الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إشارات متضاربة وشكوك مستمرة.. هل سحبت روسيا قواتها من حدود أوكرانيا أم أعادت توزيعها؟.. الغرب يقابل تحركات موسكو بمزيج من الترحيب والتشاؤم.. واحتمالات الحرب لا تزال حاضرة

الجيش الروسي
الجيش الروسي

ضباب أشد كثافة أصبح يكتنف الموقف على الحدود بين روسيا وجارتها أوكرانيا إثر تحريك الأولى قواتها على حدود الأخيرة فيما تقول إنه انسحاب جزئي، بينما يتشكك الغرب بكونه إعادة توزيع للقوات الروسية لا أكثر.

الحدود هادئة

وأعلنت روسيا الثلاثاء أن جزءا من قواتها المنتشرة قرب الحدود مع أوكرانيا باشرت العودة إلى ثكناتها، فيما اعتبرت أوكرانيا أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين تمكنت من تفادي تصعيد روسي للأزمة.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحافيين "تمكنا نحن وحلفاؤنا من الحؤول دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد. نحن في منتصف فبراير ونرى أن الدبلوماسية لا تزال مستمرة".

ومن ناحيته قال وزير الدفاع الأوكراني الاثنين إنه تحدث إلى نظيره البيلاروسي، وتلقى ضمانات بعدم تهديد كييف انطلاقا من الأراضي البيلاروسية.

علّقت السفيرة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) جوليان سميث، الثلاثاء، على الأنباء التي تحدثت عن سحب روسيا عددا من قواتها في المناطق العسكرية المتاخمة لأوكرانيا، وعودتها إلى قواعدها بعد استكمال تدريبات.

وقالت سميث في إيجاز صحفي عبر الهاتف: "لا نعلم إذا ما كانت روسيا قد اتخذت قرارا بالحد من التصعيد"، مشيرة إلى أن "الأيام المقبلة ستكشف الهدف من التحركات الأخيرة". وأضافت: "نحاول التحقق بشأن تقارير عن سحب قوات روسية من مناطق حدودية، وسنقرر موقفنا بعد ذلك".

روسيا تسحب قوات من القرم

أعلنت روسيا اليوم الأربعاء انتهاء مناورات عسكرية وسحب جزء من قواتها من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014 حيث كان حشد قوات يثير مخاوف من احتمال غزو أوكرانيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية التي أوردت بيانها وكالات الأنباء الروسية "أنهت وحدات إقليم الجنوب العسكري تمارينها التكتكية في قواعد شبه جزيرة القرم وتعود عبر السكك الحديد إلى ثكناتها الأصلية". وعرض التلفزيون العام مشاهد لوحدات عسكرية تعبر جسرا يربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا، بروسيا.

وجاء في بيان وزارة الدفاع أن آليات سلاح المشاة والمدفعية تغادر القرم في قطارات. وأتى الاعلان غداة تأكيد روسيا سحب جزء من قواتها المنتشرة عند حدود اوكرانيا. إلا ان قادة الدول الغربية لا يزالون يتخوفون من احتمال شن هجوم على أوكرانيا وقد حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء من أن هجوما تشنه موسكو "لا يزال ممكنا جدا".

شكوك الغرب مستمرة

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج إن روسيا مستمرة في التصعيد وحشد قواتها على حدود أوكرانيا ولا بادرة خفض تصعيد من جانب موسكو.

وأضاف ستولتنبرج، خلال مؤتمر صحفي، "مستعدون للحوار مع روسيا ومستعدون أيضا لأي احتمالات أخرى ونأمل أن تنخرط روسيا في المسار الدبلوماسي.

وتابع ستولتنبرج "رسائل المسار الدبلوماسي من موسكو تعطينا سببا لتفاؤل حذر نريد أن نتأكد فيما إذا كان هناك انسحاب روسي من الحدود مع أوكرانيا".

وأوضح ستولتنبرج أن "روسيا تقوم دائما بعمليات نشر وإعادة انتشار لقواتها وهذا لا يعني أنها سحبتها، عدد القوات الروسية على حدود أوكرانيا مستمرة في التزايد".

