الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في يومه العالمى|عمارة إبراهيم: الشعر يمر بحالة مرض ونبحث له عن علاج

الشاعر عمارة إبراهيم
الشاعر عمارة إبراهيم

اعتمد اليونسكو يوم 21 مارس، من كل عام يومًا عالميًا للشعر، بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرص أكثر لاستخدامها في التعبير، ويعتبر اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية، وفي هذا السياق قال الشاعر عمارة إبراهيم، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد": " رغم توهج الشعر العربي الآن واعتلاء أدواته الجديدة وتقنيات مجري أفعاله وحراكها بما يتناسب مع واقعنا المأزوم بسبب صراعاته المادية والحروب التي تقع علي الأرض؛ وهو ما يجب أن تكون عليه مادته وتفاصيل أحواله وجماليات وجوده الإنساني المتحقق لصالح الإنسان والحياة والجمال ويكون له الأثر الفاعل في بيئة الإنسان حتي يحفظ له رواتب الرقي وثقافة الطلوع وتحضر الفعل والتباهي بين الأمم والبيئات الاخري؛ غير أنه "الشعر" يمر الآن بحالة المرض الذي نبحث له عن علاج للخروج من ضائقته ومن عشوائيته ومن الخلل الواضح علي منابر وجوده بسبب العراك الدائم بينه وبين نفر من الذين ينظمون حروفا لإنتاج كلمات ثم جمل تفيد المعني علي إيقاع حسابي يألهونه حتي يعيدوا الشعر لسيرته التي تحققت في زمن وفي بيئة قديمة قدمت جمالياتها وأدواتها في أزمنتها؛ ولا تصلح ولا تتوافق مع بيئة الأرض التي تطورت فيها ميكنة الزراعة والصناعة واستحداث الإلكتروني؛ مثلما تطورت البيئات والثقافات ولغاتها وفنونها وآدابها".

وأضاف عمارة: "هؤلاء النفر الداعشيون تمتلئ بهم الآن منصات الشعر الرسمية وغير الرسمية في بلداننا العربية، متجمعين عليها ولا يقترب أحد من الشعراء الشعراء الذين طوروا بنية الشعر وأدواته وأحواله وكل تقنياته؛ ساعدهم في ذلك فتح أبواب الكليات الحكومية المتخصصة في اللغة وآدابها وعلومها لهؤلاء الداعشيين حتي نال الركود والعطب هذه المنصات العلمية التي يجب أن تقدم للبيئة ومجتمعاتها التطور والتحديث اللازمين للشعرية العربية المكلومة؛ والكارثة الأكبر غياب النقد الذي يجب أن يحاكي ويقدم ويمنح معطياته العلمية للشعرية التي تتالف الآن بإيقاع أحوالها ورسوم حضورها مع تطور الإنسان وعصرنته بمستجد اللغة التي تضيف للقاموس العربي وتوسع رفعته مما دفع الشعراء الذين ترسخت لديهم قناعات التحديث والتطور وحققوا مجدا للقصيدة العربية؛ لم تلتفت لهم المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في بلداننا العربية؛ فجمدوا أنفسهم في بيوتهم وكان الانزواء والانطواء هو السبيل الوحيد للابتعاد عن هذه البيئة التي تسعي لقتل الشعر وقتل التوازن الذي يحدثه هذا الفن الإنساني الرفيع؛ الذي يجب أن يتوهج وأن يعتلي حارات الوجع العربي الذي تسببت فيه تفككية الأحوال والسياسات والبنية الاجتماعية في دولنا بسبب السياسات العالمية وتدخلاتها في بلداننا العربية؛ ليصبح للشعر الآن دوره الحيوي في استعادة الإنسان العربي إلي بيئته وثقافته ولحمته التي أهدرناها بايادينا نحن ولا أحد غيرنا".

وأوضح: "الشعر الآن يمر بحالة انعدام وجود رغم وجوده الورقي في أدراج مكتبات بعض الشعراء فقط؛ من دون إعلام يمنحه طاقة الحياة ومن دون مؤسسات له تمنح جوائزه لمستحقيه، ومن دون مؤسسات علمية وثقافية تمنحه طبيعة وجوده وقوته؛ ربما كانت السياسات المتعاقبة لحكومات الدول الدور الأكبر في السعي إلي قتل الشعر وسموه ورقيه ودوره الأهم في صياغة العدالة الثقافية والعدالة السياسية والعدالة الاجتماعية والعدالة الاقتصادية في حياة شعوبنا؛ لأنهم لا يريدون ذلك، فانتشر هبوط الفعل وهبوط القيمة وتدني الثقافة في أوساطنا الإعلامية والاجتماعية والفنية ليموت الشعر علي منصاتهم ويبقي حمو بيكا وحسن شاكوش، وأغاني المهرجانات القاتلة ويكون بديلا عن الشعر وسموه وتحضره ورقي الإنسان في وجوده".