الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نص كلمة وزير الخارجية بافتتاح أسبوع المُناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

وزير الخارجية سامح
وزير الخارجية سامح شكري

أعرب سامح شكري وزير الخارجية، الرئيس المعين للدورة الـ 27 لمؤتمر اطراف الامم المتحدة لتغير المناخ المقرر عقدها نوفمبر المقبل في شرم الشيخ، عن تقديره لدولة الإمارات العربية الشقيقة  على استضافتها لاسبوع المناخ لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

وأكد الوزير سامح شكري، في الكلمة المُسجلة التي أذيعت اليوم الثلاثاء، في افتتاح أسبوع المُناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أنه يأتي عقد المؤتمر، للمرة الأولى في منطقتنا العربية كخير دليل على الاولوية التي توليها دول المنطقة لعمل المناخ الدولي وسبل مكافحة الاثار السلبية لظاهرة اصبحت تطول تداعياتها  وتأثيراتها شتى مناحي الحياة في دولنا.

وقال الوزير شكري: “لقد جاءت نتائج الدورة 26 لمؤتمر الاطراف في جلاسجو العام الماضي لتؤكد بشكل واضح أن تغير المناخ قد صار أحد أهم القضايا على الساحة الدولية في عالمنا المعاصر، لما بات يمثله من تهديد وجودي لكثير من الدول والمجتمعات على مستوى العالم على نحو لم يعد ممكنا معه التباطؤ أو التأجيل في تنفيذ التعهدات والالتزامات، خاصة وقد اجمعت الأطراف كافة على أن الاولوية في المرحلة القادمة لتنفيذ عمل المناخ الدولي هي لتنفيذ اتفاق باريس وتحديد المساهمات المحددة فعليا الى واقع فعلي في اطار المبادئ الدولية  الحاكمة لعمل المناخ الدولي في مقدمتها الانصاف والمسئولية المشتركة متباينة الاعباء والقدرات المتفاوتة للدول” . 

وأضاف وزير الخارجية: “من هذا المنطلق فإن مصر تسعى لأن تكون الدورة السابعة والعشرين من الاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ نقطة فارقة على صعيد عمل المناخ الدولي تتحول فيها التعهدات والوعود الى تنفيذ فعلي على الارض لخفض الانبعاثات وفي وجود التكيف ودعم قدرات الدول النامية على تحمل تبعات تغير المناخ وفي حجم ونوعية واليات تمويل مكافحة تغير المناخ المتاح لكافة الدول النامية”.

وعلى صعيد خفض الانبعاثات، أكد الوزير شكري، أن الرئاسة المصرية لمؤتمر اطراف المناخ ستعمل على البناء على الزخم السياسي الراهن في مجال عمل المناخ العالمي لحث الدول  والحكومات على تقديم المزيد من المساهمات المحدثة واستراتيجيات خفض الانبعاثات وذلك للمساهمة في تخفيض الفجوة الكبيرة في جهود خفض الانبعاثات التي لا تزال تحتاج الى مزيد من العمل للحيلولة دون تجاوز حد الدرجة ونصف الدرجة مئوية وفقا للتقديرات العلمية

وعلى صعيد التكيف، قال إن مصر كرئيس للدورة القادمة للمؤتمر تدرك ضرورة تحقيق انجاز وتقدم ملموس على مستوى البنود ذات الصلة بما في ذلك التوصل الى نتائج اولية في برنامج عمل جلاسجو شرم الشيخ حول الهدف العالمي للتكيف وكذلك الخروج بنتائج قوية تعكس التزام الدول بمضاعفة التمويل الموجه الى جهود التكيف وهو ما اصيح ضرورة ملحة وفقا لما كشف عنه التقرير الاخير للهيئة الحكومية لتنغير المناخ ينذر بعواقب وخيمة قد يصعب التغلب عليها وتجاوز اثارها في المستقبل.

وأضاف: “ستعمل مصر خلال فترة رئاستها للمؤتمر على حث الاطراف على رفع طموح عملها المناخي في مجال تمويل المناخ للوقاء بتعهد المائة مليار دولار سنويا وتمهيد الطريق لبناء الثقة بين كافة الاطراف للوصول الى الهدف التمويلي الجديد 2025لما بعد  على نحو يكفل استدامة جهود الدول النامية بشكل يعكس قدرتها على مواجهة تغير المناخ وتبعاته من كافة المصادر”.

وتابع وزير الخارجية ، في كلمته قائلا: إن “استضافة المنطقة العربية لدورتين متعاقبتين لمؤتمر اطراف المناخ في مصر وفي الامارات العام الحالي والذي يليه لهي فرصة سانحة لوضع منطقتنا العربية واولوياتها على رأس الاجندة العالمية للمناخ لتنال جهود دولنا العربية ما تستحقه من العرض والاشادة ولتحصل على ما تحتاجه وتستحقه ايضا من الدعم والتعزيز”.

واستطرد: “أن منطقتنا العربية هي أحد أكثر مناطق العالم تضررا من تبعات تغير المناخ البيئية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليه خاصة وانها تقع في أكثر المناطق في العالم جفافا حيث يشكل الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة تهديدا متسارعا لدولها التي يعاني اكثر من 60% من سكانها من ضعف النفاذ الى مياه الشرب الصالحة ويهدد بالشح المائي لنحو 70 % من اقتصاداياتها التي تتحمل تداعيات كبيرة بالفعل جراء تبعات جائحة كورونا وتأثيرات الظروف الاقليمية والدولية المضطربة عليها ومن ثم فقداصبح لزاما على تلك الدول التعامل مع التحديات اليومية التي تهدد مجتمعاتها وتؤثر على امنها الغذائي والسلم المجتمعي بها”.

