الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خروج بلا عودة .. لماذا مثّل استرداد طابا صفعة قوية لإسرائيل؟

طابا
طابا

تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ33 لـ تحرير طابا، "19 مارس 1989"، الذى انسحب فيه آخر جندى إسرائيلي من آخر نقاط سيناء، بعد الانتصار الكبير في حرب 6 أكتوبر عام 1973 بجانب الانتصار الدبلوماسي في معركة التحكيم الدولي عام 1988.

وأثبت المصريون على مر العصور أنهم جديرون بأرض هذه البلد وأنهم لن يفرطوا في شبر واحد من أرضهم، وقد خاض المصريون معارك عديدة للحفاظ على أرضهم والنيل من أي معتدٍ، انتهت جميعها بانتصار المصريين.

أحد هذه الانتصارات كانت حرب أكتوبر التي انتصرت فيها القوات المسلحة المصرية على المحتل الصهيوني، وعقب انتهاء الحرب عقدت في ‏1979 اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتي بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء، وفي أواخر عام 1981، الذي كان يتم خلاله تنفيذ المرحلة الأخيرة من مراحل هذا الانسحاب، سعى الجانب الإسرائيلي إلى افتعال أزمة تعرقل هذه المرحلة.

العلامة 91 في طابا

وتمثل ذلك في افتعال مشكلات حول وضع‏ 14‏ علامة حدودية أهمها العلامة ‏(91)‏ في طابا، الأمر الذي أدى لإبرام اتفاق في ‏25‏ أبريل‏ 1982‏ والخاص بالإجراء المؤقت لحل مسائل الحدود‏، والذي نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة، وأن الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقًا لأحكام المادة السابعة من معاهدة السلام المبرمة بين البلدين، والتي تنص على حل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات، وأنه إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات بالمفاوضات فتحل عن طريق التوفيق أو تحال إلى التحكيم‏.‏

وبعد‏ 3‏ أشهر من هذا الاتفاق‏ افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود‏، فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا. 

وفي 13 مايو 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل اللجنة القومية لطابا ‏برئاسة عصمت عبد المجيد وعضوية ‏24‏ خبيرا، منهم ‏9‏ من خبراء القانون، و‏2‏ من علماء الجغرافيا والتاريخ‏،‏ و‏5‏ من كبار الدبلوماسيين بوزارة الخارجية، و‏8‏ من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية‏. 

معركة استعادة طابا

وعهدت وزارة الخارجية المصرية بمهمة إعداد المذكرات إلى لجنة مشاركة التحكيم والتي تشكلت برئاسة نبيل العربي، ممثل الحكومة المصرية أمام هيئة التحكيم في جنيف وبعضوية كل من: من وزارة الخارجية «إبراهيم يسري، بدر همام، حسن عيسى، أحمد أبو الخير، محمود عثمان، عز الدين عبد المنعم، وجيه حنفي، أحمد فتح الله، محمد جمعة، حسين مبارك، محمود سامي، فايزة أبو النجا، أحمد ماهر، مهاب مقبل، ماجد عبد الفتاح»، من وزارة الدفاع «عبد الحميد محسن حمدي، فاروق لبيب، خيري الشماع». 

ومن وزارة العدل «أمين المهدي، فتحي نجيب»، من وزارة البترول «أحمد عبد الحليم، صلاح حافظ» ، مفيد شهاب، ‏يونان لبيب رزق، أحمد صادق القشيري‏،‏ يوسف أبو الحجاج، سميح صادق، صلاح عامر، وحيد رأفت، محمد الشناوي، جورج أبو صعب‏، طلعت الغنيمي، محمد بسيوني، حسين حسونة، محمد عبد الفتاح محسن.

