الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص| في 10 سنوات.. كيف أثرت الحرب على الآثار والمتاحف السورية؟

تأمين متحف حلب خلال
تأمين متحف حلب خلال الحرب السورية

كشف د. يوسف كنجو الباحث في معهد آثار الشرق الأوسط بجامعة توبنجن بألمانيا، ومدير متحف حلب الوطني السابق، تأثير الحرب على الآثار السورية في المواقع العامة والمتاحف من خلال العمل على مشروع “الحفاظ على التراث الأثري بحلب”.

ويقول في تصريحات خاصة لـ«صدى البلد»: "نعمل على إعداد قاعدة بيانات لمعظم المواقع الأثرية في محافظة حلب حوالي 800 موقع حتى الآن بهدف المساعدة أثناء تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، كذلك عمل خرائط أثرية جديدة توضح المواقع الأثرية والفترات التاريخية العائدة إليها عن طريق برنامج "جوجل"، وعمل قاعدة بيانات تعريفية لكل موقع أثري بطاقة تعريفية مع الصور.

وكذلك تدريب الكوادر الأثرية في متحف حلب من خلال عدد من ورش العمل المشترك، نظرا لتأثر الآثار السورية بالحرب على مدار السنوات الماضية. 

ويوضح تأثير الحرب على المتحف الوطني لمدينة حلب، ويقول: “شغلت منصب مدير المتحف الوطني لمدينة حلب قبل الحرب، والمتحف كان يقع في منطقة تعد حدا فاصلا بين المعارضة وقوات الحكومة أو قوات النظام، وكمبنى لحق به الضرر بشكل كبير لكن القطع الأثرية لم تتضرر، ونفذنا حماية لها بشكل كبير وهناك قطع تم إرسالها إلى المستودعات مع تنفيذ جدران اسمنتية”.

ويضيف: “مع إحاطة التماثيل الكبيرة بأكياس من الرمل والقطع الهامة نقلناها لأماكن آمنة مثل البنك المركزي، وكل هذا كان بهدف حماية مقتنيات المتحف أما المتحف نفسه كمبنى فقد تدمر الزجاج والسقف المستعار والبنية التحتية”.

وتابع : منذ حوالي سنة تم افتتاح قسم من المتحف، يعد جزءا صغيرا منه، أما المتحف حاليا مفتوح بشكل كامل، ونعمل على توثيق كل القطع الأثرية بالمتحف، مع إجراء دراسة لتسجيل القطع الأثرية وتوثيقها لأنها غير مسجلة.

وعن تاريخ وقيمة الآثار السورية، يقول: "لا نعتبر متحف حلف متحفا وطنيا لمدينة حلب فقط وإنما لمنطقة شمال سوريا، ويوجد في متحف حلب قطع أثرية هامة لأهم الممالك الأثرية في سوريا مثل مملكة السماري، ومملكة "ايبلا" و"أوجاريت"، بالإضافة إلى قطع متنوعة وكتابات مسمارية. تم حفظها في أماكن لا يستطيع أحد الوصول إليها، وعددهم في المتحف حوالي 25 ألف قطعة أثرية لم تتأثر إلا قطعة واحدة أما الدمار الكبير حول المتحف تم ترميمه.

وعند سؤاله “هل أثرت الحرب على الآثار السورية بشكل عام ؟”، أجاب أن الحروب بشكل عام تؤثر على البشر والدرجة الثانية هي الآثار، وتأثرت آثارنا بالحرب السورية بشكل كبير، بالإضافة إلى وفاة وتشرد الكثير، وعن الآثار للأسف في سوريا تم تدميرها بشكل كبير، إذ تمتلك سوريا عددا من المواقع الأثرية الهامة منها ما تم تدمير أجزاء كبيرة منها مثل مدينة "تدمر" التي تعد أهم موقع في سوريا وحلب القديمة، وتدمير اهم معبد بها ومدافن برجية، مما سؤثر على الأجيال القادمة التي لن ترى هذه الآثار مجددا.

كذلك تأثرت أماكن أثرية أخرى بسبب التنقيب السري إذ حفروا للوصول إليها بواسطة "بلدوزر" في موقع أثري ما أثر على المواقع الأثرية، والمشكلة الكبرى أنه عند تدمير موقع أو مبنى أثري لا يتم ترميمه، "الموقع ذهب ولن يُعاد مجددا"، ولكن يوجد أيضا العديد من الآثار على نطاق واسع لم يتم تدميرها.

وعلى حد وصفه، تمركزت المعارك في الاماكن الأثرية والقلعة التي تم استخدامها مرة ثانية كموقع حربي وليس أثريا، ولكن باستخدام أسلحة دمار شامل ويضيف: “أصبح التدمير كبيرا يجمع المواقع الأثرية كسلاح في الحرب مرة ثانية، واستخدامها بين المعارضة والنظام وكل طرف في اتهام للآخر، ولكن في الواقع الكل دُمر، والحرب توقفت بالفعل ولكن مسلسل تدمير الآثار ما زال مستمرا”.