الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سريلانكا تدق ناقوس الخطر.. إفلاس الدول سمة الأزمات الاقتصادية العالمية| ما الحل؟

أزمة سريلانكا
أزمة سريلانكا

منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وضربت حالة من الاضطرابات الاقتصاديات العالمية، وجاءت هذه الاضطرابات بعد ركود استمر منذ مارس 2020 بسبب أزمة جائحة فيروس كورونا، وهو ما أنهك اقتصاديات الدول الفقيرة، ولعل إعلان سريلانكا، على لسان رئيس وزرائها أمس، رانيل ويكريميسنغه، أن مخزون البترول في البلاد، الذي يعاني أزمات اقتصادية حادةن يكفي ليوم واحد فقط، هو أكبر دليل على التداعيات الخطيرة لـ الأزمة الاقتصادية العالمية.

وقال ويكريميسنغه إن البترول نفذ في الوقت الحالي، والمخزونات المتاحة تكفي ليوم واحد، محذرا من أن بلاده أعلنت أيضا تخلفها عن سداد ديونها الخارجية وقد تواجه المزيد من الصعوبات في الأشهر المقبلة، حيث تواجه سريلانكا خطر الانهيار الكامل وإلى حد لن يجدي معه الإصلاح ما لم تتمكن من تشكيل حكومة جديدة.

الحالة الاقتصادية في سريلانكا

أسباب انهيار سريلانكا

من ناحية أخرى، أطلق ناندلال ويراسينغه حاكم المركزي السريلانكي، صرخة لدفع جهود السياسيين لإعادة إرساء الاستقرار، مؤكدا أنه في حال لم تكن هناك حكومة في اليومين المقبلين، سينهار الاقتصاد تماما ولن يتمكن أحد من إنقاذه، من ناحية أخرى، يلقى  السريلانكيون اللوم على أسرة راجاباكسا في الانهيار الاقتصادي الذي ترك البلاد باحتياطيات لا تتجاوز 50 مليون دولار وتسبب في تعطيل أغلب الواردات ونقص شديد في الغذاء والوقود والدواء وسلع أساسية أخرى.

وكانت سريلانكا، قد أعلنت في وقت سابق، أنها ستتخلّف عن سداد مجموع ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار.

وتعد الصين من أكبر دائني سريلانكا وتمتلك قرابة 10% من الدين الخارجي لها، تليها اليابان والهند، حيث استدانت الجزيرة الواقعة جنوب آسيا، مبالغ كبيرة من بكين منذ 2005 لمشاريع بنى تحتية، أصبح العديد منها ممتلكات مكلفة لا يمكن التخلص منها.

كما أجرّت سريلانكا مينائها الاستراتيجي، هامبنتوتا لشركة صينية في 2017، بعد تعثرها في دفع ديونها البالغة 1.4 مليارات دولار المستحقة لبكين، والتي كانت قد استدانت بهم من أجل إنشاء الميناء.

الحالة الاقتصادية في سريلانكا

انتشار ظاهرة إفلاس الدول

في هذا الصدد، قال، أحمد معطي، خبير أسواق المال، إن ما يحدث في سريلانكا هو بمثابة، مؤشر خطر خاصة للدول الفقيرة والنامية، موضحا أن العالم يتجه إلى مرحلة صعبة تضرب الاقتصاد العالمي، ومظاهر هذه الحالة هو "إفلاس الدول"، وذلك يعني أن الدول لن تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها من الديون الخارجية، ولن تكون قادرة على الوفاء باحتياجات شعوبها من السلع الأساسية.

وأضاف، معطي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن أكبر تداعيات هذه الحالة، هي زيادة معدلات البطالة، فهي أصعب مرض اقتصادي، لأنه قد يتسبب في ارتفاع مستويات الجريمة، وقد يتبع ذلك انهيار الدول، ما قد يؤدي إلى تفاقم ازمات اللاجئين.

لا طريق لحل الأزمة العالمية

واختتم: المشكلة الآن في رأيي أصعب من أزمة كورونا، لان فترة الجائحة، كان العالم كله يد واحدة، للبحث عن حلول، بعكس الازمة الحالية، التي يعاند فيها  قادة الدول العظمى مصرين على استمرار الحرب والضغط على روسيا، وكان اخر الاجراءات، الاخبار المتناقلة بشأن انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهذا نفس السبب الذي جعل بوتين يحرك قواته ناحية أوكرانيا، وفي حال استهداف روسيا، للدولتين، سوف تتفاقم الأزمة، ويدفع العالم أجمع الفاتورة.