وأكد وزير الدفاع البريطاني، جيمس هيبي، اليوم الأربعاء، أنه لا أدلة على انسحاب روسي من حدود أوكرانيا.

ووفقا لشبكة "سكاي نيوز"، قال وزير القوات المسلحة البريطاني إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن هناك 60٪ من القوات الروسية ما زالت على حدود أوكرانيا.

وأضاف أنه ينبغي الحكم على روسيا من خلال أفعالها عندما يتعلق الأمر بوقف تصعيد التوتر في أوكرانيا.

وتابع هيبي قائلا إنه "من غير المفيد" تحديد مواعيد لغزو روسي محتمل لأوكرانيا، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم تر لندن دليلا على انسحاب روسيا.

هجوم سيبراني خطير ضد أوكرانيا

شهدت شبكات الإنترنت التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية وبنكين أمس الثلاثاء اضطرابا ووجه مركز أمن المعلومات الأوكراني أصابع الاتهام إلى روسيا.

وقال المركز الأوكراني للاتصالات الاستراتيجية وأمن المعلومات، التابع لوزارة الثقافة، في بيان إن خطط الجهة المعتدية "لا تعمل على نطاق واسع". وألقت كييف باللوم على موسكو في أفعال مماثلة في السابق ومنذ بدأت روسيا حشد أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الحدود مما فاقم التوتر بين الشرق والغرب. ويخشى الغرب تخطيط روسيا لمهاجمة أوكرانيا وهو أمر تنفيه موسكو.

يُعرف نوع الاضطراب الذي أعلنت عنه السلطات الأوكرانية باسم حجب الخدمة الموزع، ولم يتضح مداه على الفور. وتقول رسالة على الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الدفاع الأوكرانية إنه قيد الصيانة. وذكرت الوزارة على تويتر أن موقعها تعرض لهجوم إلكتروني على ما يبدو وأنها تعمل على إتاحة الوصول إليه مجددا.

وأكد أوشاد بنك وقوع الهجوم الإلكتروني قائلا إنه أدى إلى إبطاء بعض أنظمته. كما قال مركز الاتصالات الاستراتيجية إن عملاء برايفت بنك واجهوا أيضا مشاكل في المدفوعات وتطبيق مصرفي. وأشارت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى أنهم مستعدون للرد على أي اختراقات رقمية روسية، وإن كانت تفاصيل الرد قليلة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن هناك "مجموعة من الوسائل التي يمكننا الرد بها، سواء بشكل مرئي أو غير مرئي، على هجوم إلكتروني أو أي هجوم آخر".

بايدن يلوح مجددا بسيف العقوبات

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الثلاثاء، أن غزو روسيا المحتمل لأوكرانيا سيتسبب في عدم استقرار سوق الطاقة العالمية.

وقال بايدن في خطاب موجه للشعب الأمريكي بشأن الأزمة في أوكرانيا: "غزو روسيا لأوكرانيا سيؤثر على الأسواق العالمية للطاقة ولذلك ننسق مع المنتجين والمستهلكين للنفط والغاز وسنتيح استخدام كل الأدوات اللازمة حتى يستمر تدفق إمدادات الطاقة إلى أوروبا".

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة حريصة على أن يكون هناك استقرارا في أسعار الطاقة حول العالم.

وتابع بايدن قائلا: "نحن لا نسعى لمواجهة روسيا، لكن دعوني أكون واضحا، إذا تم استهداف أميركيين في أوكرانيا فسنرد بقوة".

وحذر بايدن من اندلاع حرب أخرى في حال أقدمت موسكو على غزو أوكرانيا، مضيفا أن الحرب ستكون كارثية وسيكون لها عواقب وخيمة.

وأشار بايدن إلى أن مشروع “التيار الشمالي 2” لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر ألمانيا، سيتم وقفه، في حال أقدمت موسكو على غزو أوكرانيا.

وتتهم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بالتحضير لغزو عسكري واسع النطاق لأوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو، معتبرة الاتهامات الموجهة لها بالاستعداد لغزو أوكرانيا، استفزازية وذريعة لزيادة الحضور العسكري لحلف الناتو قرب الحدود الروسية.