الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما الحكمة من الابتلاء ولماذا لم يطل الله تعالى في عُمر الطفل ريان رغم الدعاء له؟ .. علماء يجيبون

لماذا لم يطل الله
لماذا لم يطل الله تبارك وتعالى في عُمر الطفل رغم لدعاء له؟

يتساءل كثير من المسلمين عن الحكمة من الابتلاءات؟، وما هو التسليم بالقضاء والقدر؟، وكيف يكون الإنسان صابراً على ما أصابه؟، وكيف يرد الدعاء القدر في وقت لم تنج دعوات ملايين البشر لطفل صغير كان على مقربة من النجاة لكنه خرج بعد جهود بذلت لأجله جثة هامدة.

ومن خلال التقرير التالي نسلط الضوء على ما ذكره العلماء في قضية القضاء والقدر وكيف يبتلى المسلم وكيف يصبر وما جزاء صبره.

 

تعريف القضاء والقدر

يعرف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، القضاء والقدر بقوله، إن القدر هو العلم أما تنفيذه فهو القضاء، موضحًا: «حينما يُقدر الله شيء ما للإنسان فهذا يعد قدرًا، أما تنفيذ ذلك التقدير فهو القضاء».وأجاب الدكتور علي جمعة عن سؤال: «ما الفرق بين القضاء والقدر؟»، قائلا: «كلمة التقدير تعني العلم، أما قُضي يعني تنفيذ الأمر ووقوعه فعلًا على الإنسان»، مستطردًا أن القدر والقضاء وجهان لعملة واحدة، الأول نظري والآخر عملي، الأول علم والآخر معلوم، أي نُفذ هذا العلم في الواقع فصار قضاءً.
وأضاف مفتي الديار المصرية الأسبق: «في حال قرر الإنسان في داخله أن يذهب إلى عمله فهو بذلك قدر أنه سيذهب إلى العمل، حينما يذهب فعليًا إلى جهة عمله فهو بذلك نفذ تقديره أو قدره أي قضاه».

ولفت إلى أنه ينبغي على المسلم أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأنه لا فعل إلا الله، وأن كل ما يجري في الكون، وكل ما جرى، وكل ما سيجري، هو فعل الله سبحانه وتعالى، وأن الله كتب هذا الفعل من الأزل.

 

حكمة الابتلاء 

ويضيف عضو هيئة كبار العلماء: وتوجد حكمة عالية في قضية القضاء والقدر، وهي حكمة الابتلاء والرضا عن الله تعالى وعلى فعله، فالإنسان لا يعلم ماذا كتب عليه غداً؛ ولذلك من حقه أن يتمنى، وأن يسعى إلى تحقيق ما هو مباح ومشروع، فعندما لا تتحقق هذه الأماني والأحلام ويختلف ما رتبه المخلوق مع ما أراه الخالق يظهر الإيمان الحقيقي، فإذا كان ما كتبه الخالق أحب إليه مما رتبه لنفسه فذلك المؤمن الصالح، وإن أبى واعترض وسخط فذلك العاصي الجاهل، وقد يترتب على عدم رضاه وسخطه الخروج من الملة والعياذ بالله.

وأوضح أن الإيمان بالقضاء والقدر هو التعبير الفعلي للإيمان بالله، فإن كنت تؤمن بوجود الله وصفات كماله وجلاله وجماله, فيجب أن تؤمن بأثر هذه الصفات وهي أفعاله تعالى, فالإيمان بأفعال الله أن تؤمن بأنه لا فاعل إلا الله, وأن ترضى بما يصدر في الكون عن الله حتى تكون عبداً ربانياً.

وتابع: ولا تنافي بين اعتقادك أن الفعل لله وحده, وبين كونك مختاراً مريداً، فإن اختيار الإنسان وإرادته محسوس لا ينكره عاقل، ومن أنكره كَذًب بالمحسوس، وكَذًب بنصوص القرآن، التي أثبتت للإنسان قدرة ومشيئة واختياراً، قلا تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}، وقال سبحانه: {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ}، فالصواب أن تثبت لنفسك فعلا واختياراً، وأن تعتقد أن الله هو الفعال وهو صاحب الأمر، ولا يخرج أمر من دائرة قهره سبحانه.


أنواع القدر وهل يرده الدعاء؟

قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، إن للقدر نوعين، أولهما القدر المبرم والآخر هو القدر المُعلق.
وأوضح أحمد ممدوح عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما الفرق بين القدر المبرم والقدر المعلق ؟ أن القدر المبرم هو القدر الذي لا يقبل التغيير، مشيرًا إلى أن من الأمثلة على القدر المعلق: أن أبا لهب سيدخل النار لأن الله أخبرنا بذلك في سورة المسد.
وأضاف وله تعالى: « تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)»المسد.
وألمح إلى أن القدر المعلق بخلاف الأول لأنه يمكن تغييره بأمور منها الدعاء، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء»، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: «لا يرد القضاء إلا الدعاء»، وقال أيضًا: «لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء».
وأشار أمين الفتوى، إلى أن القدر المعلق يسير كما هو مقدر له ويأتي بآثاره؛ مالم يجد ما يدفعه.

 

الفرق بين «الصبر والتسليم والرضا» وأيها الأعلى منزلة

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصبر على أربعة أوجه: صبر على البلاء، وهو منع النفس عن التسخط والهلع والجزع، وصبر على النعم، وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان والتكبر بها.
وأضافت الإفتاء في فتوى لها: «وصبر على الطاعة بالمحافظة والدوام عليها، وصبر على المعاصي بكف النفس عنها»، مشيرة إلى أن فوق الصبر التسليم، وهو ترك الاعتراض والتسخط ظاهرًا، وترك الكراهية باطنًا، وفوق التسليم الرضا بالقضاء، وهو سرور النفس بفعل الله، وهو صادر عن المحبة.

 

لماذا لا يطول عمر الإنسان بالدعاء له بطول العمر؟

وحول لماذا لا يطول عمر الإنسان بالدعاء له بطول العمر؟، قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية إن الدعاء قد يغير القضاء والقدر، أما القضاء المبرم كالموت والأعمار لا يمكن تغييرها، فلا يمكن الدعاء بقول " يارب ما تموت " فموت الشخص محدد له موعد عند الله تعالى.
وأضاف عاشور خلال اجابته على أسئلة المشاهدين في برنامج " فتاوى الناس" ردا على سؤال شخص يسأل " هل الدعاء يمنع القضاء والقدر"؟ ، قائلا: نعم ولكن يجوز ان تدعو لشخص ان يطيل الله في عمره أو يبارك الله في عمره فهذه دعوة جائزة ومعناها أن يجعلك الله تعمل أعمال الخير كلها في وقت قصير أو على مدار مدة عمرك.

 

جزاء الصبر على الابتلاء

يقول الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي، إن هناك درجات عالية في الجنة لا يصل لها أي إنسان إلا الصابر على البلاء.
ويضيف الجندي، خلال برنامج"لعلهم يفقهون" على فضائية " دي أم سي": الإنسان ولو ظل ساجدا طوال حياته سيكون الصابر على البلاء أقوى منه سواء الذي فقد حاسة البصر أو من كان لديه إعاقة أو فقد ابنه أو فقدت زوجته فصبر والتزم بلغ أعلى مراتب الجنة".