الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روايات وصراعات| معاناة سعاد حسني التي انتهت بـ لغز.. وما سر خلافها مع العندليب؟

سعاد حسني وعبد الحليم
سعاد حسني وعبد الحليم حافظ

يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة سعاد حسني، التي فُتن بها وبجمالها وشقاوتها الجميع، سندريلا الشاشة المصرية التي شهدت حياتها الكثير من الغموض منذ بدايتها حتى لغز وفاتها الذي لم يتم حله حتى الآن رغم مرور 20 عام على مقتلها.

لم تخلو حياة السندريلا من التساؤلات، بداية من شقاءها وصعوبة الحياة في منزل والدها، ومعاناتها خلال زواجها، وشائعات زواجها من الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، وزواجها 5 مرات؟.

معاناة سعاد حسني مع والدها

عانت السندريلا منذ صغرها، حيث نشأت في أسرة فقيرة، رفض والدها تعليمها، فلم تنل حظًا في التعليم، بالإضافة إلى أصابتها في العمود الفقري بعد سقوطها من أعلى السلم، الإصابة التي ظلت تعاني منها طيلة حياتها.

كان والد السندريلا سوري الأصل يُدعى محمد حسني بابا، وكان خطاطًا شهيرًا، لًقب بـ «حسني الخطاط»، وكان لـ سعاد حسني 16 أخًا وأختًا، تنوعت مواهبهم ما بين الغناء والتلحين والرسم والنحت والتمثيل، وكان من بينهم الفنانة نجاة الصغيرة، والملحن عز الدين.

مشوارها الفني 

تأثرة السندريلا، بأجواء الفن التي كانت منتشرة في أسرتها، وأنطلقت لعالم الفن، وتربعت على عرش النجومية بسرعة فائقة، وقدمت أول أعمالها في الثالثة من عمرها في الإذاعة المصرية من خلال برنامج بابا شارو، وغنت خلاله أغنية «أنا سعاد أخت القمر».

قدمت سعاد حسني العديد من الأعمال الفنية المتميزة، من خلال تقديمها للأدوار المتنوعة ما بين الفتاة الشقية والمرحة والطموحة، والتي تسعى وراء الشهرة والاضواء، والضعيفة، بالاضافة لتقديم عدد من الاعمال الفنية التي تطرح قضايا اجتماعية وسياسية، إلى جانب عدد من الاعمال التليفزيونية.

سعاد حسني

معاناتها بسبب المرض

تركت السندريلا عالم الفن في هدوء، لتدخل عالم أخر مليء بالألم، حيث اشتد عليها الألك في العمود الفقري، إثر أصابتها في الصغر، واخبرها الأطباء باحتمالية إصابتها بالشلل التام، وقال بعض الأطباء أنها تعاني من شرخ في العمود الفقري، وأكد أخرون أن الحالة عبارة عن تآكل في فقرتين، وأجرت عملية جراحية في فرنسا، حيث تم وضع شريحة معدنية ومسامير من البلاتين، لكنها لم تلقى النجاح المتوقع، وأضطرها للسفر إلى لندن لاستكمال علاجاها.

أثناء رحلة العلاج اكتشفت سعاد حسني إصابتها بالتهاب عصبي أدى إلى تغيير ملامح وجهها وصعوبة في تحريك أحد ذراعيها، ما أصابها بحالة من الاكتئاب الشديد، حيث لك ينجح آخر فلمين لها، وفقدانها لـ صلاح جاهين، الذي كان يمثل لها الأب الروحي.

تدهورت الحالة الصحية لـ سعاد حسني بسبب تناولها الكثير من المهدئات النفسية، تسببت في شلل عضلات الوجه، وبدأ وزنها في الزيادة، تسبب في إصابتها بهشاشة العظام، وظهور مشاكل في اسنانها.

معاناة السندريلا مع الشائعات

على الرغم من ابتعادها عن الوسط الفني، وانشغالها برحلتها مع المرض، لم تسلم الفنانة الراحلة سعاد حسني، من الشائعات، فباتوا يقولون أنها تتسول في شوارع لندن، وتحاول استجداء عطف المواطنين العرب هناك، بينما يؤكد البعض رفضها للمساعدات التي قُدمت لها من أثرياء العرب.

حاول البعض وقف المنحة المقدمة من الدولة لعلاجها، مبررين أنها ليست مريضة وان ما تقوم بع ليس سوى عمليات تجميل وتخسيس، وأن ذلك من الرفاهية بما يرهق ميزانية الدولة، ونجح عملهم وبالفعل قررت الحكومة المصرية إلغاء قرار العلاج، بحجة أنه يمكن علاجها داخل مصر.

طالت السندريلا شائعات تعاطيها المخدرات، والكحوليات، وجميع أنواع الموبقات.

سعاد حسني

قصة السندريلا والعندليب

يرتبط باسم السندريلا سعاد حسني، دائمًا قصتها مع العندليب عبد الحليم حافظ، وزواجها الذي ظل كثيرًا ما بين الإثبات والانكار، إلى أن الاعلامي مفيد فوزي كشف على شاشة التليفزيون حقيقة الأمر، وتخدث عن الكثير من الامر حول حياتهما معًا.

