الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الامتحانات الإلكترونية بين مؤيد ومعارض.. خبراء: بها ثغرات بحاجة للمعالجة.. والطلاب: فكرة جيدة تعتمد على الفهم أكثر من الحفظ والتلقين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خبير تعليم: 

منظومة الثانوية الجديدة تسعي لتحقق نجاحًا كبيرًا ولكن مازال بها بعض الثغرات

ضرورة إعداة النظر في جاهزية البنية التكنولوجية بمنظومة التعليم

التقييم الإلكتروني يعاني من مشكلات تستوجب إجراءات مسبقة من وزارة التعليم

يجب تحري الدقة والمهنية في معالجة هذه الثغرات حتى لا تتكرر

يجب توافر كافة مقومات الامتحانات الالكترونية دون الإخلال في أي عنصر

الطلاب :

 فكرة جيدة للتطبيق العملي التي تعتمد على الفهم أكثر من الحفظ والتلقين

منذ سنوات عديدة تسعى وزارة التربية والتعليم لإصلاح المنظومة التعليمية في مصر؛ للخروج من حيز التأخر في تطوير المنظومة التعليمية، والانطلاق للعالمية، وذلك للحاق بركب الدول المتقدمة تعليمًيا، وتماشيًا مع التوجه العام للقيادة السياسية في مصر بشأن النهوض بالتعليم لبناء جيل قادر على مواكبة المتغيرات في محيطه العالمي.

ومنذ أن تولى الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، الحقبة الوزارية، عكف على تبنى منظومة جديدة للتعليم عُرفت إعلاميًا بـ"منظومة التابلت"، حيث تقرر عمل تغيير جذري في شكل ونظام التدريس، علاوة على تغيير نهج أسئلة الامتحان لتعتمد على خلاصة الفهم بدلًا من الحفظ والتلقين، وتقرر تطبيق النظام الجديد على طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي إلكترونيا بنسبة 70٪، وورقيا بنسبة 30٪ بنظام أسئلة ورقية؛ وذلك للتعرف على المنظومة الجديدة على أرض الواقع.

أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن وزارة التربية والتعليم اتخذت خطوة للأمام في حل العديد من المعوقات التي تعاني منها المنظومة التعليمية من خلال تطبيق نظام الثانوية العامة الجديد على الطلاب هذا العام، مشيرة إلى أن المنظومة الجديدة تسعي لتحقق نجاحًا كبيرًا ولكن مازال بها بعض الثغرات التي يجب أن تسعى لحلها في أسرع وقت.

وقال أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدي البلد" أن أبرز ثغرة ظهرت هي عدم جاهزية البنية التكنولوجية والتي بدورها أدت لحدوث خلل أثناء أداء الأمتحانات على التابلت لدى بعض الطلاب لافتة إلى أن الوزارة تعلم هذه المشكلات ومن المتوقع أن تضع لها حل جذري.

وأوضح الخبير التربوي، أن هذا يؤكد رؤية الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بان تكون امتحان الثانوية العامة، ورقيا باعتبارها سنة مصيرية، بينما طبقت نظام التعليم الالكتروني بالتابلت علي سنوات النقل في الصفوف الاول والثاني الثانوي .

وطالب الدكتور تامر شوقي، وزارة التربية والتعليم بضرورة تحديد ثغرات هذا النظام والطرق المثلى للارتقاء بالمنظومة ككل"، بوضع حلول لكافة المشكلات التي ظهرت وعمل دورات تدريبية متكاملة للمعلمين حتى يستطيعوا التأقلم مع النظام الجديد.

وأعلن أنه خلال السنوات الماضية استطاع وزارة التربية والتعليم تطوير المناهج والاستفادة من الخبرات والشراكات الدولية فى توطين مزيد من الخبرات، وتعزيز قدرات كوادره، الذين أصبحوا قادرين على تأليف وتحرير وتطوير المناهج فى جميع التخصصات على أعلى مستوى ووفقًا للمعايير الدولية.

وأشار "شوقي" إلي أن ضمان نجاح أي منظومة جديدة في العالم، يحتاج إلى الكثير من المراحل التجريبية، للوقوف على الأخطاء والثغرات التي تعيق نجاح هذه المنظومة، لافتا إلى أن يكون هناك أخطاء يتم اكتشافها والعمل على إصلاحها.

