الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استعمار ثقافي في السودان

تخرج منها محمد نجيب.. لماذا رفض الطيب صالح الدراسة في «جامعة غوردون»؟

الأديب السوداني الطيب
الأديب السوداني الطيب صالح

"عبقري الرواية العربية" تميز الأديب السوداني الطيب صالح بهذا اللقب بعد مسيرته الغنية في مجال الأدب، من الصحافة للأدب والترجمة، الكتابة كانت وسيلته الأبلغ للتعبير في أي صورة كانت، حتى احتل الروائي والمترجم مكانة كبيرة خارج "البلاد التي حرقتها الشمس".

"الطيب محمد صالح أحمد" هو الاسم الحقيقي للأديب والصحفي السوداني (12 يوليو 1929 - 18 فبراير 2009)، الذي ولد في إقليم "مروي" حيث عاش طفولته ومطلع شبابه، حتى انتقل إلى الخرطوم إلى استكمال دراسته، كانت البداية لدراسة الزراعة بكلية غوردون التذكارية.

كلية جوردون

ولإنشاء هذه الكلية قصة طويلة، تم بنائها على اقتراح اللورد "كشنر" وهو ضابط كبير في الجيش البريطاني من أصل أيرلندي، وكان مسؤول استعماري ذو سمعة سيئة بسبب حملاته الاستعمارية.

وتم بنائها وفقا لاقتراحه عند تسلمه الدرجة الفخرية من جامعة أدنبرة عام 1899، وكان الاعتماد الأول لها 100 ألف جنيه استرليني، بهدف أساسي هو تعليم ابناء السودان ولتخليد ذكرى الجنرال "تشارلز جورج جوردون".

رفضت الحكومة في البداية توفير المبلغ المطلوب من الخزانة العامة، بعد أن وجد أغنياء بريطانيا فكرة وأداة أخرى بخلف الجامعة لنقل المعرفة الأوروبية والأجنبية للخرطوم، ورغم أنه تم  بناءها بإشراف المستعمر البريطاني ومناهج ورؤية تتناسب معها إلا أنها كانت سببا في خروج أجيالا يقودون الحركة الوطنية في السودان.

ومنهم الزعيم إسماعيل الأزهري، والزعيم محمد محجوب، وهما توليا مهمة رفع علم السودان المستقل بدلا من العلم البريطاني، والأديب عبدالله الطيب، واللواء محمد نجيب المساهم في جلاء البريطانيين عن وادي النيل.

الحنين إلى الوطن

وبرغم تخرج العديد من الأسماء الهامة من الجامعة نفسها، إلا أن الأديب السوداني الطيب صالح رفض استكمال الدراسة بها، ووظل متنقلا بين العمل الحر للتدريس المؤقت، حتى هاجر من البلاد إلى المملكة المتحدة واستكمل دراسته في جامعة لندن، وهناك غيّر تخصصه ودرس الشئون الدولية السياسية.

بدايته في العمل كانت عبر الصحافة، إذ عمل لسنوات طويلة في القسم العربي، حتى تولى منصب مدير قسم الدراما، وظل مشتتا بين النجاح في الغربة والعودة إلى الوطن والبداية من جديد، حتى اهتدى إلى العودة إلى السودان لنقل خبراته وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ومنها إلى قطر وظل متنقلا طوال حياته من بلد إلى آخر.

جائزة الطيب صالح

السياسة كانت مبدأه في الكتابة، حتى أنه يصنف النقاد كتاباته بطريقة موازية مع طه حسين ونجيب محفوظ، وبعض رواياته تمت ترجمتها إلى أكثر من 30 لغة، حصل من خلالها على لقب "عبقري الأدب العربي"، وبعد وفاته في عام 2009، تم تشييع جثمانه بحضور عدد كبير من الشخصيات البارزة.

تكريما لاسمه تم الإعلان عن جائزة تحمل اسمه وهي "جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي"، في عام 2010، تقديرا لدوره في الثقافة العربية، والتي شهدت في عام 2022 في دورتها 12 إقبالا كبيرا من الكُتاب والأدباء.