الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيسا وشعبا.. كيف قللت أوكرانيا من خطر الغزو الروسي وسط تحذيرات الغرب؟

احتجاجات ضد الغزو
احتجاجات ضد الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا

بينما تنبأ المسئولون الأمريكيون وحذرت الدول الغربية من شن روسيا هجوما مرتقبا على أوكرانيا، قللت كييف من خطر غزو موسكو لأراضيها، وطالب رئيسها فولوديمير زيلينسكي بدليل قاطع على هذا المخطط، بعدما وجد نفسه وسط صراع أشعلته أمريكا وحلفاؤها ولم يتم التأكد منه.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، إن التحذيرات من غزو روسي وشيك لبلاده "تثير الهلع والذعر ولا تساعد"، مطالبًا بدليل قاطع على هجوم مخطط له.

وأضاف زيلينسكي أمام الصحفيين: "كل هذه المعلومات تثير الهلع فحسب ولا تساعدنا"، موضحا أنه "إذا كان لدى أي شخص معلومات إضافية حول احتمال حدوث غزو بنسبة 100% فليزودنا بها".

وأكد أن أوكرانيا تأخذ في الاعتبار معلومات الولايات المتحدة وحلفائها، قائلا: "نحيط علما بكل هذه المعلومات.. نحن ممتنون لكل هذه المعلومات.. لكن يجب علينا تحليل كل هذه المعلومات بوضوح.. حتى الآن، لا توجد حرب واسعة النطاق في أوكرانيا".

وجاءت تصريحات زيلينسكي بعدما دعا مرارا الأوكرانيين إلى التزام الهدوء في مواجهة التوترات المتصاعدة مع روسيا، وقال في وقت سابق: "لا يوجد مزيد من تصعيد التوترات مع روسيا في الوقت الحالي.. لسنا بحاجة للذعر"، معلنًا استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأي صيغة كانت.

سراب مفزع

فيما ذكر تقرير لصحيفة "جارديان" البريطانية، أنه لم يكن أحد باستثناء الصحفيين في أوكرانيا يهتم كثيرًا بأنباء الغزو، وكأنه مجرد أحدث حملة في سلسلة من الرؤى المروعة.

وبرغم ورود أنباء آخر إحاطة قاتمة للبيت الأبيض بشأن أوكرانيا في وقت متأخر من مساء الجمعة، كانت المطاعم والحانات في كييف ممتلئة كما هي في أي ليلة جمعة أخرى، وظل الجو مرحًا إذ يبدو أن مواطنيها أصبحوا يتجاهلون تقارير الغزو الروسي.

وبينما يضع العديد من الأوكرانيين خططًا للطوارئ، بعضها لمحاربة الغزو المحتمل، والبعض الآخر للفرار إلى أماكن أكثر أمانًا، ويناقش آخرون ما سيفعلونه إذا حدث الأسوأ، إلا أن هناك تقليلًا في الأزمة التي فجرتها التقارير الأمريكية بشأن هجوم روسي في أي يوم ضد كييف.

وأمس السبت، احتشد الآلاف من الأوكرانيين وسط كييف في "مسيرة الوحدة"، ملوحين بالأعلام واللافتات الأوكرانية والتي كتب عليها "سنقاوم" و"الغزاة يجب أن يموتوا"، ومع ذلك، كان هذا التجمع الذي بلغ عدة آلاف صغيرًا وفقًا لمعايير مدينة معتادة على الاحتجاجات العملاقة، كما يعكس الشعور بالضجر من التهديد المستمر بشأن الحرب حسبما ما ذكرته "جارديان".

وقالت إيرينا كوبرينكو، التي خرجت في نزهة بالقرب من الاحتجاج، إنها لا تفهم الضجة، مضيفة: "نحن نعلم أن بوتين قادر على القيام بأشياء فظيعة، لكنه بالتأكيد ليس مجنونًا بما يكفي لمحاولة قصف كييف".

من جانبه، انتقد نائب أوكراني سابق طلب عدم الكشف عن اسمه، التقارير الغربية بشأن الغزو المرتقب قائلا: "بدأت أشعر بالضيق الشديد من هذا.. أنا مؤيد جدًا للغرب، لكن الطريقة التي تظهر بها أخبار الغزو هذه تذكرني بـ "شائعات لم يتم التحقق منها على قنوات تليجرام الروسية، حول مصادر غير مسماة ومعلومات خلف الكواليس".

وأضاف: "الهستيريا الإعلامية مزعجة للغاية، وتبدأ من خلالها فقدان الثقة في حكومتك، التي تطلب منا فقط التزام الهدوء".

إجلاء الرعايا

يأتي ذلك، في الوقت التي اتخذت أمريكا وحلفاؤها قرارًا بإجلاء موظفي سفاراتها في كييف ودعوة رعاياها إلى المغادرة فورًا، وسط استمرار توتر الوضع حول أوكرانيا.

وتنفي روسيا أنها تعتزم غزو أوكرانيا، لكنها حشدت أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية وأرسلت قوات للمشاركة في تدريبات في بيلاروسيا المجاورة لتطويق أوكرانيا من ثلاث جهات.

ويقول المسئولون الأمريكيون إن تعزيز القوة النارية لروسيا وصل إلى النقطة التي يمكن أن تغزوها في غضون مهلة قصيرة.

من جانبه، حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، من أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون "بشكل حاسم ويفرضون تكاليف سريعة وباهظة"، في حال غزو روسيا لأوكرانيا، مضيفًا أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى معاناة واسعة النطاق وتعزل موسكو.

وحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، قال البيت الأبيض إن بايدن أبلغ نظيره الروسي أن غزو أوكرانيا سيؤدي إلى "معاناة إنسانية واسعة النطاق" ويقلل من مكانة روسيا، وأن الغرب ملتزم بالدبلوماسية لإنهاء الأزمة ولكنه "مستعد بنفس القدر لسيناريوهات أخرى".

فيما نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، عن مصادر مطلعة لم تسمها، إن بايدن حدد ــ خلال حديثه مع القادة الغربيين الذي استمر ساعة ــ يوم 16 فبراير موعدًا للهجوم الروسي".