حكم هدم المقبرة للتجديد ، عن هذه المسألة يكثر الاستفسار من المسلمين عن حكمها الشرعي وهل هي جائزة أم لا ؟ لأن هناك الكثير من الفتاوى المضللة التي تشتت أذهان الناس، وهنا نبرز الرأي الشرعي الصحيح من دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، عن حكم هدم المقبرة للتجديد.
حكم هدم المقبرة للتجديد
عن حكم هدم المقبرة للتجديد ، ورد سؤال لدار الإفتاء من سائل يقول " هل يجوز هدم المقابر ونقلها في مكان خارج القرية ويصبح مكانها مساكن.
أجابت أمانة الفتاوى الإلكترونية بدار الإفتاء، أنه لا يجوز هدم هذه المقابر ونقلها إلا إذا تأكد أن أجساد المقبورين فيها قد اندرست وبَلِيَت عظامُهم واستحالت ترابًا.
واشترطت أن يكون للناقل حق التصرف في الأرض، وألَّا يكون في ذلك مخالفة قانونية، ويستثنى من ذلك مقابر العلماء والأولياء والصالحين؛ فلا يجوز التعرض لها.

الإجراءت الشرعية لهدم المقابر من أجل التجديد
عن الإجراءت الشرعية لهدم المقابر من أجل التجديد ، ورد سؤال للشيخ محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، من سائل يقول" هل يجوز هدم مقبرة قديمة لإعادة بنائها".
أجاب أمين الفتوى خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار ، أنه لا مانع من إعادة بناء المقبرة، لكن لو هناك رفات أو عظام نعيد تكفينها مرة أخرى بما لا يهين آدمية الإنسان.
وأضاف أمين الفتوى، أنه يجب أن نعزل عظام كل إنسان عن الآخر، وعدم خلط عظام فلان مع فلان، كما يجب فصل رفات النساء والرجال.
حالات يسمح فيها بهدم المقابر
وقال الدكتور مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، إنه لا يجوز نقل وهدم المقابر إلا إذا تأكد اهلها أن أجساد المقبورين فيها قد تحولت ترابا.
وأضاف عاشور، فى رده على سؤال "يوجد لدنيا مقابر تحفها المساكن من كل جانب، فهل يجوز نقل هذه المقابر إلى مكان أخر ونبنى بدلا منها مساكن؟ أنه يشترط فى الناقل أن يكون له حق التصرف فى الأرض ولا توجد هناك مخالفة قانونية تشوب هذا النقل، ويستثنى من ذلك مقابر العلماء والأولياء الصالحين فلا يجوز التعرض لهم وكل ذلك تحت طائلة القانون.

هل يجوز نقل المقبرة ورفات المتوفي من بلد الي بلد
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: “ما حكم نقل الميت بعد دفنه إلى مدينة أخرى قريبة من أهله لأجل الزيارة؟”.
وأجاب الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: أولا لابد أن نعلم أن الإنسان هو تقريبا المخلوق الوحيد الذى نعامله ميتا كتعاملنا معه وهو حي، وهذا من تكريم الله للإنسان.
واستشهد مستشار المفتى خلال البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها على فيس بوك، بقوله تعالى "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم "كسر عظم الميت ككسرة حيا".
وتابع: إذن من هذه النصوص الشرعية فإذا دفن الميت فى مكان، لا يجوز نقله إلا لضرر واقع على هذا الميت أو على أحد بسبب هذا الدفن.
وذكر “عاشور” حالات يجوز نقل الميت فيها بعد دفنه وهى أن يكون قد دفن فى تربة خطأ ليست ملكا لأحد ولم يأذن أحد بدفنه فيها، أو أن التربة ستهدم أو بها رشح ماء فننقله لئلا يتضرر الميت، أو كانت الأرض مغتصبة فننقل الميت لأننا نريد ألا نجعله فى مكان يتسم بالحرمة، أو أن يكون هناك شبهة جنائية والجهات المختصة أمرت بإخراجه، فينقل فى هذه الحالات كلها بإذن الجهات المختصة.
وأوضح "عاشور" أن مسألة نقل الميت لكي يكون قريباً من أهله فهذا غير جائز شرعاً، فكان عليهم أن يفعلوا ذلك قبل دفنه أما بعد الدفن فلا يجوز، وإلا كلما نقل الأحياء إلى سكن جديد سننقل الميت قريبا منهم.
