الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روايات متضاربة ودروس مستفادة.. ماذا حدث لـ الطراد موسكفا؟

الطراد موسكفا
الطراد موسكفا

خسرت روسيا أمس الخميس أهم قطعة عسكرية منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، حيث غرق الطراد الصاروخي "موسكفا" في البحر الأسود بعد ساعات من اشتعال حريق على متنه أدى إلى انفجار ذخائر، وفيما لم تكشف موسكو بعد أسباب الحريق أعلنت أوكرانيا وقبل غرق الطراد أن قواتها قصفته.

وأيدت الولايات المتحدة الرواية الأوكرانية، حيث قال مسئول عسكري أمريكي كبير إن واشنطن تعتقد أن صاروخين أوكرانيين من طراز نبتون أصاب السفينة الحربية الروسية في البحر الأسود.

وقالت قناة "سي إن إن" الأمريكية إنه ليس معروفًا على وجه القطع  ما إذا كان الطراد موسكفا يرقد في قاع البحر كضحية للصواريخ الأوكرانية أو عدم الكفاءة الروسية أو سوء الحظ، أو مزيج من الثلاثة، لكن ما هو مؤكد هو أن أكبر خسارة في زمن الحرب لسفينة بحرية منذ 40 عامًا ستثير أسئلة مقلقة ليس فقط لموسكو، ولكن للمخططين العسكريين في جميع أنحاء العالم.

كيف غرق الطارد موسكفا

غرق الطراد موسكفا قبالة سواحل أوكرانيا في البحر الأسود يوم الخميس. وتقول أوكرانيا إنها أصابت موسكفا بصواريخ كروز من طراز نبتون المضادة للسفن وأشعلت النيران التي فجرت الذخيرة.

أما وزارة الدفاع الروسية فتقول إن حريقًا مجهول المصدر أدى إلى تفجير الذخيرة المخزنة على متن الطراد، وتركت الانفجارات الناتجة أضرارًا هيكلية. وتضيف أن السفينة الحربية غرقت بعد ذلك وسط أمواج هائجة أثناء سحبها إلى ميناء قريب.

وبحسب تقرير وكالة الأنباء الروسية الحكومية تاس، نقلاً عن مصدر لم يذكر اسمه، تم إجلاء طاقم السفينة إلى ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.

وكان الطراد موسكفا مسلحا بمجموعة من الصواريخ المضادة للسفن والطائرات بالإضافة إلى طوربيدات ومدافع بحرية وأنظمة دفاع صاروخي، مما يعني أنه كان يحمل كميات هائلة من المتفجرات على متنه.

وقال مسئولان أمريكيان كبيران على دراية بآخر تقييم استخباراتي أمريكي إن مسئولي المخابرات الأمريكية لا يعتقدون أن السفينة كانت تحمل أسلحة نووية وقت غرقها.

متى كانت آخر مرة غرقت فيها قطعة بحرية مشابهة؟

تعرض الطراد الأرجنتيني الجنرال بلجرانو لنسف وإغراق من قبل الغواصة البريطانية التي تعمل بالطاقة النووية "أتش أم أس كونكرور" في 2 مايو 1982، خلال حرب جزر فوكلاند.

كان كل من الجنرال بلجرانو وموسكفا من نفس الحجم - يبلغ طول كل منهما حوالي 600 قدم (182 مترًا) ويزن 12000 طن - على الرغم من أن الطاقم المكون من حوالي 1100 بحار على متن الجنرال بلجرانو كان أكثر من ضعف حجم طاقم موسكفا البالغ حوالي 500 بحار.

وقُتل ما مجموعه 323 من أفراد الطاقم عندما غرق الطراد الجنرال بلجرانو. ولم تكشف روسيا عن عدد الضحايا الذين سقطوا خلال حريق الطراد موسكفا وما تلاه من غرق.

درس للصين؟

يقول محللون إن غرق الطراد موسكفا ستتم دراسته بعناية في شرق آسيا، خاصة إذا تأكد أن الصواريخ الأوكرانية أصابت السفينة الحربية. وعلى وجه الخصوص، سيبحث المحللون عن أي دروس يمكن أن تفيد في أي صراع عسكري محتمل حول تايوان.

لم تستبعد الصين استخدام القوة للسيطرة على تايوان وأدى ذلك إلى توترات مع الولايات المتحدة الملتزمة بتزويد الجزيرة بأسلحة دفاعية.

وقال تيموثي هيث، كبير الباحثين الدوليين في مجال الدفاع في مؤسسة "راند"، إن غرق موسكفا سيؤكد لكل من الصين والولايات المتحدة ضعف السفن السطحية في أي صدام عسكري محتمل. وأوضح أنه في مثل هذا السيناريو، سترغب البحرية الأمريكية في إبقاء سفنها السطحية بعيدة عن مدى الصواريخ المضادة للسفن التي جمعتها بكين في البر الرئيسي الصيني.

من ناحية أخرى، ستدرك الصين أن تايوان حصلت على صواريخ مضادة للسفن رخيصة الثمن شبيهة بتلك التي تدعي أوكرانيا أنها ضربت موسكفا وغيره.

لكن بعض المحللين قالوا إن غرق موسكفا ليست له أهمية كبيرة بالنسبة للوضع في شرق آسيا. وقال توماس شوجارت، القائد السابق لغواصة تابعة للبحرية الأمريكية والذي يعمل الآن محللًا في مركز الأمن الأمريكي الجديد، إن هناك اختلافات كثيرة جدًا بين المواقف.

وأوضح شوجارت أن أنظمة الدفاع الجوي لموسكفا ليست في نفس مستوى أنظمة إيجيس الأكثر حداثة على مدمرات البحرية الأمريكية، والصواريخ الأوكرانية المضادة للسفن ليست بجودة الصواريخ الصينية.