الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احتجاجات فاشتباكات واستقالة رئيس الوزراء.. ماذا يحدث في سريلانكا؟

احتجاجات سريلانكا
احتجاجات سريلانكا

بعد يوم على استهداف مجموعات من المتظاهرين منازل سياسيين من الحزب الحاكم، أمرت وزارة الدفاع السريلانكية قواتها، أمس الثلاثاء، بإطلاق النار مباشرة على الأشخاص المتورطين في عمليات نهب أو تخريب للممتلكات.

وقالت الوزارة: “صدرت أوامر إلى قوات الأمن بإطلاق النار مباشرة لدى رؤية أي شخص ينهب ممتلكات عامة أو يضر بحياة أشخاص”.

ورغم حظر التجول الذي أعلنت عنه الحكومة، اندلعت أعمال عنف في كولومبو وأنحاء أخرى من البلاد، طالت محتجين وأنصار الحكومة على حد سواء.

وأضرمت حشود غاضبة النيران في منازل تعود لـ41 سياسيا موالين لرئيس الحكومة المستقيل ماهيندا راجاباكسا على الأقل، وأحرقوا عددا من سياراتهم، فيما استُهدفت أيضا حافلات وشاحنات استخدمت لنقل أنصار الحكومة.

وأحرقت العديد من المنازل التي تعود لأفراد عائلة راجاباكسا في مختلف أنحاء البلاد، فيما تم تخريب متحف للعائلة في قرية أجداد الأسرة، يتضمن تماثيل من الشمع لآبائهم.

وفي ضواحي كولومبو، أطلق النائب عن الحزب الحاكم أماركيرثي أتوكورالا النار على شخصين، ما أدى إلى مقتل رجل يبلغ 27 عاما، وذلك بعد أن حاصره حشد من المتظاهرين المناهضين للحكومة، وفق الشرطة.

وقال مسئول في الشرطة في اتصال هاتفي إنه بعد ذلك "أطلق النار على نفسه بمسدسه وقتل"، كما عثر على الحارس الشخصي للنائب ميتا في مكان الحادث، حسب ما أعلنت الشرطة.

كما أطلق سياسي آخر من الحزب الحاكم لم يُكشف عن اسمه، النار على متظاهرين فأردى اثنين وجرح خمسة في جنوب الجزيرة، وفق الشرطة.

تواصل الاحتجاجات

والثلاثاء تواصلت المظاهرات في العاصمة السريلانكية، فيما لم يُبد المتظاهرون أي مؤشرات على التراجع عن تحركهم، رغم إصابة العشرات منهم بجروح عندما نُقل أنصار الحكومة على متن حافلات إلى كولومبو الإثنين وهاجموا محتجين بالعصي والهراوات.

ومع تصاعد التوتر حول الحادثة، أعلن رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا استقالته الاثنين ولكن حتى ذلك لم يساعد كثيرا في تهدئة الغضب الشعبي.

واقتحم آلاف المتظاهرين الغاضبين مقر إقامة ماهيندا ليلا، وتدخل الجيش لإنقاذه في عملية قبيل الفجر الثلاثاء. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وعيارات تحذيرية. 

وقال مسئول أمني كبير: "أُطلقت عشر قنابل حارقة على الأقل على المجمع".

ومنذ أشهر، تهز حكومة راجاباكسا التي تضم أفرادا من أسرته، احتجاجات على انقطاع الكهرباء ونقص السلع في أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلال سريلانكا في 1948. 

لكن الهجمات على المتظاهرين الاثنين تمثل نقطة تحول بعد أسابيع من التظاهرات السلمية.

واستخدمت الشرطة الاثنين الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشود، وأعلنت على الفور حظر تجول في كولومبو، في إجراء تم توسيع نطاقه ليشمل كل مناطق الدولة الواقعة في جنوب آسيا والبالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة.

وقالت السلطات إن حظر التجول سيُرفع صباح الأربعاء، فيما طُلب من المكاتب الحكومية والخاصة والمتاجر والمدارس إغلاق أبوبها الثلاثاء. 

وأصدر قائد الشرطة شاندنا ويكراماراني أمرا بـ"اعتقال كل من يقف وراء التحريض على أعمال العنف بغض النظر عن مواقفهم السياسية".

حكومة وحدة

وفي مؤشر آخر على تدهور الأمن، قطعت مجموعات من المتظاهرين الثلاثاء الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار كولومبو وأوقفت كل السيارات للتأكد مما إذا كان أي من أنصار راجاباكسا يحاول مغادرة الجزيرة، وفق شهود عيان.

ورغم الهجوم على مقر إقامته، قال نجل ماهيندا راجاباكسا إن والده لن يفر معتبرا تصاعد الغضب الشعبي ضد عائلته "مرحلة صعبة". 

وأعلن ماهيندا (76 عاما) أنه يستقيل ليمهد الطريق أمام حكومة وحدة.

وبموجب النظام السياسي في سريلانكا وحتى مع حكومة وحدة جديدة، يمسك الرئيس بسلطة تعيين وزراء وإقالتهم، وكذلك القضاة، كما يتمتع بحصانة من الملاحقة القضائية.

وقالت أحزاب معارضة الثلاثاء إنها تتراجع عن إجراء محادثات مع الحكومة عقب تفجر أعمال العنف. 

غير أن مصادر سياسية أكدت استمرار المحاولات لترتيب لقاء على الإنترنت يجمع الرئيس وجميع الأحزاب السياسية. 

وقال أكبر الأحزاب المعارضة إنه لا يزال يدرس خياراته.