الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تناغم تركي إسرائيلي|أوغلو ينهي عزلة 15 عاما|ماذا تريد أنقرة من تل أبيب؟

 أول وزير خارجية
أول وزير خارجية تركي في إسرائيل منذ 15 عاما

تركيا الآن تتحرك في جميع الاتجاهات في منطقة الشرق الأوسط وتستغل الأحداث الدولية لصالحها في محاولة للتقارب إلى العرب من بينهم دول الخليج، بجانب محاولتها بأن يكون لها دور في القضية الفلسطينية واستعادة علاقاتها مع دولة الكيان الصهيوني.

وزير الخارجية التركي 

مولود أوغلو يزور رام الله وتل أبيب

وقام مولود تشاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، بزيارة تاريخية لفلسطين والأراضي المحتلة، حيث التقى الرئيس أبو مازن وأعلن عن مجموعة من الامتيازات التي تقدمها تركيا لفلسطين، وهي اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات عدة.

وفي نفس التوقيت يزور تل أبيب وهي زيارة تعتبر الأولى من نوعها على مدار 15 عاما، ويلتقي نظيره الإسرائيلي ليبحثان العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية وعالمية، بجانب زيارته إلى المسجد الأقصى.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن التركي، إن زيارة وزير الخارجية التركي إلى إسرائيل لها أهمية خاصة؛ لأنها تأتي بعد مدة طويلة تتجاوز الـ15 عاما من الجفاء الدبلوماسي، مشيرا إلى أن "العلاقات التركية الإسرائيلية لا تنقطع استخباراتيا وتجارياو لكن الوضع الدبلوماسي كان مرتبكا بعد الشيء بسبب بعد الاختلافات في وجهات النظر".

وأوضح عبد الفتاح في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الأمر الأخر لأهمية هذه الزيارة أنها جاءت في ظل توجه تركيا للمصالحة مع الجميع، لأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اكتشف أن القطيعة مع دول المحيط مكلفة اقتصاديا فبدأ في ضبط العلاقات مع مختلف الأطراف ليقلل نزيف الخسائر للاقتصاد التركي، وإسرائيل من ضمن هذه الدول بجانب التعاون التجاري بين البلدين، وهذا التعاون يعود كثيرا بالنفع على تركيا.

وتابع: بجانب التعاون في مجال الدفاع والصناعات الدفاعية وتركيا تستفيد من خلاله بالتكنولوجيا الإسرائيلية والغربية، والأمر الآخ ر هو الغاز؛ لأن إسرائيل تمتلك حقل غاز ضخم وفي نفس التوقيت يوجد اكتشافات إضافية جديدة في إسرائيل فتركيا تأمل بخط أنابيب لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا في ظل مساعي أوروبا لإيجاد بدائل للغاز الروسي.

وأكد عبد الفتاح، أن تركيا تريد من إسرائيل لعب دور الوسيط للتقارب مع أوروبا وأمريكا بمعنى أن علاقتها مرتبكة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والناتو، لذلك إسرائيل تقوم بدور الوسيط نظرا لأن علاقتها قوية بهذه الأطراف، معقبا: "أنقرة تريد من تل أبيب أن تتوسط لتحسن هذه العلاقات وتقليص الخلافات مع هذه الجوانب وهذا جزء من توجه أردوغان العام".

 بشير عبد الفتاح

لعب دور هام في القضية الفلسطينية 

ولفت: "زيارة أوغلو للسلطة الفلسطينية تأتي كنوع من التوازن"، مختتما: "يريد أوغلو إيصال رسالة مفادها حرص بلاده على علاقتها مع السلطة الفلسطينية كما هو الحال مع حكومة تل أبيب، واستمرار بلاده في دعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين".

ومن جانبه، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، والقيادي بحركة فتح، إن زيارة وزير الخارجية التركي للأراضي الفلسطينية تأتي في سياق المحاولات التركية لإعادة لعب دور هام في القضية الفلسطينية، خاصة أن المتابع للأوضاع والتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة سيلاحظ بأن هناك تغيير في السياسات التركية تجاه دول المنطقة بأسرها ومحاولة منها لإعادة الانفتاح على دول المنطقة وخاصة العربية منها من خلال الزيارات التي قام بها الرئيس التركي لدولة الإمارات العربية وللمملكة العربية السعودية والحوارات مع القاهرة.

وأوضح الحرازين في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن ذلك بجانب العلاقات مع دولة الاحتلال في محاولة لإعادة تقسيم المشهد السياسي ولعب دور في المنطقة، ولذلك تأتي زيارة وزير الخارجية التركي للأراضي الفلسطينية لتفعيل عمل اللجنة التركية الفلسطينية والتي ترتكز بالأساس على مجموعة من اتفاقيات التعاون في المجالات الاقتصادية والصناعية والاستهلاكية وتفعيل العلاقات التجارية بين الجانبين وهذا من جانب.

وتابع: من جانب آخر فيما يتعلق بالأوضاع السياسية تحاول تركيا أن تلعب دورا خاصة أن علاقاتها بدأت بالعودة مع دولة الاحتلال وزيارة رئيس دولة الاحتلال لتركيا والعمل على عودة السفراء وإعادة العلاقات السياسية إلى سابق عهدها رغم عدم تأثر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، الأمر الذي يدفع بأطار حالة من لعب دور سياسي خاصة أن الاوضاع السياسية بالمنطقة شبه متفجرة وتمر بحالة من الجمود.

واختتم: سيكون هناك لقاءات لوزير الخارجية التركي مع وزير خارجية دولة الاحتلال لابيد، ولذلك يمكن القول بأن هذه الزيارة قد تكون بداية لإعادة تركيا إلى المشهد السياسي بالمنطقة ومحاولة لإظهار الاهتمام التركي بأوضاع المنطقة وتصدير موقف سياسي يتعلق بالقضية الفلسطينية "داعم لفكرة حل الدولتين وضرورة إنهاء الاحتلال مع تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية من خلال الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها".

الدكتور جهاد الحرازين