«الحمد لله رب العالمين تم إجراء جراحة تغيير مفصل الفخذ للشاعر محمد محمد الشهاوي وتمت بنجاح وهو في العناية المركزة بعد العملية .. دعواتكم» .. بهذه العبارة طالب أحمد الشهاوي، نجل الشاعر الكبير محمد محمد الشهاوي، الدعاء لوالده الذي يخضع للعلاج بالعناية المركزة بمستشفى كفر الشيخ الجامعي عقب الوعكة الصحية التي ألمت به مؤخراً.
فلم تكن الأسابيع الماضية، سهلة على الشاعر الكبير محمد محمد الشهاوي، بل كانت صعبة وقاسية، عقب تعرضه لأزمة صحية بدأت باستئصال البروستاتا، وأعقبها سقوطه على الأرض، ما تسبب في كسور بالحوض، وخضع للعلاج داخل المستشفى الجامعي بكفر الشيخ، في ظل اهتمام كبير من قبل الأطقم الطبية التي تشرف على علاجه.
ويحظى الشاعر الكبير محمد محمد الشهاوي، باهتمام الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، والدكتور عبد الرازق يوسف دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، حيث تتم متابعة حالته الصحية والاطمئنان عليه مدار الساعة، وسط دعوات المثقفين والمفكرين والشعراء والأدباء بأن يمن الله عليه عاجل الشفاء.
ميلاد الشاعر محمد الشهاوي
الشاعر الكبير محمد الشهاوي، الذي أطلق محبوه عليه «الناسك في محراب الشعر» في الخامس والعشرين، من مارس عام 1940م، بقرية عين الحياة التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، وبدأ حياته بالتحاقه بكُتاب القرية فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأتقن اللغة العربية ببراعة وفصاحة وشديدة والتحق بالمعهد الديني - آنذاك – وظهرت موهبته الشعرية مبكرة في المرحلة الإعدادية، وكان طالبًا متميزًا ومتفوقًا في دراسته.
نجومية الشهاوي
بزغت نجومية الشهاوي في المرحة الثانوية فأخذ ينهل من ديوان العرب حتى نضجت موهبته فنظم الشعر عذبًا رقيقًا وصدرت له باكورة إنتاجه الأدبي مجموعة شعرية عام 1962م بعنوان " ثورة الشعر"، وهو طالب بالثانوية الأزهرية وترك الثانوية، وبدأ رحلته مع الحياة مليئة بالأشواك والآلام وانصرف للشعر يبثه آلامه وهمومه وأشجانه.
حصل الشهاوي على عضوية اتحاد الكتاب، ولجنة الشعر بالمجس الأعلى للثقافة، وجماعة الفنانين والأدباء بأتيليه القاهرة، وجمعية الأدباء بالقاهرة، وأمانة مؤتمر أدباء مصر، وأسرة تحرير مجلة "سنابل" ( 1969: 1972 )، وأسرة تحرير مجلة "دلتا الثقافية" ، أسرة تحرير مجلة "أوراق ثقافية"، و رئيسًا لتحرير مجلة "إشراقة"، وسلسلة كتب "إصدارات إشراقة" ، مجلة "سنابل" (الإصدار الثاني والثالث).
عيد ميلاده السبعين
أقامت له معظم محافظات مصر مهرجانات تكريمية بمناسبة بلوغه سن المعاش عام 2000 م، و أقام له المجلس الأعلى للثقافة مهرجانًا أدبيًا وفنيًا لتكريمه في عيد ميلاده السبعين وقد أصدر المجلس بهذه المناسبة كتابًا تذكاريًا عن تجربة الشاعر ضم كتابات وشهادات لكبار المبدعين والنقاد والشعراء بعنوان «تحولات العاشق».
مثل الشاعر الكبير محمد محمد الشهاوي مصر في أكثر من مؤتمر عربي وأوروبي بدءًا من عام 1984 م، فهو مشارك دائم في معرض الكتاب بالقاهرة والإسكندرية ، ونشرت أشعاره في العديد من المجلات والصحف المصرية والعربية، وتُرجِمت بعض أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبوسنية، وحصل على منحة تفرغ ، من وزارة الثقافة للإبداع الشعري منذ عام 1994 م.
أهم جوائز الشهاوي
ومن أهم الجوائز التي حصل عليها، الجائزة الأولى لأفضل قصيدة 1996، ( مؤسسة البابطين للإبداع الشعري )، والجائزة الأولى لأفضل ديوان شعر سنة 2000 ( مؤسسة أندلسية ) عن ديوان "إشراقات التوحد"، والجائزة الأولى لأفضل ديوان شعر 2004 ( جمعية الأدباء ) عن ديوان "مكابدات المغني والوتر"، وجائزة التميز (كُبرَى جوائز اتحاد الكتاب ) 1997، وجوائز أولى على مستوى الجمهورية أعوام 1965 ، 1973 ، 1974، وجائزة كفافيس الدولية أكتوبر 2017.
ومن أهم إصداراته الشعرية، ثورة الشعر 1962 م - قلتُ للشعر 1972 م - مسافر في الطوفان 1985 م - زهرة اللوتس ترفض أن تهاجر 1992 م - إشراقات التوحد 2000 م (أعادت مكتبة الأسرة طبعه سنة 2003) - أقاليم اللهب ومرايا القلب الأخضر 2001 م - مكايدات المغني والوتر 2003 م - قصائد مختارة "إصدارات دائرة الثقافة والإعلام – حكومة الشارقة «2005».
أشهر قصائد الشهاوي الشعرية
ومن أشهر قصائده «المرأة الاستثناء» التي يقول فيها :
هي امرأةٌ تشبه الشمسَ.. إلا أفُولا.
على شاطئ الألق المترقرقِ..
مفعمةً بلهيب الوضاءةِ
مترعةً بأريج الأنوثة..
تُسلم أعضاءَها ليد السحر
ترسم في جسمها الغضِّ.. أحلى الأساطيرِ