EN 
تعتبر صناعة الفخار بالوادي الجديد من أهم الصناعات اليدوية التى ورثها الأبناء من الأجداد، ولكن الحداثة والتطور الحضاري الذي جاء بالتكنولوجيا والتقدم العلمي جار على تلك الحرفة وسلبها حق الاستمرار لتواجه شبح الانقراض مع صناع قضوا أعمارهم في تخليدها متجاوزين كل الصعوبات التي لم تنجح في إسدال الستار على هذه الصناعات التراثية.
يقول محمود عبدالله ؛ أحد ممتهني صناعة الفخار والذي ورث المهنة عن أجداده ، إن صناعة الفخار تعد من الموروثات الواحاتية التي يفتخر بها أهالي الواحات حتى الآن؛ لأنه باستخدام أدوات بسيطة وعجينة من الطين يمكن تشكيلها وتحويلها لأشياء لها قيمة، فمن الطين الممزوج بالماء وعبر الأفران تصنع الأواني الفخارية للطهي وللزينة كما تصنع المزهريات والتماثيل التي تحاول أن تبقى على قيد الحياة ليفتخر بها أهالي الواحات على مر الزمن، وكانت تلك المنتجات والأواني الفخارية لا غنى عنها داخل كل منزل واحاتي.
وأكد عبدالله أن صناعة الفخار تعتمد بشكل أساسي على الطين ومن أفضل أنواعه الأسمر والأحمر والأبيض الموجود بالبيئة الواحاتية ، لافتًا إلى أن صناعة الفخار تمر بثلاث مراحل، تبدأ بالطفلة الطينية ؛ حيث يتم وضعها في الماء وتجميدها، وبعدها يتم تشكيلها حسب النوع المراد صناعته ليعرض لأشعة الشمس استعدادًا لعملية الحرق والتماسك بالأفران لتتم زخرفتها بعد ذلك سواء بالنقش أو الصب في قوالب.
اقرا ايضا:
ولفت الي أن صناعة الفخار حاليًا تصارع من أجل البقاء، بسبب الحداثة والتطور التكنولوجي الكبير الذي تشهده الحياة في هذه الآونة، وعدم اهتمام المسئولين بالصناعات اليدوية، إلى جانب ضعف العائد المادي، في مقابل ارتفاع أسعار المواد الخام.
وذكر أن صناعة الفخار من الحرف اليدوية التقليدية التي اهتم بها أبناء الواحة منذ القدم، وكانت المحافظة معزولة عن العالم ولم تصل إليها الصناعات الحديثة حتى وقت قريب، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الخام وقلة العائد المادي أدى إلى عزوف الكثير عن هذه الصناعة، في ظل إهمال الدولة لتلك الصناعة وسط هذا التطور التكنولوجي الجم.
وأكدت الدكتورة هناء مهران عضو جمعية تنمية الريف المصري ، أن صناعة الفخار تعتبر صناعة تقليدية وتراثية ويجب ألا يتجاهلها المسئولون، لأنها تحظى باهتمام العديد من الوفود الأجانب من مختلف الجنسيات عند رؤيتهم لتلك المنتجات أثناء زيارتهم من الحين للآخر للمحافظة, فضلا عن تميز صناعة الفخار دون غيرها أثناء عرضها في المعارض المحلية والإقليمية.
وناشدت مهران ، المسئولين بالمحافظة بضرورة تنمية تلك الصناعات وتطويرها، وفتح باب التسويق من خلال المعارض داخل المحافظة وخارجها، حتى لا تنقرض تلك الصناعات.
ولفتت الي أنها تسعى جاهدةً لاحياء كل ما يخص التراث الواحاتي وذلك عن طريق تشجيع منتجي هذه الصناعات الحرفية والتراثية بعرض منتجاتهم في معرض الجمعية وغيرها من المعارض المحلية والإقليمية والتي ستساهم بشكل كبير في ترويج وإحياء مثل هذه المنتجات .
من ناحيتها أكدت الدكتورة سميرة سنوسي رئيس مجلس ادارة جمعية تنمية الريف المصري ان الجمعية تسعي دائما لخلق فرص عمل عن طريق الترويج للصناعات الحرفية والتراثية في معرض الجمعية ناهيك عن عرض منتجات ربات البيوت من اجل خلق فرص عمل لهن والمساهمة في تخفيف العبء عن كاهل الأسرة.
