الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: احرصوا على طلب هذه المنحة الربانية

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإنسان ينبغي عليه أن يعيش في منظومة أخلاقية يعظم ويكبر ويحترم فيها الكبير، ولا يجوز له إطلاقاً أن ينسى هذا {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}، { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا } وهما على حالة الشرك، إذًا قضية أنه "مشرك أو غير مشرك" "معي أو ضدي" ؛ هذا لا علاقة له بالمنظومة الأخلاقية.

 

احترام وتوفير الكبير

وتابع “جمعة” خلال برنامج “القرآن العظيم” على شاشة صدى البلد تحت عنوان "احترام وتوقير الكبير"، {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ} [مريم: 41 - 45] أنظروا لخطابه لأبيه وهو مخالف له في العقيدة " يَا أَبَتِ " وكم مرة كررها ، خطاب فيه تنفيذ لما قاله سيدنا رسول الله ﷺ وهو يعلم الأنصار ويعلمنا " كَبِّرْ، كَبِّرْ " [أخرجه البخاري].

 

وأوضح أن العمل في فريق علامة من علامات الجدية التي تقاس بها الدول، وتقاس بها الأسرة، وتقاس بها المؤسسة، إذا رأيناها تعمل في روح الفريق، يقول سيدنا ﷺ : " لِينُوا بأيدي إخوانِكم " تكون قويًا ، {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} تكون قويًا، وإذا كان الإنسان فرداً يعيش لنفسه ووحده، فإن الذئب لا يأكل من الغنم إلا ما شرد، فعندما يرى قطيعا يخافه، هذا الشعور فتح الله به علي سيدنا موسى عليه السلام وهو فى حالة {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} -يعنى كلاماً حقيقا، لأن المفعول المطلق يستعمل للتأكيد، ولإخراج الكلام من المجاز إلى الحقيقة-، يقول سيدنا موسى : {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} طلب التجمع، طلب هذه المنحة الربانية التي جعلها الله لنا تفوق صلاة الجماعة صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة، هو يطلب هذه الجماعة -والغريب والعجيب أنك إذا ما قرأت القصة تجد أن هارون لم يتكلم بكلمة واحدة، وأن الذي تكلم في كل القصة من أولها إلى آخرها هو سيدنا موسى-، إذًا هذا الطلب كان شعوراً بالتأييد وبالونس مع سيدنا هارون فى هذا الموقف الجليل ؛أن يدخل على طاغية كفرعون الذي كان قيل عنه أنه يقتل بالنظرة -يعنى يشير بعينيه فقط ليس بكلامه من طغيانه وبغيه وتجاوزه كل عدل وإنصاف-.

 

وشدد على أن الفريق أن نعمل في جماعة؛ وهذه الجماعة تعمل سويا ويعرف كل فرد فيها وظيفته، ولا تكون هناك أنانية كما نشجع الناس في الرياضة، فيذهبون من أجل أن يعملوا كفريق، ونلوم على أى لاعب أو أى ممارس لهذه الرياضة أن يستقل بكفاءته الذاتية، لأن هذا نوع من أنواع الفشل، نلوم عليه إذا كان أنانيا؛ فالأنانية هنا ليس لها محل في المؤسسات وفي الحكومات وفي الدول وفى الأسرة وفى جماعة المسجد... وهكذا، فى كل تصورات الجماعة يجب علينا أن نعيش في روح الفريق وليس في روح الفرد.