وأضاف أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن نظام التقويم الحالي القائم علي الفهم، وهذا لا يعني أن الحفظ سيء، بالعكس الحفظ هو الدرجة الأولي لتحقيق الفهم بل والابداع، لان لا إبداع دون وجود معلومات في الذاكرة وفهم تلك المعلومات وتطبيقها وتقويمها.

ومن جانبه أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن النظام الجديد سيكون له دور كبير في إصلاح منظومة التعليم في مصر لكن بشرط أن يتم معالجة كافة المشكلات التي ظهرت خلال العام الحالي، مشيرًا إلى أن المشكلة الأبرز تتمثل في عدم جاهزية منصة الإمتحانات الإلكترونية مما أدى لحدوث خلل كبير.

وطالب الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" من وزارة التربية والتعليم بتحري الدقة والمهنية في معالجة هذه الثغرات حتى لا يتتكرر، مشيرًا إلى ضرورة العمل على توقع الأزمة قبل حدوثها ووضع حلول لها حتى إذا حدثت يتم التعامل معها بالشكل الأمثل.

وشدد الدكتور حسن شحاتة، علي ضرورة إعادة النظر إلى جاهزية البنية التكنولوجية وتفادي مثل هذه الأخطاء بالتجارب العديدة وتوافر كافة مقومات الامتحانات الالكترونية دون الاخلال في أي عنصر حتي نضمن نجاح الامتحانات الكترونيا، حتي لا نتفاجئ بفرار خريجي الإعدادية من الالتحاق بالثانوية العامة خوفًا منها، نشوب حالة من التوتر بين الطلاب.

وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أنه يفضل فيما بعد قبل تعميم اي فكرة علي مستوي الجمهورية مثل التابلت، تطبيقه علي مناطق او محافظات محدودة للتعرف علي السلبيات والمشكلات وتلاقيها قبل تعميمها.

وتابع: "من المعروف أن التقييم الالكتروني سواء علي المستوي العالمي أو المحلي يعاني من مشكلات أو مخاطر مثل إحتمال سقوط السيستم، أو الفيروسات التي تدمر البيانات، أو احتمال حدوث عطل ما بالأجهزة أثناء الامتحان، أو في البرنامج نفسه وهو ما حدث بالفعل.

وأوضح الدكتور حسن شحاتة، أن الوزارة اتخذت اجراءات قبل الامتحان لتقليل تلك المخاطر مثل عدم اعتماد الدرجة الكلية  للامتحان علي التابلت بل كان هناك جزءا من الاسئلة ورقيا، فضلا عن اتاحة فرص ثانية  للطلاب الذين لم يتمكنوا من دخول الامتحان، بل منحت الدرجة الكاملة للطلاب الذين لم يتمكنوا من دخول الامتحان مراعاة للحالة النفسية لهؤلاء الطلاب.

ولفت أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، إلى أن التكنولوجيا أداة تحتاج إلى توفير بنية تحتية وليست عصاة سحرية نستخدمها في حل المشكلة بصورة كاملة خاصة في ظل ضعف البنية التحتية في الاتصالات داخل مصر، مؤكدا أنه كان هناك تساؤلات حول مدى تحمل شبكات الانترنت لإمكانية عقد الامتحانات منذ البداية.

وأشار "شحاتة" إلى أن المعلمين يحتاجون لفترة تدريب على أسئلة امتحانات النظام الجديد التي أصبحت تعتمد على الفهم أكثر من الحفظ والتلقين، لان تدريب المعلمين على طريقة التدريس و طرق وضع الامتحانات الحديثة سيحقق نجاحات كبيرة ويساهم في نجاح المنظومة الجديدة بنسبة أكبر مما هي عليه الآن.

وشدد الخبير التربوي، علي ضرورة أن يتلقى معلمو الصفين الأول والثاني الثانوي تدريبات بشكل مستمر على مدار العام الدراسي سواء على آلية استخدام التكنولوجيا الحديثة في المنظومة التعليمية الجديدة حتى يتمكنوا من التعامل مع التابلت، أو على طريقة التقويم الجديدة المعتمدة على أسئلة تقيس مدى فهم واستيعاب الطالب ويتدربون على طرق الشرح الجديدة في ظل تلك الفلسفة".

