قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أوروبا بين حصارين |الحرب بالشرق ويونس في الغرب|ماذا يفعل قادة القارة العجوز؟

أرشيفية
أرشيفية

تعيش أوروبا هذا الأيام، حالة من التوتر والقلق الشديدين، ففي الشرق يحتدم الصراع بين روسيا وأوكرانيا وسط توقعات كبيرة من قبل المراقبين الدوليين بغزو محتمل من الجيش الروسي لشرق أوكرانيا.

الأمر لم يتوقف عند المخاوف القادمة من شرق أوروبا وتأثيرات الحرب التي ستدفع القارة العجوز بأكملها ثمنها غاليا، بل أمتدت لغرب وشمال ووسط القارة، حيث أعلنت العاصفة يونس القادمة من المحيط الأطلسي عن نفسها بقوة وضربت أجزاء كبيرة من القارة العجوز مخلفة دمارا هائلا، وكأن هذا المكان الذي يتوسط العالم أصبح بؤرة للأزمات والمشاكل، فماذا يحدث في أوروبا؟

وفي التقرير التالي، نستعرض الأزمات التي تواجه دول أوروبا، وتختلف في تباعتها وتأثيراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.

تستمر المناوشات العسكرية بين الجيش الأوكراني والقوات الانفصالية في دونباس ودونيتسك، عاصمة جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة ذاتيا والموالية لـروسياوغير معترف بها دوليا، وكان آخر الانفجارات على بعد عشرات الأمتار عن مقر الحكومة، مما دفع زعيم هذه المنطقة ليطلب من السكان النزوح إلى روستوف في روسيا، لأن الجيش الأوكراني سيبدأ عملية عسكرية في دونباس، المنطقة المتنازع عليها بين الانفصاليين وأوكرانيا.

مناوشات دونباس

الطريق لكييف أصبح ممهدا

من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزير الطوارئ، بالتوجه إلىروستوفقرب أوكرانيا، لتأمين الملاجئ للنازحين من منطقة دونباس المتنازع عليها، كما أعربت وزارة الخارجية الروسية، عن قلقها البالغ من التطورات شرق أوكرانيا، بعد إعلان جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المعلنتان من طرف واحد بدء إجلاء السكان بسبب تصاعد القتال مع كييف.

هذه الخطوات يعتبرها المحللون تمهيدا للعملية العسكرية الروسية المزعومة، فقد تم إجلاء المنطقة من السكان، وأصبح الطريق مفتوحا أمامالجيش الروسيلدخول أوكرانيا، من منطقة دونباس، والتي تعتبر أماكن احتماءالانفصاليينوقواتهم العسكرية، الموالية لروسيا، وبالتالي أصبح قرار الحرب ينتظر إشارة رجل الكرملين الأول، ولكن ما تأثيرات الحرب على القارة العجوز إذا بدأت.

انقطاع الغاز عن أوروبا

في حال نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا، فإن حلف الناتو سيوقع عقوبات اقتصادية، كنا قد استعرضنها "في هذا التقرير"، أما روسيا فلن تقف مكتوفة الأيدي أمام العقوبات التي سيفرضها الناتو، ومن جهته سيفرض بوتين عقوبات أيضا على دول أوروبا، باعتباره أكبر مصدري الطاقة للقارة، حيث تستود الدول الأوروبية 40% من استهلاكها من الغاز الطبيعي من روسيا، وهو السلعة الأهم بالنسبة لها، وبالتالي يمكن القول أن عقوبات أوروبا على روسيا، سيكون بمثابة عقوبات على نفسها.

وهذا يفسر نشاط الدبلوماسيين الأوروبين في الفترة الأخيرة، مستخدمين جميع الوسائل من التهديد بالتدخل العسكري تارة، ومحاولة التوسط والعودة للمفاوضات تارة أخرى، هذا النشاط ظهر في زيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أوكرانيا وروسيا، وحديثة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا زيارة المستشار الألماني أولاف شولتز إلى الولايات المتحدة، ليطير سريعا إلى روسيا ثم أوكرانيا، لأن هذه الدول أمام أزمة اقتصادية وسياسية وأمنية، قد تعصف بهم.

العاصفة يونس تضرب أوروبا

هذا هو الحال في شرق القارة، أما في غربها، فقد لزم ملايين المواطنين منازلهم، في وقت ضربت العاصفة يونس، بريطانيا وبلدان أخرى، وفي ألمانيا ضربت عاصفة أخرى حركة القطارات وخلفت أضرارا واسعة في أرجاء مختلفة من البلاد.

هذه العواصف قادمة من المحيط الأطلسي شمال غرب أوروبا، مساء أمس، ومصحوبة برياح شديدة، بلغت سرعتها حوالي 196 كيلومترا في الساعة مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن عشرات الآلاف وتدمير سقف ساحة في لندن، وكان ذلك بعد أقل من 48 ساعة من العاصفة "دادلي"، التي تجتاح بريطانيا وشمال فرنسا ودول أوربية أخرى.

العاصفة يونيس

إعلان الطوارئ وحبس الملايين

تسببت العاصفة يونس في إبقاء ملايين الأشخاص في منازلهم، إلغاء مئات من الرحلات الجوية، والقطارات والعبّارات في شمال غرب أوروبا، بسبب سرعة الرياح التي بلغت 196 كم في الساعة، وهي ظاهرة غير مسبوقة في بريطانيا، في حين ضربت رياح بسرعة تزيد عن 110 كم في الساعة مطار هيثرو بلندن.

تسببت العاصفة أيضا في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 70 ألف منزل في جنوب غرب بريطانيا، إلى جانب تعطيل الدراسة، وإلغاء أكثر من 400 رحلة جوية في المطارات البريطانية.

العاصفة يونيس

ضربت العاصفة يونس أيضا، الدنمارك، وفرنسا، وتسببت في ارتفاع الأمواج لأربعة أمتار، ووضعت 5 مناطق فرنسية في حالة تأهب برتقالية، حيث بلغت سرعة الرياح 110 كم في الساعة في كاب غري نيه، شمال غرب فرنسا، وقد تتجاوز سرعتها 140 كم في الساعة ليلا.

من ناحية أخرى، أوقفت شركة سكك الحديد الألمانية، بسبب العاصفة التي وصلت سرعتها إلى 140 كم في الساعة، وأصدرت خدمة الأرصاد الجوية تحذيراتها بشأن أحوال الطقس على مستوى ألمانيا.