وأوضح الرئيس المعين للدورة 27 للاتفاقية الاطارية لمؤتمر اطراف المناخ، أنه في الوقت ذاته يتعين عليها بذل جهود حثيثة لمواجهة تغير المناخ والتكيف مع تداعياته وتحقيق معدلات تنمية اقتصادية تلبي احتياجات شعوبها وتطلعاتها المشروعة نحو غدٍ افضل لاسيما وهي شعوب يمثل الشباب النسبة الغالبة فيها وليست مصر بمعزل عن هذه المتغيرات بحكم موقعها في قلب عالمها العربي وادراكها التام لتحديات التي يمثلها تغير المناخ وتداعياته على المنطقة إلا أن مصر تدرك ايضا حجم الفرصة المصاحبة لهذه التحديات والتي تجعل من منطقتنا العربية طرفا هاما وفاعلا في الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ والتحول نحو الاقتصاد الاخضر الذي نسعى جميعا اليه.

وأكد أن ما تمتلكه المنطقة العربية من مقومات وما تبذله من جهد وطموح  خاصة في مجال التحول نحو الطاقة المتجددة يجعلان من المنطقة نموذجا يحتذى به في العمل الجاد والدؤوب لمواجهة تغير المناخ على الرغم من كافة الظروف المحيطة والتحديات المتلاحقة.

وأشار الوزير شكري، إلى أنه في مصر كما في كثير من دول المنطقة تعمل الحكومة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني وشركاء التنمية لتحويل عمل المناخ الى فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية  بما في ذلك من خلال التوسع في استخدامات الطاقة الشمسية فضلا عن الاستثمار في الهيدروجين الاخضر الذي يعد من المجالات الواعدة التي قد تساهم من خلالها منطقتنا العربية في توفير الطاقة النظيفة لكثير من دول العالم.

وفي ذات السياق، قال إن “قدرة منطقتنا العربية في الاستمرار في هذا الجهد في ظل ما تواجهه من صعاب وتحديات يرتبط بقدر ما تحصل عليه من دعم لجهودها سواء على صعيد التمويل او نقل التكنولوجيا او بناء القدرات وذلك في اطار تنفيذ الدول المتقدمة لالتزاماتها بموجب الاتفاقية الاطارية ومؤتمر باريس واتفاقات مؤتمرات الاطراف المتعاقبة بما يضمن قدرة دولنا على على تحقيق الاستخدام العادل للطاقة والتحول الى الانماط المستدامة للتنمية والاقتصاد الاخضر”.

واسترسل وزير الخارجية، قائلا: إن “اسبوع المناخ في دبي وما يتضمنه من احداث وفاعليات هامة سيساهم في تعزيز العمل المشترك والتنسيق بين الحكومات من ناحية وبين الاطراف الفاعلة بين اطراف المناخ في منطقتنا العربية من منظمات المجتمع المدني ودوائر الاعمال وممثلي مجموعات الشباب والمؤسسات البحثية والعلمية وغيرها من الاطراف غير الحكومية التي اصبح دورها في مكافحة تغير المناخ لا يقل اهمية عن الدور الحكومي”.

وكرئاسة للدور الـ 27 لمؤتمر الاطراف، أكد أن مصر تعول كثيرا على هذا الدور وتتطلع لقيام الاطراف الفاعلة على مستوى العالم ومن المنطة العربية على وجه الخصوص بدورها المنشود كشريك رئيسي للحكومات في جهود مواجهة تغير المناخ والتغلب على تبعاته ومن ثم فإني ادعو كافة اصحاب المصالح في الجهات غير الحكومية الى المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ ومواصلة حث ممثلي الدول والحكومات على بذل المزيد من الجهد الى التوصل الى التوافقات المنشودة لدفع عمل المناخ العالمي قدما والبناء على الزخم الدولي للوصول الى اهداف اتفاق باريس بما يضمن وضع العالم على الطريق الصحيح نحو هدف "الدرجة ونصف الدرجة مئوية".

ودعا وزير الخارجية جميع الاطراف الدوليين إلى العمل مع رائد المناخ المصري الدكتور محمود محيي الدين لما له من خبرة واسعة في هذه المجالات لدعم جهود الرئاسة المصرية للتوصل الى نتائج ترقى الى تطلعات كافة الاطراف وما تمثله من شعوب ومجتمعات تقف على  خط الدفاع الاول لتغير المناخ.

واختتم شكري كلمته قائلا: “اتطلع الى مشاركة واسعة في الاحداث والفعاليات الهامة التي يشهدها اسبوع المناخ على مداره ايامه القادمة بما في ذلك الحدث الذي تنظمه مصر غدا 29 مارس تحت عنوان رئاسة الدورة الـ 27 الرؤية والطريق الى شرم الشيخ، كما ادعوكم جميعا الى التواصل والتفاعل مع فريق الرئاسة المصرية للمؤتمر لايصال صوتكم والتعريف بأولوياتكم وتطلعاتكم للمؤتمر في شرم الشيخ ليكون ذلك عونا لي كرئيس للمؤتمر المعين للأطراف  خلال فترة المؤتمر وما بعده”.