أوضح مفيد فوزي أن مرض عبد الحليم حافظ منعه من ممارسه حقوقه الزوجية مع سعاد حسني، بينما كان يحبها ويغار عليها بسدة، ما دفعه لمراقبتها، بينما استاءت السندريلا من مراقبته لها، ومطالته إياها بالتوقف عن الغناء والاكتفاء بالتمثيل.

زيجات سعاد حسني

مع حسم زواجها من "عبد الحليم"، لم تكن هذه هي الزيجة الوحيدة التي ارتبطت بها "سندريلا" الشاشة العربية، ففي كتاب يحمل عنوان "سعاد حسني بعيدًا عن الوطن.. ذكريات وحكايات!"، ومؤلفه "د. عصام عبد الصمد"، الذي ارتبط بعلاقة صداقة وطيدة معها، يكشف عن حديث دار بينهما حول زواجها، فأخبرته بأنها تزوجت خمس مرات بكل من "المصور صلاح كريم"، و"عبد الحليم حافظ"، و"علي بدرخان"، و"زكي عبد الوهاب"، وأخيرًا زوجها الحالي "ماهر عواد"! وحينها سألها متعجبًا عن سبب إخفاء زواجها من "عبد الحليم حافظ"، فبررت هذا الموقف، بأنها حينما تزوجت من "عبد الحليم" عرفيًّا طلب منها إخفاء هذه الزيجة خوفًا على معجباته! ولأن هذا الطلب أثار غضبها وضيقها فردت هي الأخرى بأنها تفضل ذلك خشية على معجبيها! وعند استفساره عن عدم إعلانها لهذه الزيجة بعد وفاته، ردت بأنها خشيت أن يظن أهله أنها تقول ذلك طمعًا في ميراثه! كما أكد "عز الدين حسني" شقيق الفنانة بأنها كانت متزوجة فعلاً من الفنان الراحل "عبد الحليم حافظ"، وذلك أثناء رحلة بالمغرب وأنها لم تبلغ أهلها بهذا الزواج!

لغز مقتل السندريلا

كانت قد تحسنت الحالة الصحية والنفسية للفنانة الراحلة سعاد حسني،  ورغبتها في العودة إلى مصر مرة أخرى، وعودتها للفن والتمثيل من جديد، إلا ان القدر شاء ان تعود فعلا لكن جثة هامدة، حيث توفيت السندريلا إثر سقوطها من شرفة شقة صديقتها نادية يسري، التي انتقلت إليها قبل رحيلها بأيام، لترتطم بالأرض جثة هامدة.

أثار مقتل السندريلا التساؤل، فهل من المعقول ان تنهي سعاد حسني حياتها بعدما قطعت مشوار كبير من العلاج، أم تم قتلها عمدًا إثر قراراها بكتابة مذكراتها، والتي يخشى الكثيرون نشرها؟!، اقواويل كثيرة تضاربت حول الأمر؟ ما بين القتل العمد والانتحار.

الرواية الأولى لمتقل السندريلا

الوراية الأولى التي أُشيعت عن وفاة سعاد حسني، كانت، انها توفيت إثر اختلال توازنها وسوقطت هاوية من الشرفة، وذلك بسبب العقاقير والأدوية التي كانت تتناولها، لكن هذه الرواية شكك البعض في مصداقيتها حيث كان هناك أسلاك حديدية في الشرفة، هناك من قصها قبل سقوط السندريلا، ما يرجح في هذه الرواية احتمالية الانتحار.

الرواية الثانية

تقول الرواية الثانية، ان الفنانة الراحلة سعاد حسني تعرضت للقتل العمد، خاصة وانها كانت قد قررت العودة للفن، وانقاص وزنها، وتحسن حالتها النفسية، ما ينفي قرار الانتحار.

أدلى أحد الجيران بالمبنى، والذي يقيم بالشقة المجاورة بأنه سمع عراكًا بين "سعاد حسني" وشخص ما، وأنها كانت تستغيث تقريبًا، ولكنه تراجع عن اتصاله بالشرطة حينما قالت له زوجته: إن البيوت أسرار! وأكد أن هذه هي المرة الوحيدة التي سمع فيها "سعاد" تتشاجر، كما أكد أن صديقتها "نادية يسري" قد خرجت قبل الحادث بدقائق قليلة، وهذا يعني وجود شك حولها! خاصة أن الشرطة لم تجد مالاً لدى "سعاد"، بينما أكدت "نادية" أن "سعاد" لم تكن تمتلك شيئًا! على عكس ما أكدته أسرة الراحلة بأنها اعتادت الاحتفاظ بعدة آلاف من الجنيهات الإسترلينية في شقتها!

كما أكد ضابط كبير في الشرطة البريطانية بأن ملف هذه القضية أغلق بطريقة سريعة جدًّا، إلا أنه أكد إمكانية فتح الملف من جديد إذا ما ظهرت ملابسات جديدة بالقضية. معظم الشواهد المتاحة ترجح احتمال مقتل الفنانة "سعاد حسني"، ولكن يبقى السؤال حائرًا: لماذا قتلت؟! ومن هي الجهة المستفيدة من قتلها وإسكاتها للأبد؟!