الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من هم العباد الحقيقيون الذين يرضى الله عنهم ؟ علي جمعة يجيب

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن النبي الكريم عندما اصطدم بواقع مؤلم مرير، سمى هذا الواقع بالجاهلية، وجعل الجهل، عقبةً كئود، ينبغي أن نتخلص منها.

وأضاف علي جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن المرء عدو ما جهل، حتى لو كان ما جهل هو الحق؛ ولذلك وجب علينا أن نبدأ بما بدأ به رسول الله ﷺ في تعليم الأمة، وإذا أردنا أن تكون لنا مكانة، وأن نأخذ مكاننا في الأمم، وأن نبلغ عن الله سبحانه وتعالى دينه، وأن نقوم بواجب التمكين إذا مكننا في الأرض، من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فلا بد أن نتعلم، فإن العلم والتعلم، مفتاح كل خير، ومغلاق كل شر.
 

وتسائل علي جمعة: كيف نتعلم؟ لابد من أن نفكر تفكيرًا مستقيمًا، ليس تفكيرًا معوجًا، نقدم المقدمات؛ وإذ بها تنتج نتائج عجيبة غريبة، على العقل البشري بحاله، فهذا عبث، جهل.


وتابع: وابحث عن كل مصيبة، ترى وراءها الجهل؛ إما جهل بواقع، وإما جهل بالحقائق، وإما جهل بالشرع الشريف، وإما جهل بالتاريخ، وإما جهل بطرق التفكير المستقيم، التي تؤدي بنا إلى مستقبل منير.

وأكد أنه لذلك فـ"إن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة" إذا أردت أن تعلم الناس الفكر المستقيم، علمهم اللغة المستقيمة، وبدأ رسول الله ، وهو نبي مرسل من عند رب العالمين، بالكلمة الأخيرة إلي يوم الدين، يأمرنا أن نصحح لغتنا.
 

وذكر أن مَزِيَّة سيدنا النبي وكانت حلاوته، أنه يعطي لنا الحل السهل، الذي يستطيع كل أحد أن يفعله، من غير مزيد فلسفة، ولا تعقيد، ونجحت الأمة بإذن ربها في هذا، عبر القرون والعصور، نريد أن نعلم الناس اللغة الصحيحة، حتى يصلوا إلى التفكير المستقيم.

 

كما تسائل: فماذا علمنا رسول الله من مفاتح الخير، ومغاليق الشر؟ قال لنا: «خيركم مَنْ تعلم القرآن وَعَلَّمه»، فجعل القرآن الكريم، وقراءته، وتدارسه، وتدبره، وتأمله، مصححًا للسان، وفي ذات الوقت، هو مصحح للتفكير المستقيم، الذي به الوصول إلى الغاية.


«وما اجتمع قوم، في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا حَفَّتهم الملائكة». لماذا؟ لأن هؤلاء هم الْعُبَّاد؛ لأن هؤلاء الْعُبَّاد الحقيقيون، الذين يرضى عنهم الله سبحانه وتعالى، لماذا؟ لأن تلاوتهم لكتاب الله، ستصحح ألسنتهم، وتصحح أفكارهم، ومناهج تفكيرهم، وحينئذ سيفهمون عن الشرع الشريف، وحينئذ يدركون الواقع على ما هو عليه، وحينئذ يستطيعون أن يوقعون ما أراد الله في كونه، على ما خلق في كونه. فالمفتاح تلاوة كتاب الله سبحانه وتعالى.

 

وناشد على جمعة الأمة بالرجوع إلى القرآن قائلا "هيا بنا نرجع إلى القرآن الكريم، تلاوةً وحفظًا، وطباعةً، وأداءً، وتعلمًا، ودراسةً، نأخذ منه مناهج التفكير المستقيم، ونرى منه ما يرضي الله، فنفعله، وما يغضبه، وما يكرهه ربنا، فنتركه، فإن الحياة قليلة، والموت آت، وكل إنسان محاسب أمام ربه، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} .