وأكد أنه بناء على ما سبق لا يجوز نقل هذا الميت لهذا المعنى حتى نحافظ على حرمته، وعلى الأبناء أن ييذلوا مجهودا ويعتبرونه يسكن فى هذا المكان ويذهبون لزيارته في مكانه، والله سبحانه وتعالى يأجرهم.
ضوابط القبر الشرعية
قالت دار الإفتاء، إن أقل شيء في القبر الذي يصلح للدفن شرعًا هو ما كان مواريًا لجسد الميت؛ بحيث لا يعرض جسد الميت فيه للأذى والامتهان، ويمنع من ظهور أيّ رائحةٍ تؤذي الأحياء.
وأوضحت دار الإفتاء أن أكمل شيء فهو اللحد، وهو حفرة بجانب القبر جهة القبلة يوضع فيها الميت وتُجعَل كالبيت المسقف، ويُبنى بالطوب اللبن، فإن كانت الأرض رخوة يُخاف منها انهيار اللحد؛ فيوضع في الشق، وهو حفرةٌ مستطيلةٌ في وسط القبر تُبْنَى جوانبها باللَّبِن أو غيره وتُسقف ويرفع السقف قدر قامةٍ رجلٍ معتدلٍ يقف ويبسط يده مرفوعةً.

حكم تعلية المقابر
وأوضح دار الإفتاء، أنه إذا حصلت الضرورة فيمكن عمل أدوارٍ داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقَبْوٍ مِن طوبٍ أو حجارةٍ لا تَمَسّ جسمه، ثم يوضع على القَبْو الترابُ ويدفن فوقه الميت الجديد، وذلك كله بشرط التعامل بإكرامٍ واحترامٍ مع الموتى أو ما تبقى منهم؛ لأن حُرمة المسلم ميتًا كحُرمته حيًّا.
حكم الدفن في المقابر الحديثة
وذكرت دار الإفتاء، أنه إذا وُجدت الضرورة أو الحاجة التي لا يمكن تحققها إلا بنقل الميت؛ كامتلاء المقابر: جاز نقله شرعًا، بشرط احترامه في نقله؛ فلا يُنقَل على وجهٍ يكون فيه تحقيرٌ له، وبشرط عدم انتهاك حرمته؛ فتُستخدَم كل الوسائل الممكنة التي من شأنها أن تحفظ جسده وتستره، مع اللطف في حمله، ويراعى بعد نقله أن يكون دفنه بالطريقة الشرعية؛ فالمنصوص عليه شرعًا أن الميت يدفن في قبره لحدًا أو شقًا إن كانت الأرض صلبة، أما إن كانت الأرض رخوة -كما هو الحال في مِصر وغيرها مِن البلاد ذات الطبيعة الأرضية الرَّخْوَة- فلا مانع مِن أنْ يَكون الدَّفنُ بطريقةٍ أخرى بشرْط أنْ تُحَقِّق المطلوب المذكور في القبر الشرعي، وهذا هو الذي دَعَى أهلَ مِصر للُّجوء إلى الدَّفن في الفَسَاقي مُنذ قُرون طويلة؛ لأنَّ أرض مِصر رَخْوَةٌ تَكثُر فيها المياه الجَوْفِيَّة ولا تَصلُح فيها طريقةُ الشَّق أو اللَّحْد، ولا حَرَجَ في ذلك شرعًا كما نَصَّ عليه جماعةٌ مِن الأئمة الفقهاء مِن محققي المذاهب الفقهية المتبوعة.
وضع أكثر من ميت في قبر واحد
وقالت دار الإفتاء، إن الأصل إفراد الميت بالدفن في القبر، وفي حال امتلاء القبور يتم الدفن في قبور أخرى، ولا يدفن أكثر من ميت في العين الواحدة، إلا في حال امتلاء القبور أو تعذر الدفن فيها؛ فإن ذلك يصير ضرورة تجيز ما هو خلاف الأصل، ويجوز حينئذ جمعُ أكثرَ مِن ميت مِن صنفٍ واحد ذكورًا أو إناثًا في عين واحدة، مع مراعاة الفصل بينهم بحاجزٍ ما أمكن ولو بشبر من تراب.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا تصح صلاة الجنازة إلا بوضوء، إلا أن يعجز المسلم عن الوضوء فيتيمم، ولا يصح التيمم مع إمكان الماء ولو خاف فوات الصلاة عند جمهور الفقهاء.