ومن جانب آخر علق أحمد رضا، طالب في الصف الثاني الثانوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” على امتحانات الثانوية الالكترونية بالنظام الجديد، قائلا:" إن نظام الامتحانات الالكترونية الخاص بـ "نظام التابلت" يعد فكرة جيدة للتطبيق العملي التي تعتمد بشكل كبير على الفهم أكثر من الحفظ والتلقين ولكن لديه بعض المشاكل التى جعلته يظهر بصورة سلبية لدى طلاب دفعته، مشيرًا إلى أن المنصة المخصصة للإمتحانات تعطلت كثيرًا أثناء الإختبارات أكثر من مرة وهو ما جعلهم في حالة اضطراب وقلق دائم من وصول إجابتهم وتولد لديهم مخاوف من استمرار النظام على هذا النهج.

ووصف محمود عاطف، طالب في الصف الثاني الثانوي، نظام التعليم الجديد، بأنه جيد للغاية، وسيكون له دور كبير في إصلاح منظومة التعليم في مصر، ولكنه يحتاج إلى بعض التعديلات التى تجعله أكثر يسرًا وتسهيلًا على الطلاب، ومعالجة كافة المشكلات التي ظهرت خلال العام الحالي مما أدى لحدوث خلل كبير داخل لجان الامتحانات. 

وطالب "عاطف"، وزارة التربية التعليم بضرورة إصلاح مشاكل الامتحانات الالكترونية وعيوب "السيستم" المخصص لإداء الأمتحان بالإضافة إلى التخفيف من صعوبة الأسئلة وجعلها في مستوي الطالب المتوسط، لافتة إلى أنه في حال حل هذه المشكلة سيكون لهذا النظام شأن كبير في المستقبل القريب. 

فيما قالت منه علاء، طالبة في الصف الثاني الثانوي، إن نظام التعليم الجديد غير جيد على الإطلاق خاصة وأنه يعتمد على الفهم في ظل عدم تعديل المقررات التي تعتمد على الحفظ والتقلين فقط مما يجعل هناك اختلاف دائم بين المقرر وبين الاختبارات الموضوعة من قبل الوزارة.

وأضافت منة، أن المدرسين غير مؤهلين للتعامل مع التابلت على الإطلاق، لافتة إلى أن بعض المعلمين القائمين على تدريسها يُطالبون منهم مساعدتهم في استخدام التابلت وليس العكس كما هو مطلوب".

وأضاف نور الدين، طالب في الصف الثاني الثانوي، أن نظام التعليم الجديد يعمل بصورة عشوائية نظرًا لتعدد القرارات التى اتخذتها وزارة التربية والتعليم خلال هذا العام، منوهًا أن المعلمين غير قادرين على استيعاب أو توقع مثل الأسئلة في نهاية العام. 

من جانبهت، أكدت وزارة التربية والتعليم انتظام لجان امتحانات الصف الأول الثانوى، حيث إن منصة الامتحانات الإلكترونية الجديدة تعمل بكفاءة.

 

 وأكدت غرفة عمليات الوزارة انتظام سير الجزء الإلكترونى بامتحان اللغة العربية فى جميع المحافظات، وذكرت أن منصة الامتحان عملت بكفاءة فى جميع اللجان، نافية وجود أى شكاوى تتعلق بسقوط السيستم.

وأشار الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، إلى أنه لا توجد ورقة مفاهيم للجزء الخاص بالأسئلة المقالية فى امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى، وشدد على أنه لا يسمح للطلاب بالكتابة على ورقة المفاهيم الخاصة بالأسئلة الإلكترونية على التابلت، لأنه سيسلمها فى نهاية الامتحان لإعادة استخدامها خلال الفترة المسائية.

وأعلن «شوقى» أن نتيجة امتحانات التيرم الثانى للصفين الأول والثانى الثانوى ستكون بالدرجات.

 وأضاف فى تصريحات عبر صفحته بـ«فيسبوك» أن كل فصل دراسى يمثل 50% من الدرجة النهائية، ولن يكون باجتياز أو عدم اجتياز كما اجتهد البعض.

وأكد أن الجزء المقالى والإلكترونى لأى مادة «امتحان واحد» لطلاب الصفين الأول والثانى الثانوى، لافتًا إلى أن التخلف عن الجزء المقالى يعتبر غيابًا عن الامتحان، ويعتبر الطالب راسبًا فى هذه المادة، وعليه تأدية الاثنين.