واستعانت لجنة الدفاع المصرية بالدكتور دريك باوت في مقابل استعانة إسرائيل بالدكتور لوتر باخت وكلاهما أستاذ في القانون الدولي وذو خبرة دولية في هذا النوع من المنازعات، وضمت هيئة التحكيم الدولية ‏5‏ أعضاء‏ تمثلوا في كل من الدكتور حامد سلطان عن الجانب المصري، وعن إسرائيل روث لابيدوت‏، والثلاثة الآخرون هم‏:‏ بيليه رئيس محكمة النقض الفرنسية السابق‏، وشندلر أستاذ القانون الدولي بسويسرا‏‏، ولاجرجرين رئيس محكمة ستوكهولم.

وعقدت الجلسات مع هيئة التحكيم وبدأت بتقديم مذكرة افتتاحية مايو‏ 1987‏، وكانت أول جلسة في ديسمبر‏ 1986‏، ثم تلقت المحكمة المذكرات المضادة والردود من الطرفين في أكتوبر ‏1987،‏ واتفقوا على تقديم مذكرة ختامية في يناير‏ 1988، إضافة إلى جولتين من المرافعات الشفهية في مارس وأبريل من نفس العام‏، واستمرت المرافعات‏ 3‏ أسابيع‏ حتى صدور الحكم لصالح مصر في 29 سبتمبر 1988 داخل قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف، في حضور وكيلي الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين، بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من الجانب الإسرائيلي، ووقع الحكم في 230 صفحة.

وفى مثل هذا اليوم 19 مارس 1989 استعادت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها، ووجهت القوات المسلحة التحية إلى الشعب المصرى العظيم معلنة استعادة السيادة الكاملة على تراب الوطن وتحول هذا اليوم إلى عيد قومي لمحافظة جنوب سيناء، بعد معركة من النضال عادت أرض الفيروز كاملة إلى مصر.

مدينة طابا 

طابا مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، يبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة، وتبلغ مساحتها 508.8 فدان تقريباً، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كم شمالاً، تمثل المدينة قيمة تاريخية واستراتيجية كبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود 4 دول هي مصر، السعودية، الأردن، فلسطين، حيث تبعد عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7 كم شرقاً، وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.

وتقع مدينة طابا على بعد 7 كيلومترات من ميناء «إيلات» الإسرائيلي شرقًا، ما يجعلها الباب على سيناء، حيث تعتبر إيلات أضيق جبهة إسرائيلية في المنطقة، تطل على العقبة فتمتد 5 أميال محصورة بين ميناء العقبة الأردني ووادي طابا.

وكانت إسرائيل تحاول جاهدة الاستيلاء على طابا لتوسيع إيلات التي تعتبر المنفذ البحري الوحيد لها على البحر الأحمر، وبالتالي ستتمكن من الإشراف على طريق البحر الأحمر من سيناء إلى باب المندب، بالإضافة إلى أنها المدخل الأساسي إلى مدينة شرم الشيخ، وبالتالي مضيق تيران، وعند سيطرة إسرائيل عليها، يمكنهم الاطلاع على ما يجري في المنطقة، واستخدامها وسيلة ضغط على مصر تقوم من خلالها بعزل شمال سيناء عن جنوبها.

يوم مصري عظيم

ومن جانبه قال اللواء سمير فرج، إن هذا اليوم وهو ذكرى استعادة طابا يوم عظيم في تاريخ مصر استعدنا فيه آخر شبر تراب من أرض مصر.

وأضاف فرج في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد الإخباري، أن الدلالة على عظمة هذا اليوم والحدث لمصر أن سوريا حتى الأن لم تستعد من الجولان شبرًا وكذلك الأردن لم تستعد من الضفة الغربية شبرًا فكله لا يزال تحت سيطرة الإحتلال الإسرائيلي.

وقال فرج إنه يوم عظيم أننا استطعنا استعادة آخر شبر من أرض مصر، فقد استعدنا سيناء في حرب 73، واستعدنا بقيتها في مفاوضات السلام مع الرئيس الراحل السادات، وحقق اتفاقية السلام وكامب ديفيد، ثم انتهت بالمعركة القدسية التي شارك فيها الدكتور مفيد إيهاب ومجموعته لجأوا للتحكيم مع إسرائيل وحققوا استرجاع آخر شبر في أرض مصر، لذا فهو يوم عظيم تحتفل فيه مصر بكل نصر لها.