واستشهدت الدار فى ردها على سؤال هل يجب الوضوء لصلاة الجنازة؟ بما "قاله الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (5/ 223): [ذَكَرْنَا أَنَّ مَذْهَبَنَا أَنَّ صَلَاةَ الْجِنَازَةِ لَا تَصِحُّ إلَّا بِطَهَارَةٍ، وَمَعْنَاهُ إنْ تَمَكَّنَ مِنْ الْوُضُوءِ لَمْ تَصِحَّ إلَّا بِهِ، وَإِنْ عَجَزَ تَيَمَّمَ، وَلَا يَصِحُّ التَّيَمُّمُ مَعَ إمْكَانِ الْمَاءِ وَإِنْ خَافَ فَوْتَ الْوَقْتِ، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ وَأَحْمَدُ وَأَبُو ثَوْرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يَجُوزُ التَّيَمُّمُ لَهَا مَعَ وُجُودِ الْمَاءِ إذَا خَافَ فَوْتَهَا إن اشْتَغَلَ بِالْوُضُوءِ] اهـ.
حكم وضع صورة الميت على المقبرة
وأكد الدكتور سعيد عامر، مساعد الأمين العام لمجمع الشئون الإسلامية لشئون الدعوة والإعلام الديني بجمع البحوث الإسلامية، أنه لا يجوز ولا يصح وضع صورة الميت على المقبرة أو على باب المقابر.
وقال «عامر»، خلال رده على سؤال “ ما حكم وضع صورة الميت على المقبرة؟”، عبر البث المباشر لبرنامج «فتاوى الأزهر» عبر الصفحة الرسمية للأزهر الشريف على موقع “فيس بوك”، إن وضع صورة الميت على المقبرة قد يؤدي بالزائر إلى عمل أفعال أو قول أشياء لا تصح وتؤذي الميت، لذا لا ينبغي وضع صور في المقابر إذا كان هناك دعاء فوق المقبرة ليس به مشاكل ولكن دون ذلك لا يجوز.
حكم نبش القبور
قال الدكتور مجدى عاشور،المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، إنه لا يجوز هدم المقابر ونقلها إلا إذا أصبحت أجساد المقبورين فيها ترابًا، وأن لا يكون فى ذلك مخالفة قانونية ويستثني من ذلك مقابر العلماء والأولياء الصالحين فلا يجوز التعرض لها وكل ذلك تحت طائلة القانون المنظم لهذا الأمر.
وأضاف "عاشور" خلال "دقيقة فقهية" فى إجابته على سؤال مضمونة:- يوجد لدينا فى قريتنا المقابر تحفها المساجد من كل إتجاه فهل يجوز هدم هذه المقابر ونقلها فى مكانًا خارج القرية ويصبح مكان هذه المقابر المساكن ؟"، أنه لا يجوز هدم المقابر ونقلها إلا إذا تأكد الناقل أن أجساد المقبورين فيها قد اندثرت وبليت عظامهم وتحولت ترابًا، وذلك بشرط أن يكون الناقل له حق التصرف فى هذه الأرض.
حكم الجلوس على المقابر
وقال الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن زيارة القبور سُنَّةٌ في أصلها، مُستحبةٌ للرجال باتفاق جميع العلماء.
أضاف فخر، فى إجابته على سؤال « ما حكم زيارة النساء للمقابر لأن هناك سيدة قالت لأمى لا تجلسي على المقابر؟»، أن زيارة النساء للقبور حلال ولكن إذا التزمن بالآداب الشرعية، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أَلا إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاثٍ ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ فَزُورُوهَا ولا تَقُولُوا هُجْرا... الحديث»؛ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ».
وأشار الى أنه لا حرج من زيارة النساء للمقابر ولكن بشرط أن نتأدب بآداب الإسلام فلا صراخ ولا عويل ولا بكاء بصوت وعندما نذهب لزيارة المقابر فعلينا أن نتجنب الجلوس على المقابر فنجلس بجوارها ولكن لا نقعد عليها لأن هذا به إهانة للميت فنحن فى عقيدتنا أن الميت يتأذى مما يتأذى منه الحى.
وتابع قائلًا "انه يجب عندما نجلس بجوار المقبرة نجلس ونحن مستحضرين لأمر هام وهو اننا ذهبنا للعظة والاعتبار وننظر دائمًا الى القبر ونتذكر أننا فى يوم من الأيام سنكون فى هذا القبر فنفعل ما يحب ان يفعله من بعدنا معنا عندما نكون فى هذا القبر فنخلص فى الدعاء ونكثر من قراءة القرآن".