. كيف أنقذ ألفريد لوكاس مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون؟ | نوستالجيا

تفاصيل صادمة عن نفي الملك توت عنخ آمون من مقبرته

حدوته الملك توت عنخ أمون

كان الملك توت عنخ أمون أبن التاسعة من عمره عندما أصبح فرعون مصر، وكانوا يطلقون عليه «الصورة الحية للإله آمون» كبير الآلهة المصرية القديمة، فعاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة، حيث جاء خلفًا لـ أخناتون، الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأوحد، لكن في عهده تمت العودة مرة أخرة إلى عبادة الآلهة المتعددة.

بدأت ثورة ضد حركة الفرعون أخناتون الذي نقل العاصمة من طيبة إلى أخت أتون بالمنيا، ومحاولاته توحيد آلهة مصر القديمة المتعددة، لكن في السنة الثالثة لحكم توت عنخ أمون للدولة المصرية القديمة، أعاد عبادة الآلهة المتعددة، بمشورة من وزيره.

وفاة الملك توت عنخ أمون، عبارة عن لغز محير للعلماء، الذين يعقدون أن وفاته لم تكن لأسباب مرضية، إنما بسبب عملية اغتيال قام بها الوزير الخاص به، ذلك وفقًا للأدلة التي وجدوها، حيث تم اكتشاف زواج الوزير من أرملة توت عنخ آمون.

يعتقد العلماء أن وزير الملك توت نخ أمون قد دبر مؤامرة لاغتياله، للاستيلاء على عرش مصر، ولكن تستمر حالة الجدل بين العلماء، ما بين كون وفاته مدبرة، او بسبب مرض الملاريا الذي انتشر ف تلك الآونة، خاصة مع عدم وجود دليل قوى ملموس على نظرية المؤامرة التي قادها وزيره ضده.

تحليل أسباب الوفاة

8 مارس 2005، أقام عالم الأثار زاهي حواس، تثوير حاسوبي تسريحي ثلاثي الأبعاد لجثة الملك توت عنخ أمون، محاولة منه لكشف لغز مقتله، حيث أوضحت النتائج أنه لا توجد أي أدلة على أن توت عنخ أمون قد تعرض لعملية اغتيال، حيث أن الفتحة الموجودة في الجمجمة، لا تعود لتلقيه ضربة على الرأس إنما تم إحداثها لغرض التحنيط.

وعلل زاهي حواس، وجود كسر في عظم الفخذ الأيسر، الذي تم ربطة سابقا بعملية الاغتيال، بأنه كسر تعرض له توت عنخ أمون، تسبب الالتهاب الناتج عنه لفي وفاته، فيما أظهر نتائج التحاليل الحديثة التي أجريت لسقف التجويف الفمي للفرعون، أنه لم يكن مكتملا وكان طول قامة توت عنخ أمون 170 سم، والطول العرضي لجمجمته أكبر من الطول الطبيعي، مما أوجد اقتراح بأنه كان مصاب بمتلازمة مارفان، سببت له وفاه مبكرة.

كان التقرير النهائي لعلماء الأثار المصريين، أن سبب الوفاة يرجع إلى تسمم الدم نتيجة كسر في عظم الفخذ، الذي تعرض له توت عنخ أمون قبل وفاته، حيث تعرض لـ الغرغرينا، فيما تم نشر دراسة عام 2010م، أوضحت أن سبب وفاته هو اصابته بمرض الملاريا ومضاعفات كسر في الساق، ووجود بعض الأمراض الوراثية ناتجة عن خلل جيني متوارث في العائلة.

اكتشاف تابوت توت عنخ آمون

يُصادف اليوم ذكرى اكتشاف تابوت توت عنخ آمون بعد مرور عامين من اكتشاف مقبرته، ففي مثل هذا اليوم 3 يناير عام 1924م، اكتشف العالم البريطاني في علم المصريات «هوارد كارتر»، تابوت الفرعون توت عنخ آمون، أحد ملوك الأسرة الـ 18، حيث لاحظ وجود صندوقًا خشبيًا مزخرفًا بنقوش مطعمة بالذهب وسط غرفة دفن الملك.

ترجع أهمية مقبرة توت عنخ آمون، وتابوته، كونه استمر لقرون طويلة من الزمن، محتفظًا برونه وألوانه، وبقاء محتوياته في حالة جيدة، فضلاً عن مفاجأة وجود مومياء الفرعون كاملة بجانب محتويات المقبرة من أقنعة وخواتم وقلائد والتاج والعصى.

تفاصيل تابوت الفرعون توت عنخ آمون

تابوت الملك توت عنخ آمون لذي تم اكتشافه كان عبارة عن صندوق خشبي مزخرفًا بنقوش مطعمه بالذهب وسط غرفة دفن الملك، وعندما ترفع الصندوق الخشبي يوجد صندوقين آخرين إلى جانب الصندوق الرئيسي الذي يحسد هيئة توت نخ آمون.

كان الصندوق الأول المزخرف بنقوش، داخلة أكثر من صندوق، كانا مطعمين بالذهب، ونظرًا لكون التوابيت الرئيسية كانت محكمة الغلق، أضطر عالم الأثار هوارد كارتر إلى قطع التوابيت الذهبية الثلاثة للكشف عن المومياء، والمقتنيات التي وضعت إلى جوارها بعد الوفاه.