الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتخابات فرنسا .. المسلمون بين خيارين أحلاهما مر

انتخابات فرنسا ..
انتخابات فرنسا .. المسلمون بين خيارين أحلاهما مر

تستعد فرنسا لإجراء جولة الإعادة الحاسمة للانتخابات الرئاسية، الأحد 24 أبريل، وسط توقعات بمشاركة مكثفة للمسلمين الذين يمثلون كتلة تصويتية لا يستهان بها.

ويجد مسلمو فرنسا نفسهم أمام خيارين أحلاهما مر، بين إيمانويل ماكرون، الذي يرى البعض أن سياساته تضر بهم، وبين مارين لوبان الذي يتمتع حزبها "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بتاريخ من المواقف المعادية للمسلمين، حسب صحفة "نيويورك تايمز".

ويقاتل ماكرون ولوبان للحصول على أصوات 7.7 مليون ناخب دعموا المرشح اليساري جان لوك ميلنشون، الذي جاء بالمركز الثالث في الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية.

وحسب الاستطلاعات، صوت ما يقرب من 70% من مسلمي فرنسا لصالح ميلينشون، المرشح اليساري الوحيد الذي يدين باستمرار التمييز والعنصرية ضد المسلمين.

ووفقا للصحيفة، حصل ماكرون على 14% من دعم الناخبين المسلمين هذا العام، مقارنة بـ 24% في انتخابات عام 2017.

فيما حصلت لوبان على 7% من أصوات المسلمين في الجولة الأولى هذا العام، وحسب التقدريات، كان إقبال الناخبين المسلمين هذا العام أعلى من الانتخابات السابقة.

ويركز ماكرون على إقناع الناخبين المترددين في اختيار لوبان، بأنه أفضل خيار لهم، بدلا من اختيار قيادة معادية للمسلمين.

يوجد في فرنسا ما بين 5 و 6 ملايين مسلم  لصالح ميلنشون، لكن لا يزال كثير منهم مترددين بين مقاطعة التصويت في هذه الجولة، أو المشاركة بالتصويت للرئيس المنتهية ولايته.

ودعا عدد كبير من أئمة المساجد بما فيهم عميد المسجد الكبير في باريس، للتصويت لصالح ماكرون، لمنع لوبان من أن تصبح رئيسة لفرنسا.

ورغم ذلك، يشعر الكثير من الناخبين بالاستياء الشديد من ماكرون بعد سنوات من السياسات والمواقف المخيبة للآمال بشأن القضايا التي تمس المسلمين.

يقول عبد الكريم بوعادلة، إنه صوت بحماس لماكرون في 2017، حيث جذبه الرئيس الشاب وخطابه الحماسي بشأن تحويل فرنسا، لكن بعد ولايته الأولى، يرى بوعادلة أن هذه السياسات أضرت بمسلمي فرنسا.

وأضاف "إذا قمت بالتصويت لماكرون.. فسوف أشارك في كل الأشياء السيئة التي ارتكبها ضد المسلمين".

في المقابل، تصر لوبان على تشددها تجاه الحجاب، مؤكدة أنه "حال انتخابها فإنها ستفرض غرامة على النساء اللواتي ترتدينه في الأماكن العامة".

وقالت خلال المناظرة الرئاسية أمام ماكرون إنها تتمسك "بحظر حجاب الرأس الإسلامي"، معتبرة إياه "زيا موحدا فرضه الإسلاميون"، لكنها أكدت أنها "لا تحارب الإسلام".

بينما رد ماكرون متهمها إياها بدفع البلاد نحو "حرب أهلية"، مضيفا "سوف تتسببين بإشعال حرب أهلية.. أقول ذلك بصدق".

وأضاف"فرنسا، موطن التنوير .. ستصبح أول دولة في العالم تحظر الرموز الدينية في الأماكن العامة.. هذا ما تقترحينه وهو غير منطقي".

وفي وقت سابق، قالت لوبان في مقابلة لقناة "بي أف أم" إن"وضع الحجاب في الأماكن العامة في فرنسا يجب أن يعد مخالفة تستوجب أن تفرض الشرطة غرامة عليها تماماً مثل مخالفة المرور"، واصفة الحجاب بأنه "زي موحد".

وبينما تحاول لوبان تطليف صورتها المتشددة، لا تزال زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف المناهض للهجرة والمسلمين تثير القلق بشأن مسألة الحجاب وممارسة المسلمين لشعائرهم، حيث سبق أن اعتبرت أن الصلاة في الشارع تشبه "الاحتلال النازي".

فيما توقع أحدث استطلاع أجرته شركة "إبسوس" للدراسات والأبحاث الفرنسية، فوز ماكرون في جولة الإعادة بنسبة 57.5% مقابل 42.5% لمارين لوبان، أي بفارق 15 نقطة.